الميثاق نت -

الأربعاء, 14-ديسمبر-2022
محمد‮ ‬علي‮ ‬اللوزي‬‬ -
يبدو أن الحوار الذي جرى للوصول الى سلام خاتمته سيئة، وأن اشتعال أوارها من جديد هو الذي يلوح في الأفق.. تصريح السفير الفرنسي ووزير خارجية بريطانيا والمبعوث الأمريكي يجعل مسئولية فشل الحوار على سلطة الأمر الواقع في صنعاء.. لم يأت هذا التنادي السريع من فراغ،‮ ‬ولكنه‮ ‬نتاج‮ ‬توجه‮ ‬السعودية‮ ‬ودول‮ ‬الخليج‮ ‬باتجاه‮ ‬الصين‮ ‬كرد‮ ‬عملي‮ ‬على‮ ‬مواقف‮ ‬الغرب‮ ‬التي‮ ‬ابتزت‮ ‬هذه‮ ‬الدول‮ ‬أموالاً‮ ‬طائلة‮ ‬بذريعة‮ ‬حمايتها‮ ‬من‮ ‬آيران‮ ‬ولم‮ ‬تحقق‮ ‬شيئاً‮ ‬من‮ ‬ذلك‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
اليوم أدركت السعودية أن المكاشفة حتمية، وأن الخروج من تحالفات الغرب الوهمية والتي لم تجد نفعاً بات ضرورة سيما أنه لم يقدم حلاً واحداً ولو متواضعاً فيما يخص الكثير من القضايا في الحرب مع اليمن والتهديد الإيراني لدول الخليج وحتى القضية الفلسطينية.. لعل هذا‮ ‬جعل‮ ‬الغرب‮ ‬يدرك‮ ‬اليوم‮ ‬أن‮ ‬مخاتلته‮ ‬واحتيالاته‮ ‬في‮ ‬نهب‮ ‬البترودولار‮ ‬العربي‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬ممكناً‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وأن الحرب الروسية الاوكرانية والتقارب العربي الصيني قدم فرصاً للتخلص من الهيمنة الغربية على الأقل هذا مايشي به الإعلام الخليجي.. لذلك وفي محاولة إعادة صياغة علاقة أفضل ذات مصداقية نرى الغرب ينتقل بشكل مفاجيء لتحديد موقف حازم مع السعودية في إدانة الحوثية وتحميلها كامل المسئولية في إفشال الهدنة ومباحثات السلام وهو مالم نجده في كل الاحاطات الأممية، ولكنه في الوقت الراهن يبدو اتجاهاً إجبارياً لإرضاء دول التحالف التي أدرك الغرب تحولها وفقدانها الثقة معه، فسارع الى تلبية رغباتها في الانحياز الكامل والداعم للموقف السعودي وللتحالف في حربه العدوانية على اليمن.. ربما الأيام المقبلة تشهد تصعيداً خطيراً وغير مسبوق، سيما وثمة تحركات عسكرية تجري في الساحل الغربي وفي موانئ تصديرالبترول.. وإذاً نحن بين فكي كماشة لصراع مرير الله وحده يعلم إلى أين يؤدي.
فالغرب يريد تحقيق قدر من المصداقية ولو الى حين مع التحالف قبل أن تسبقه الصين في إملاء مساحة الفراغ التي تركها، حينما أعلنت أمريكا في أكثر من موقف أن البترول الخليجي لم يعد يشكل أهمية لها وسحبت الباتريوت كنوع من الابتزاز والضغوطات لنهب موارد السعودية التي واتتها فرصة الحرب الروسية الاوكرانية لتنتقل الى شراكة استراتيجية مع الصين في ظل أزمة طاقة غير معهودة.. لعلنا نذكر الاستقبال المهين لـ(بايدن) في السعودية واللامبالاة في التعامل معه، هذا جر معه مواقف وتبدلات مهمة في السياسة السعودية أدرك الغرب فداحتها في الوقت‮ ‬الراهن‮ ‬على‮ ‬وقع‮ ‬شتاء‮ ‬قارس‮ ‬جداً‮.. ‬تريده‮ ‬روسيا‮ ‬كما‮ ‬السعودية‮ ‬كعقاب‮ ‬على‮ ‬تحالفاته‮ ‬الهشة‮ ‬وفقدانه‮ ‬المصداقية‮ ‬وإغراق‮ ‬نفسه‮ ‬في‮ ‬برجماتية‮ ‬سيئة‮ ‬فعلاً،‮ ‬قدمته‮ ‬مجرد‮ ‬غرب‮ ‬انتهازي‮ ‬ومحتال‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 18-ديسمبر-2024 الساعة: 04:31 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63419.htm