معن بشور - صحيح أن منتخب فرنسا نجح اليوم في حرمان منتخب المغرب من الوصول إلى الدور النهائي لبطولة مونديال 2022 في قطر.. لكن منتخب المغرب نجح بالمقابل في تحقيق أمور عدة.
أولاً نجح فريق المغرب، بلاعبيه ومدربيه، في تقديم أداء كروي رائع جعله من أهم منتخبات العالم المؤهلة لتحقيق نتائج افضل في المستقبل..
ثانياً نجح فريق المغرب في أن يظهر للعالم كله وحدة العرب حوله من المحيط إلى الخليج بعد أن ظن كثيرون أن مؤامرة تفتيت الأمة إلى كيانات وطوائف ومذاهب وأعراق قد نجحت، وإذْ بهذه المؤامرة تتبدد في ايام.
ثالثاً: نجح فريق المغرب والفرق العربية الأخرى التي تأهلت إلى المونديال في أن تعيد فلسطين إلى الصدارة في مشاعر العرب واحرار العالم حتى بات كثيرون يرددون أن هذا "مونديال فلسطين.". وان فلسطين هي الدولة الثالثة والثلاثون المشاركة في المونديال
رابعاً: نجح فريق المغرب بتصريحات لاعبيه ومشجعيه من المغاربة وأبناء أمته العربية والاسلامية أن يظهر انه اذا كان التطبيع مع العدو الصهيوني هو قرار بعض الحكومات فهو بالتأكيد ليس خيار الشعوب على عكس كل ما أشيع وقيل في الإعلام المعادي للحق الفلسطيني والعربي..
خامساً: نجح الفريق المغربي في سلوك لاعبيه ومشجعيه أن يقدم حضارياً وأخلاقياً وانسانياً ،وفي علاقة اللاعبين مع عائلاتهم، نموذجاً معاكساً لتلك القيم المنحطة التي حاولت بعض الأوساط الغربية أن تستخدم المونديال فضاء للترويج لها... سادساً : نجح الفريق المغربي من خلال حارس مرماه ياسين بوتو الذي رفض التحدث مع وسائل الإعلام الاجنبية بغير اللغة العربية أن يقدم درساً للقريب والبعيد في أهمية لغتنا العربية، لغة القرآن الكريم، من جهة وفي خطورة المحاولات الرامية لضربها كأحد أهم عوامل وحدة العرب في وجه محاولات تقسيمهم وتمزيقم وتفتيتهم والإجهاز على ثقافتهم وحضارتهم...
لذلك من حقنا أن نقول إن فريق المغرب قد خسر في الوصول إلى كأس العالم لكنه ربح كؤوسا عدة على كافة المستويات...
في المونديالات القادمة لن تحمل الجماهير العربية إعلاماً لدول غير عربية فقط، لأن منتخبات تلك الدول هي الأفضل بل سيكون لها أعلام دولها العربية ترفعها وقد أثبتت قدرتها على حصد افضل النتائج.
|