افتتاحية الثورة -
ليس هناك ما هو أخطر على الصحافة وحريتها ومصداقيتها من بعض الكتاب والصحفيين المرجفين وخاصة أولئك الذين يحرفون الكلام عن مواضعه ويختلقون له المعاني والتفسيرات من ذات أنفسهم المريضة والذين أدانهم القرآن الكريم بقوله سبحانه وتعالى: (مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِن لَّعَنَهُمُ اللّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) وقوله تعالى (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) صدق الله العظيم.
- ولا شك أن كلمات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في خطاباته وأحاديثه واضحة ودقيقة وتتسم بالصدق والصراحة (ولا تحتمل التحريف) .. ولها أهدافها المحددة ويعرف كل الذين استمعوا وتابعوا خطاب فخامة الرئيس في مهرجان الحسينية .. عندما قال (شعارنا الوحدة أو الموت الذي يعجبه وإلا يشرب من ماء البحر الأحمر أو البحر العربي ..إلخ) إنما يقصد أولئك البعض من متطرفي المعارضة الذين في قلوبهم مرض وتزداد أحقادهم في كل يوم مع كل إنجاز جديد يتحقق على أرض الوطن .. وقد بلغ بهم التمادي والحذلقة المفضوحة تحميل الكلمات فوق ما تحتمل خدمة لأغراضهم المشوشة والهدامة ، وخاصة مع كلمات قائد الوفاء والمحبة والصدق في القول والعمل والإنجاز ، ومع ما ينبض به ضمير ووجدان الأخ الرئيس القائد .. تجاه كل مواطن ومواطنة .. وحبه لكل أبناء الشعب وحرصه على الإخلاص لهم والتفاني من أجل عيش كريم وهانئ ومستقر لهم جميعا لأنه ما كان يوما بل لم يشعر في يوم ما إلا أنه هو رب الأسرة اليمنية الكبيرة والخادم الأول للشعب والراعي لمصالحه .. وبناء الحياة المعيشية الحرة والكريمة على الأرض اليمنية في كل المحافظات.
- ولا يميل إلى التحريف وتشويش المعنى وتشويه الحقائق إلا من يرمي إلى تزييف الوعي والشوشرة سعيا وراء أهداف غير سوية لا تشي إلا عن ذهنية مشوهة.
- ومن لا يصدق أهله لا ينتظر منه الوفاء لوطنه وليس في وارد حسبانه أن يقدم أية خدمة له أو ينتصر لقضاياه ويسهم في پنهضته.
- وفي ممارسة الكذب اعتداء صارخ على حرية التعبير في ارتباطه الأصيل بحق الناس في المعرفة وهو أكثر إفصاحاً عن حالة الانفصام عن المسؤولية التي تضبط إيقاع الأداء في إطار الاحترام المتبادل وتحول دون التجاوزات وأن تكون الحرية الخاصة على حساب الحق العام.
- ولا علاقة للافتراء البتة بالتقاليد المهنية وأخلاقيتها التي تنطلق من منح الاعتبار الكافي للحق العام في الوسيلة الجماهيرية وتلتقي كافة التشريعات ومواثيق الشرف الإعلامية على تجريم التطاول والخطاب السفيه.
- ويضعنا التمادي في الممارسات المتمردة بل المتعدية على أخلاقيات المهنة أمام الحاجة إلى حمايتها من المتطفلين والدخلاء عليها وكان لهم دور في الإساءة إليها وتشويهها من حيث سعوا للنيل من الآخرين.
- وأي طرح يتعرض للمواجهة القانونية لاتجاهات مريضة كهذه إنما يصب في الدرجة الأولى لصالح حماية المهنة من الفساد الأخلاقي وفيه تأمين لحق المجتمع في المعرفة لا الكذب والدجل السياسي عليه وسوقه إلى المجهول ، وإن كان حبل الكذب قصيرا فلا يعني ذلك الاسترخاء في أداء واجب الدفاع عن الحقيقة والانتصار لها. |