الميثاق نت -

الثلاثاء, 27-ديسمبر-2022
شوقي شاهر -
أسدل الستار مؤخرا على كأس العالم 2022م الذي استضافته قطر خلال الفترة من 20 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر والذي انتهى بفوز الارجنتين بكأس هذه البطولة التي لفتت إنتباه الجميع هذه المرة لعوامل عدة منها دقة الإعداد والتنظيم، بالإضافة إلى عديد أحداث ومواقف كادت أن تحول هذا الحدث من تظاهرة رياضية عالمية إلى  تظاهرة سياسية، إلى جانب وقوع عدد من الأخطاء التحكيمية والتي تسببت في وضع علامات استفهام كتلك التي رافقت  مباراة المغرب وفرنسا وحرمت المنتخب المغربي - بحسب تحليلات رياضية - من تحقيق نتيجة تاريخية كانت مستحقة وكانت ستمكنه من تحقيق مركز متقدم غير الذي حققه لاحقا وهو المركز الرابع..
لقد كانت وستظل الرياضة برغم ما يرافقها من أخطاء هي العنوان الأبرز لإمكانية التعايش والتقارب  بين الشعوب،  والقاسم المشترك الذي يجمع فيما بينها أكثر من أي قواسم أو عوامل أخرى، كما ستستمر بإعتبارها مرتكزاً إنسانيا يسهم في تجاوز كل الخلافات والفوارق التي قد تنغص من بعض أوجه الحياة،  وستتيح فرصاً أكبر لأجل العبور نحو آفاق أرحب يتعايش فيها الجميع  مع الجميع،  كما ستسهم في تفويت الفرصة على المتربصين بحياة الأمم والشعوب.
على صعيدٍ آخر أظهر هذا المونديال الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه المال في تعزيز السلام وبناء وترسيخ القيم والمبادئ النبيلة  التي تتعرض يوماً بعد يوم لهجمات تستهدف وجه الإنسانية المشرق والدفاع عنها، وذلك عبر إقامة مثل هكذا تظاهرات رياضية / إنسانية تكون لها القدرة على إذابة الجليد والعوائق المصطنعة بين المجتمعات التي تعيش في قارات العالم المختلفة.
منذ العام 1930م وهو العام الذي أقيمت فيه أول بطولة لكأس العالم في الأورجواي شهدت كرة القدم العديد من التطورات سواء على صعيد اللعبة ذاتها وتنوع واختلاف مدارسها، أو على صعيد التقنيات  التي تنظم وترافق هذه البطولات، غير أنها جميعاً اشتركت في أمر واحد لم يتغير منذ ذلك اليوم  وحتى يومنا هذا وصار  هو القاسم المشترك بينها جميعا حيث كانت جميعها  مصدر سعادة وحفاوة وترقب من قبل  الجميع، وما أن يسدل الستار على أحدها حتى يبدأ  الشغف، وتبدأ الاستعدادات لاستقبال البطولة اللاحقة ، كما أن الحديث لايخلو من  التطرق إلى  المنتخبات المرشحة والمتوقع احرازها للكأس.
كل هذا يتم على الرغم من وجود 4 سنوات ما زالت تفصل العالم عن بلوغ البطولة التالية..
ولذلك فإن الرياضة ستبقى وستظل من بين الأشياء المهمة ،التي تجمع بين شعوب العالم ومجتمعاتها، وتمثل  مصدر إلهام لها للتعايش والتواصل، وستبقى كذلك بالفعل وستظل، طالما كانت في منأى عن السياسة وما يدور في كواليسها..
فالرياضة للجميع ومن أجل الجميع.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63478.htm