الميثاق نت -

الأربعاء, 04-يناير-2023
محمد‮ ‬يحيى‮ ‬شنيف‮ ‬ -
ذات يوم في مدينة النصر حجة، في الأيام الأولى لثورة سبتمبر المباركة من عام 1962م ، قامت الدنيا ولم تقعد منذ المساء حتى أشرقت في بواكير الصباح الشمس ، والأهالي لم يناموا من إزعاج لعلعة الرصاص الخفيف والمتوسط ..
الجمهوريون‮ ‬ومعهم‮ ‬القوات‮ ‬المسلحة‮ ‬المصرية‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬يضربون‮ ‬ويوجهون‮ ‬ضرباتهم‮ ‬للهدف‮ ‬المنشود،‮ ‬من‮ ‬ناحية‮ ‬ثانية‮ ‬الملكيون‮ ‬لم‮ ‬يقصروا‮ ‬من‮ ‬جهتهم‮ .. ‬
أهالي‮ ‬المدينة‮ ‬لم‮ ‬يعرفوا‮ ‬السبب،‮ ‬وإنما‮ ‬البعض‮ ‬يقول‮ ‬أن‮ ‬الملكيين‮ ‬حاولوا‮ ‬دخول‮ ‬حجة‮ ‬والجمهوريين‮ ‬يطاردونهم‮..‬
المدينه‮ ‬تعيش‮ ‬في‮ ‬الظلام،‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬الأهالي‮ ‬يعرفون‮ ‬حاجة‮ ‬اسمها‮ ‬الكهرباء،‮ ‬لمبة‮ ‬الغاز‮ ‬أو‮ ‬الفانوس‮ ‬يضيئ‮ ‬لهم‮ ‬من‮ ‬بعد‮ ‬المغرب‮ ‬لساعة‮ ‬تقريباً‮ ‬أو‮ ‬أقل‮ ‬ويعود‮ ‬الظلام‮.. ‬
تعوَّد‮ ‬الجميع‮ ‬على‮ ‬سماع‮ ‬أصوات‮ ‬البنادق‮ ‬لكن‮ ‬تلك‮ ‬الليلة‮ ‬كانت‮ ‬مكثفة‮ ‬ومن‮ ‬كل‮ ‬الاتجاهات‮ .. ‬
في‮ ‬الصباح‮ ‬ومع‮ ‬بدء‮ ‬ظهور‮ ‬ما‮ ‬يبدد‮ ‬الظلام‮ ‬اكتشف‮ ‬الجميع‮ ‬ان‮ ‬الضحية‮ ‬كانت‮ ‬الحمار‮.. ‬حيث‮ ‬وجدوه‮ ‬في‮ ‬الشارع‮ ‬وقد‮ ‬لفظ‮ ‬أنفاسه،‮ ‬وعلى‮ ‬ظهره‮ ‬فانوس‮ ‬لم‮ ‬ينطفئ‮ ‬بعد‮..‬
يبدو‮ ‬أن‮ ‬الحمار‮ ‬الضحية‮ ‬كان‮ ‬في‮ ‬طريقه‮ ‬الآمن‮ ‬كعادته‮ ‬حينما‮ ‬يعرف‮ ‬طريقه‮ ‬يسير‮ ‬عليه‮ ‬وصاحبه‮ ‬حمل‮ ‬معه‮ ‬الفانوس،‮ ‬هل‮ ‬ليضيئ‮ ‬له‮ ‬الطريق‮ ‬أو‮ ‬لصاحبه‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يظهر‮..‬
القوات‮ ‬الجمهورية‮ ‬كانت‮ ‬بالتأكيد‮ ‬جاهزة‮ ‬لأية‮ ‬اختراقات‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الملكيين،‮ ‬ربما‮ ‬اعتقدت‮ ‬ان‮ ‬من‮ ‬المندسين‮ ‬تسللوا‮ ‬فكان‮ ‬الكل‮ ‬يستهدف‮ ‬حمار‮ ‬تلك‮ ‬الليلة‮..‬
الحكاية‮ ‬واقعية‮ ‬وليست‮ ‬من‮ ‬نسج‮ ‬الخيال‮ .. ‬كتبتُ‮ ‬عنها‮ ‬منذ‮ ‬سنوات،‮ ‬لكنها‮ ‬كأغلب‮ ‬كتاباتي‮ ‬ذهبت‮ ‬مع‮ ‬الريح‮ ..‬
في‮ ‬أحد‮ ‬لقاءاتي‮ ‬مع‮ ‬العزيز‮ ‬محمد‮ ‬المطوري‮ -‬رحمه‮ ‬الله‮- ‬صديق‮ ‬الوالد‮ ‬وما‮ ‬في‮ ‬البعد‮ ‬صديقي،‮ ‬قال‮ ‬لي‮ ‬اِحْكِ‮ ‬بالتفصيل‮ ‬ليلة‮ ‬الحمار،‮ ‬حكيتُ‮ ‬له‮ ‬فجلجل‮ ‬بضحكاته‮ ‬المتميزة‮.. ‬إلى‮ ‬هنا‮ ‬والصمت‮ ‬خير‮ ‬الكلام‮..‬


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:26 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63528.htm