الميثاق نت -

الأحد, 15-يناير-2023
توفيق‮ ‬الشرعبي -
نستغرب‮ »‬أناساً‮« ‬من‮ ‬أبناء‮ ‬جلدتنا‮ ‬مايزالون‮ ‬يبررون‮ ‬ما‮ ‬تقوم‮ ‬به‮ ‬الإمارات‮ ‬والسعودية‮ ‬في‮ ‬المحافظات‮ ‬المحتلة‮ ‬على‮ ‬أنه‮ ‬مساعدة‮ ‬لليمنيين‮ ‬لاستعادة‮ ‬شرعية‮ ‬مزعومة‮..‬
يتعامون عن كل أساليب الانتهاك للسيادة الوطنية من سيطرة على المطارات والموانئ والمنافذ وتحويلها إلى ثكنات وقواعد عسكرية ..ويتغابون عما قامت به شركة إماراتية من سيطرة على ميناء »قشن« بمحافظة المهرة، وما قام به المحتل السعودي من تعطيل لميناء »نشطون« وإغلاق منفذي »شحن وصيرفيت» وتحويل مطار »الغيضة« الدولي قاعدة عسكرية ومعتقلاً للمعارضين ، واستمراره في مد أنبوب لنقل النفط الخام السعودي عبره إلى بحر العرب .. بالإضافة لماقام به المحتل الإماراتي من سيطرة على كل مقومات الحياة في جزيرة سقطرى وتشغيل شبكة الاتصالات الإماراتية فيها..وإنشاء شركات لبيع الطاقة الكهربائية للمواطنين وإنشاء شركات لنهب ومصادرة الثروات الطبيعية وإنشاء قاعدة عسكرية.. وكذلك ماقام به المحتل في عدن وحضرموت وشبوة وأبين وتعز من عسكرة للجغرافيا ووضع اليد على حقول النفط والغاز والتحكم بالمنافذ والموانئ والمطارات مثل موانئ عدن والمكلا والمخا وبلحاف وبروم والضبة ومطاراتها، وما قام به أيضاً من عبث في الجزر اليمنية من خلال التغييرات الديمغرافية كترحيل السكان واستقدام سكان آخرين موالين له..وبناء قواعد ومطارات عسكرية فيها بمساعدة علنية امريكية وبريطانية واسرائيلية‮..‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬الانتهاكات‮ ‬التي‮ ‬يمارسها‮ ‬المحتل‮ ‬الاماراتي‮ ‬والسعودي‮ ‬بحق‮ ‬المواطنين‮ ‬في‮ ‬تلك‮ ‬المحافظات‮ ..‬
مايثبته المرتزقة والعملاء وهم يرون حقيقة الأطماع السعودية والاماراتية هو أن الخيانة لايقف وراءها المال والمناصب فقط، بل إن موت الضمائر أفقدهم الاخلاق والإنسانية والانتماء ليغدوا بتلك الصورة المزرية.. مكبلين بوهم الخليجي والأمريكي ..فاقدين الكرامة.. مسلوبي الإرادة‮.. ‬وانسلاخهم‮ ‬عن‮ ‬هويتهم‮ ‬اليمانية‮ ‬الإيمانية‮ ‬أمات‮ ‬فيهم‮ ‬النخوة‮ ‬والشرف‮ ‬ليصبحوا‮ ‬مطايا‮ ‬للمحتل‮ ‬يَعبُر‮ ‬بهم‮ ‬إلى‮ ‬مصالحه‮ ‬ويُعبّر‮ ‬من‮ ‬خلالهم‮ ‬عن‮ ‬أطماعه‮ ‬وجرائمه‮.. !!‬
الوضع في المحافظات المحتلة منقسم بين فريقين : فريق اتضحت له الأهداف والأطماع الخارجية وبدأ يتحرك بتوجس معبراً عن رفضه للانتهاكات والممارسات التي تقوم بها قوى الاحتلال وميليشياته.. وفريق منغمس حتى أذنيه في العمالة والخيانة والارتزاق يحركه المحتل وفقاً لمخططاته‮ ‬ومؤامراته‮ ‬ويستخدمه‮ ‬في‮ ‬جرائمه‮ ‬التي‮ ‬يرتكبها‮ ‬بحق‮ ‬اليمن‮ ‬وشعبه‮ ‬وثرواته‮..‬
إن السخط الشعبي المناهض للمحتل الذي يعبر عنه الفريق الأول أو بعض أفراده مهم جدا في تخليق وعي مجتمعي لمقاومة الاحتلال، ولكنه بحاجة إلى رؤية توحد الجهود نحو بوصلة الكفاح تحت قيادة واحدة هدفها طرد المحتل وإخراج القوات الأجنبية من كل شبر من الأراضي اليمنية ومياهها‮ ‬الإقليمية‮..‬
المحتل الإماراتي والسعودي ومن يقف خلفه من قوى الاستعمار يدرك الاحتقان الذي يعتمل على الواقع في المحافظات التي يسيطر عليها ولهذا زاد من توسيع سجونه الخاصة واستخباراته وميليشياته القمعية لإسكات كل صوت حر ووأد أى حركة تحررية وإخماد أي فكرة مقاومة.. بالإضافة إلى‮ ‬توظيفه‮ ‬مايسمى‮ ‬بالمجلس‮ ‬الرئاسي‮ ‬للقيام‮ ‬بمهمة‮ ‬بث‮ ‬الفُرقة‮ ‬بين‮ ‬المواطنين‮ ‬لتمزيق‮ ‬النسيج‮ ‬الاجتماعي‮ ‬تحت‮ ‬مسميات‮ ‬مناطقية‮ ‬وتشطيرية‮ ‬وطائفية‮ ‬ومذهبية‮ ..!!‬
لاشك في أن تحالف العدوان قد لجأ للهدنة مع سلطة صنعاء بعد أن فشل عسكرياً في جبهات المواجهة وتلقى هزائم وصل وجعها إلى عواصمه ..ظاناً أنه سيستغل وقت الهدن لترتيب أوضاعه في المحافظات المحتلة وترسيخ وجوده فيها وبسط نفوذ أقوى على مناطق الثروات ومواقع الأهمية كالمنافذ والموانئ والمطارات والجزر ..غير مدرك أن سلطة صنعاء وقواتها المسلحة أكثر إدراكاً لمخططاته وأنها قد حسمت أمرها وتعهدت لشعبها منذ الطلقة الأولى التي وجهتها إلى صدر العدوان أنها ستحرر كل شبر من أرض الوطن وستحمي كل ثروات الشعب، ونفذت رسائلها التحذيرية التي أوصلتها عبر المسيرات إلى ميناء الضبة في محافظة حضرموت وأماكن أخرى.. معلنةً من خلال تلك الرسائل أن من يملك زمام قراره المستقل لن يتوقف لحظة واحدة عن تحرير كل ذرة من تراب وطنه وفرض السيادة على كل جغرافيته براً وبحراً وجواً سواء بالحرب أم بالحوار..
صحيح أن العملاء والخونة والمرتزقة الذين تعاونوا مع قوى العدوان والاحتلال كانوا سبباً في إطالة أمد الحرب بما قدموا لتحالف العدوان من معلومات وإحداثيات وتواطؤ ومخططات، وشاركوه في سجله الحافل بالإجرام والمجازر الدموية البشعة وجرائم الحرب الوحشية التي ارتكبوها خلال ثمانية أعوام بحق الشعب اليمني ومقدراته..ولكن مهما طال عمر العدوان فنهايته حسمها هذا الشعب بصموده الأسطوري الذي سيفرض به السيادة الكاملة على جغرافية وطنه ..وسيدحر الغزاة والمحتلين .. وسيحاسب كل من تورط مع العدوان بالعمالة أو بالارتزاق أو بالتواطؤ أو بالمجاملة‮ ‬أو‮ ‬بالتخاذل‮ ..‬لأن‮ ‬الخيانة‮ ‬ليست‮ ‬وجهة‮ ‬نظر‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 18-يوليو-2024 الساعة: 05:33 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63586.htm