محمد يحيى شنيف - الزميل الصديق أمين الكمالي، في أوائل السبعينيات كنا ندرس بالقاهرة، مع اختلاف تخصصاتنا، وتجمعنا عدة أماكن منها مقهى زهرة الميدان بالدقي، ورابطة أبناء اليمن شمالا وجنوبا، كرابطة وحدوية لا تفرق بين غرب وشرق وجنوب وشمال، ربما كان البعض من الزملاء لديهم شكوك وأوهام ومنهم يعمل في جهات أمنية ويتهمون الآخرين، هي طبيعة الحياة وأيضا أرزاق حلالها أو حرامها الله العالم.. الصديق أمين وانا كنا ضمن هيئة الرابطة وأتذكر اني كنت المسئول الاجتماعي والثقافي، بعيدا عن الالتزام السري، ومؤمنا بفكر وتوجهات الزعيم عبدالناصر وسلوكياته وهذا ما كان يجمعنا.
كل منا شق طريقه، هو طب بشري وانا اقتصاد دولي.. كان يمارس الكتابة وانا من قبله بسنوات أمارس الكتابة.. ربما كان الإعلام والثقافة تجمع بيننا..
إنسان ودود مبتسم وفي الوقت نفسه جاد وغير متهاون، علاقاته يختارها بنفسه، ولا يمكن أن يحتجب عن خدمة زملائه..
مرت سنوات، وانا أتحدث الآن عن أشهر طبيب محلي وعربي ودولي، هو الأستاذ الدكتور أمين الكمالي، في مجال المخ والأعصاب والعمود الفقري، بعد أن تخصص كباحث استحق بجدارة درجة الدكتوراه..
تمر السنوات وفي ذات يوم حصل لوالدي تجمع في الدم بمؤخرة الرأس، وتم إسعافه لإحدى مستشفيات العاصمة صنعاء، وكان لابد من إجراء عملية صعبة، واسعفه الدكتور محمد العاقل زميلي بمصر بنفس الفترة ونفس تخصصه مع الدكتور أمين مخ وأعصاب، وفي منتصف ذات مساء أجريت للوالد العملية لسحب الدم وإيقاف النزيف أسفل الجمجمة وانا في مثل هذه الحالات أكون في المنزل بجانب الهاتف لا استطيع أن أكون بالمستشفى وهي عادتي الخائفة لأقرب الأقرباء، وفجراً رن الهاتف وإذا المتحدث أخي الدكتور أمين الكمالي يبشرني بنجاح عملية الوالد، فوجئت وقلت له هل أنت بغرفة العمليات أجاب نعم وانا مع زميلنا الدكتور محمد العاقل أجرينا العملية ونجحت وها هو معك، والدكتور محمد العاقل كان زميل دراسة السبعينيات أيضاً لكنه توفى فجأة مبكراً، تحدثنا معاً وتركت المنزل مهرولاً للمستشفى..
استغربت وحتى اليوم كيف نسق أمين ومحمد دون علمي ولكن عرفت معنى الزمالة والصداقة وإنسانية الإنسان.. كانا أمين ومحمد، الكمالي والعاقل رحمهما الله ووالدي صورة راقية مهنية وأخلاقية..
رحم الله من تركنا ورحل عنا قبل ماكنت أتوقع، هذه الأحداث مرت وبجانب من يواسيني زوجتي المباركة المرحومة فريدة..
رحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جناته.. إنا لله وإنا إليه راجعون..
|