د.توفيق يحيى ذمران - لاريب ان التقييم المستمر لأداء ونشاط المؤتمر الشعبي العام يمثل إحدى الضمانات الحقيقية لتطوير الاداء والدفع به الى آفاق أكثر رحابة تتفق مع التطلعات الكبيرة التي يبديبها الوسط المؤتمري العريق من وقت لآخر وكله حرص على عمل كل ما من شأنه ان يحدث تحولات مهمة على صعيد أهداف وأنشطة وبرامج المؤتمر ومواكبته كافة التحديات الراهنة التي يواجهها الوطن جراء العدوان الغاشم وجراء المؤامرات التي تحاك ضده وتهدد وحدته وكيانه كتنظيم مازال اليمنيون يثقون بقدرته على ان يواصل مسيرته المنتصرة للوطن..
ولاشك ان تقييم خمس سنوات منذ تحمل الاخ المناضل صادق بن أمين ابوراس مسئولية قيادة المؤتمر وبالتحديد منذ مطلع 2018م جدير ان تجعلنا نقف امام العديد من الاشراقات الحقيقية التي تبعث على المزيد من التفاؤل بالمستقبل لتنظيمنا وقدرته على الاستمرار في الحياة السياسية والحزبية اليمنية الذي كان له شرف وضع مداميك التعددية السياسية في بلادنا
ولعل اهم وابرز هذه الاشراقات التي تمكن المؤتمر من تحقيقها بقيادة ابوراس، قراءته للمشهد اليمني قراءة متعمقة ودقيقة واستطاع منذ الوهله الاولى تحديد الطريق الامثل والاسلم للمؤتمر ومسييرته على المستويين الآني والمستقبلي، وكان له من خلال هذه القراءه ان اعلن عن ايمانه العميق بمثل وقيم الميثاق الوطني التي تحتم عليه كتنظيم الاصطفاف الى جانب الشعب اليمني ومواجهة كل التحديات التي تستهدف النيل منه ومن استقلاله وانجازاته والتي قدم الكثير من التضحيات العظيمة في الثورة والجمهورية وبناء الدولة اليمنية الحديثة المرتكزة على الممارسة الديمقراطية.
ولاشك ان هذا النهج الوطني قد اكد وبما لايدع مجالاً للشك ان المؤتمر قد ضمن فاعليته وقدرته على مواجهة التحديات التي تستهدفه على صعيده الداخلي، وهو الامر الذي دفع بقيادة المؤتمر الى القيام مبكراً لوضع حد لحالة الجدال العقيمة حول قضية من يمثل الشرعية المؤتمرية في ظل تكالب الكثير من المؤامرات التي هدفت القضاء على وحدته التنظيمية وظهر ذلك جليا ببروز توجهات تتبنى مشاريع تمزيقية عدة للمؤتمر وكلٌّ يحاول الادعاء بأنه يمثل الشرعية المؤتمرية..
حيث مثل انعقاد الدورة الاعتيادية للجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر بالعاصمة صنعاء وما اتسم به هذا الانعقاد من حضور كبير جسد مختلف الفعاليات المؤتمرية الممثلة باللجنة الدائمة بمثابة الحدث الصاعق الذي اجهض تماماً كل محاولات التآمر التي تستهدف الوحدة المؤتمرية من خلال انتخاب هذه الدورة لقيادة جديدة للمؤتمر برئاسية الاخ المناضل صادق بن امين ابوراس بالاضافة الى ماخرجت به من قرارات وتوصيات وضعت جميعها النقاط على الحروف وحددت بدقة متناهية برنامج المؤتمر سياسياً ووطنياً وتنظيمياً في اطار تصور شامل يعتمد على تفعيل الادارة التنظيمية.
تخطيطاً وتنظيماً واعتماد المهنية والحرفية التنظيمية كأداة فاعلة ووحيدة للتخلص من كافة ما يعتور العمل المؤتمري واخراجه الى دائرة اوسع من التفاعل.
وهذا لاريب قد انعكس تماماً على النشاط المؤتمري مابعد هذا الانعقاد حيث نجد قيادة المؤتمر تولي اهمية قصوي لتحديث البناء المؤسسي من خلال اعادة النظر في العديد من أسس وقواعد النظام الداخلي واللوائح المنظمة لنشاط الاطارات المؤتمرية وامكن للقيادة ان تقطع شوطاً لابأس به على طريق التحديث والتطوير ومازالت الآمال كبيرة ان تستمر هذه العملية حتى تستكمل كل متطلبات التطوير المنشودة والتي سيكون لها انعكاساتها الكبيرة على مستقبل المؤتمر
كما ان اتباع مبدأ الادارة المفتوحة مع مختلف الفعاليات المؤتمرية والتشاور معها حول مجمل القضايا التي تهم المؤتمر قد اشاع كثيراً روح المشاركة في الرأي وفي تقديم التصورات المعالجات الناجعة..
وخلاصةً.. ان المؤتمر الشعبي العام وفي ظل الظروف التي يمر بها الوطن والمتسمه بالاكثر تعقيداً من تجاوز تحديات كبيرة، وتعاظم دوره وان يتعاظم في ظل الحكمة والخبرة التي يتسم بها رئيس المؤتمر كرجل دولة. وكأول امينا عاما مساعد للمؤتمر للشئون التنظيمية قرابة اكثر من عقدين علاوة على كونه من ابرز الشخصيات التي ساهمت في انجاح الحوار الوطتي، وتأسيس المؤتمر الشعبي العام في الـ24 من أغسطس 1982م وجميعها صبت في بوتقة واحدة هي مصلحة المؤتمر والسير به نحو المستقبل بخطوات واثقه وفي تحولات مهمه لايسعنا هنا الا ان نصفها بالتاريخية سيظل المؤتمريون يتذكرونها جيلاً بعد جيبل باعتبارها دروساً مهمة في الولاء الوطني والتنظيمي.
|