أحمد أحمد الجابر الاكهومي ❊ - مضى عام وانقضى بكل أحداثه وأتى العام الجديد 2023 م يحمل الكثير من التطلعات والآمال ونحن في المؤتمر الشعبي العام جزء لايتجزأ مما يشهده الوطن خصوصاً والمنطقة والعالم بشكل عام من أحداث وتغيرات، وفي خضم كل ذلك نقف على مفترق طرق وخيارات أحلاهما مر ومع كل هذا اختار المؤتمر وقيادته الوطنية الشريفة الانحياز للوطن ومقاومة العدوان ورفض الوصاية والهيمنة على الوطن والشعب وكان ذلك بقيادة أحد أبرز المؤسسين للمؤتمر ورفيق القيادات التأريخية لتنظيمنا بدءاً بالقائد المؤسس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح والامين الوفي عارف عوض الزوكا لتضع رجل الدولة والتنظيم والقبيلة في الواجهة الشيخ المناضل صادق بن أمين أبو راس بعد فقدان القيادات واحداً تلو الآخر وجد الرجل نفسه منفرداً وتقع عليه مسؤولية مع رفيقه الامين العام اللواء غازي احمد علي محسن لقد نجحت قيادة المؤتمر ممثلة بالشيخ صادق أبو راس وأمينه الغازي في الحفاظ على هـذا الحزب الكبير وتخطوا أخطر مرحلة كادت أن تودي بالمؤتمر.
وندرك من ذلك تمكن الشيخ صادق من إعادة لملمة اوراق المؤتمر وحافظ على بقائه في وقت اعتقد فيه الكثير ممن هم في الداخل والخارج أن المؤتمر مات وانتهى.. وهو الاعتقاد الخاطئ الذي صححه الشيخ صادق واكد أن المؤتمر يمرض ولكنه لا يموت..
نعلم ان لنا معارضين ونعرف انه لم يأتِ المعارضون للمؤتمر الشعبي العام بجديد عندما أكد كبارهم أن بقاء المؤتمر لاعباً أساسياً في الحياة السياسية ضرورة تقتضيها عملية التوازن السياسي، في ظل ما خبروه من تجارب وشواهد تشير الى ما يمكن ان يحدث من إقصاء وتغول سياسي استبدادي يقضي على الديمقراطية في غياب المؤتمر أو حتى ضعفه..
ولا نبالغ إذا قلنا أيضاً إن المؤتمر الشعبي العام كان ولايزال ضمين بقاء الديمقراطية واستمرارها في الحياة اليمنية، رغم اننا لم نقدم نموذجاً مثالياً في هذا الجانب، لكننا قدمنا تجربة في مستواها الاوسط تتسم بمحاولات الالتزام بالمبادئ الديمقراطية وانزال تطبيقاته لها على الواقع من خلال المحافظة على شكل النظام الديمقراطي وتمكين المواطنين من المشاركة في الحياة العامة، والحفاظ على النظام الحزبي وما يتفرع عنه من انظمة تبشر بخلق الدولة المدنية الحديثة..
ولا ينكر أحد أن المؤتمر تخللته بعض مجموعات المصالح التي أعاقت من تقدمه ولم تساعده على تقديم تجربة نموذجية لتطبيق سياساته في مجال التنمية الديمقراطية والتنمية في المجالات الاخرى، ومواكبة القيم والاحتياجات التي تتغير باستمرار، ولكن من الانصاف القول إن المؤتمر كان ولايزال يؤدي دوره في ظل قوى لا تعترف بشيء يتحرك خارج دائرة مصالحها، بل وتقاوم أي سياسات تُصمَّم في هذا الاتجاه..
ماذا بشأن الغد؟
في اعتقادي أن المؤتمر الشعبي سوف يذهب الى الغد ومعه ايجابياته متحرراً من نواقصه ومعوقاته، ويجب ايضاً أن يتخلص نهائياً من »بواقية المتمصلحين«.. والى جانب ذلك يتعين عليه أن يدرس تجربته دراسة متعمقة وشجاعة ليعرف ما الذي كسبه وما الذي خسره بسبب سياساته وتحالفاته ونظامه الحزبي.. والأهم في ذلك ايضاً إعادة النظر في نظام علاقاته الداخلية واعتماد وسائل اتصال مع الجمهور غير مكلفة، واعتماد نظام للروابط الحزبية يتسم بالاستمرارية المتواصلة العامة والتتنظيمية..
يمر المؤتمر بمنعطف خطير خلال المرحلة الراهنة أمام مراهنات المتساقطين ومحاولة شرخ المؤتمر وانشقاقات البعض من جهة، وترويجات واشاعات المغرضين والمرجفين بين قواعد المؤتمر من جهة اخرى.. ومن واجب بل ومسؤولية قيادات المؤتمر في المحافظات والأمناء العموميين في اللجنة الدائمة أن يقفوا أمام تلك التخرصات بحزم ومسئولية كاملة وأن يعيدوا الثقة لجماهيره في كافة المديريات عن طريق الالتقاء بهم وعمل لقاءات تشاورية في كافة المديريات يحضرها ممثلون من اللجان العامة والدائمة لحل ومعالجة مشاكلهم وقضاياهم، وتعزيزاً لعمليات التواصل والاتصال التنظيمي بين القيادات والقواعد، والتشاور مع الأعضاء والوقوف معهم وخصوصاً من قدموا رقابهم وحملوها على أكفهم طيلة الأزمة السابقة..
ننصح أولئك المغرضين الواهمين بأن يدركوا أن قواعد المؤتمر وكما كانت طيلة الأزمة السابقة في مقدمة المدافعين عن مبادئه، وسطرت أروع الملاحم في الساحات اليمنية ستظل أيضاً عصيةً على كل المؤامرات، وإن مراهنات البعض على شرخ وجذب أعضائه وقواعده خاسرة، وكما باءت بالفشل محاولات البعض من القوى الحزبية اجتثاث المؤتمر ستكون محاولاتكم ايضاً مصيرها الفشل..
وما تلك التشاورات والتغيرات الحقيقية التي حدثت في المؤتمر متمثلة باللقاءات التشاورية لقياداته واللقاءات الشبابية والندوات التي يقيمها إلا اكبر دليل على قوته وصموده، فلقن اولئك المرجفين دروساً في الصمود والثبات وأثبت خلال الأزمة أنه حزب كبير بحجم الوطن واستطاع ان يتعامل بمنطق سياسي ناضج معتمداً على مبادئ الصدق والإخلاص والتعامل بروح المسئولية الوطنية وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية الضيقة رغم تلك الهجمات الشرسة التي تعرض لها ومازال من الداخل والخارج فوقفت قواعد وقيادات المؤتمر وقوف الشرفاء وبقوة سطرت أروع الانتصارات أمام تلك المؤامرات والتحديات ..
المؤتمر الشعبي العام سيبقى التنظيم الجماهيري والشعبي الرائد..؛ واجتماعات اللجنة الدائمة الرئيسية والعامة يؤكد ذلك ويرسل رسالة واضحة لكل المتشائمين وكل من تآمر وما يزال يتآمر عليه مفادها أن المؤتمر هنا.. سيبقى بقياداته واعضائه وجماهيره الوفية القوة التي لم ولن تنكسر والشريك الأقوى في إدارةالمرحلة السياسية والمستقبلية.
هذه هي الحقيقة التي توضح للجميع بشكل اكبر وفي الاجتماعات الاستثنائية القادمة الذي ستعمل على رسم الملامح الواضحة للعمل التنظيمي في المرحلة القادمة وستعزز من قوة وتلاحم قياداته واعضائه بشكل اكبر.. وستذهب كل التوقعات المخالفة لهذا الرأي وهذه الحقيقة أدراج الرياح..
يعتبر المؤتمر الشعبي العام قلب لليمن فهو تنظيم يتسم بالوسطية والاعتدال ويضم نسبة كبيرة من الكوادر التي تملك خبرات مالية وادارية وسياسية وعلمية في مختلف المجالات وهي التي قادت ونفذت خطط وبرامج التنمية في اليمن..
كما أن المؤتمر لم يفكر ولن يفكر في إنشاء جناح عسكري أو ميليشيات مسلحة كما فعلت بعض الاحزاب والتيارات السياسية إضافة إلى إنه مظلة لجميع الايديولوجيات والتوجهات المتواجدة في الساحة اليمنية وللتأكيد ان قوة المؤتمر في داخله فيما تم ترسيخه من قيم ومبادئ ديمقراطية.. قوة المؤتمر فيما يمتلكه من قيادات سياسية وكوادر تنظيمية لديها التجربة والخبرة التاريخية وهذا ما مكنه من تجاوز الكثير من التحديات منذ نشأته التي تجسدت الحكمة المؤتمرية في قيادته المتمثلة في اللجنة العامة والأمانة العامة الصامدة داخل الوطن ليكون اختيارها للشيخ صادق بن أمين أبوراس لقيادة واحدة من أصعب وأدق المراحل التي مر بها المؤتمر منذ تأسيسه، ولانبالغ إن قلنا إنها محطة غير مسبوقة في خطورتها، ليكون خلال هذه الفترة من ترؤسه للمؤتمر هو التعبير المكثف عن وطنية حكمة ووفاء المؤتمريين قيادة وقواعد وأنصاراً لشعبهم وتنظيمهم.
شعر المؤتمريون بالطمأنينة لتولّي الشيخ صادق بن امين ابوراس مهام ومسؤوليات قيادة المؤتمر الشعبي العام، ومبعث هذا الارتياح يعود الى كون الرجل من الشخصيات الوطنية والمؤتمرية الفذة التي كان لها اسهام فاعل في ادارة عملية الحوار الوطني الذي سبق قيام المؤتمر كتنظيم يمني في الـ24 من اغسطس 1982م..
كما كان له الاسهام الكبير في تعزيز مسيرة المؤتمر الشعبي العام من خلال الموقع القيادي التنظيمي الأهم بالنسبة للعملية التنظيمية والمتمثل في منصب الامين العام المساعد للمؤتمر للشؤن التنظيمية وهو الموقع الذي جعل من الشيخ صادق اكثر ارتباطاً بالعمل والنشاط المؤتمري واكثر إلماماً بكافة الجوانب المرتبطة بالمؤتمر وخططه وبرامجه والاشراف والمتابعة المستمرة لعملية التحديث المؤسسي التي شهدها المؤتمر خلال مسيرته وفي اكثر من محطه كان لها ان اكسبت الحياه المؤتمرية زخماً وتفاعلاً.. ولاريب ان خبرة ومكانة رئيس المؤتمر قد مثلت واحدة من الضمانات التي تحول دون انهيار المؤتمر وتشظّيه وهى حقيقه اكدها سلوكه القيادي كرئيس للمؤتمر الشعبي العام حيث وجدناه وبالرغم من التحديات الكبرى يقوم بمسؤولياته ومهامه على درجة عالية من الاستشعار بالمسؤولية الوطنية والتنظيمية حيث حرص على الحفاظ على المؤتمر من خلال نهج واضح وجلي آمن بالإدارة المفتوحة امام كل المؤتمريين واشراكهم في صياغة المرحلة الجديدة لتنظيمهم الرائد والعمل على لملمة شتات المؤتمر والحفاظ على وحدته الداخلية وبذل مابوسعهم للحفاظ على المؤتمر والمؤتمريين في ظل وضع بالغ التعقيد..
خلال هذه الفترة أثبت رئيس المؤتمر مع امينه العام اللواء غازي أحمد علي محسن ومعهم قيادة المؤتمر أن التحديات والمحن لاتكسر هذا التنظيم الوطني الرائد، بل تجلي صلابة وألق معدنه اليمني الأصيل..
وفي هذا السياق وللوقوف على حقيقة قدرة المؤتمر على التجدد يكفي أن نشير إلى ما تحقق خلال الفترة المنصرمة بقيادة أبوراس في القضايا الأساسية السياسية الوطنية والإنسانية وفي مقدمتها موقف المؤتمر مع شعبه ضد العدوان الذي يتعرض له منذ بدايته، وهذا هو الموقف الطبيعي المسئول للمؤتمر الشعبي العام، فالدفاع عن سيادة الوطن ووحدته واستقلاله قضية مبدئية مستمدة من أدبيات ووثائق المؤتمر وقبلها جميعاً من دليله الفكري الميثاق الوطني وهو الحفاظ على الروح الوطنية الداعية إلى التصالح والتسامح بين كافة اليمنيين على اختلاف قواهم السياسية واتجاهاتهم الحزبية..
إن المرونة في التعامل والتأقلم والاندماج الذي يتصف به المؤتمر يعود الى الوسطية والمنهج المعتدل والوطنية المطلقة الخالصة وايضا الحرية الكاملة في الرأي والفكر والمعتق وهذا بالضبط هو الخطوة التي يسبق المؤتمر بها الجميع والتي يحاول البعض مواكبتها إما باختطافها او تجميدها او اعادتها الى الوراء
لماذا المؤتمر اكثر من تأذى وسيتأذى من الهجمة الدولية والإقليمية الشرسة التي ترمي الى هدم مؤسسات الدولة وتفكيكها جغرافياً وسياسياً واجتماعياً وفكرياً؟
الجواب ببساطة ان المؤتمر بوسطيته واعتداله يمثل النواة الحقيقية القوية الصالحة لبناء الدولة بعد هدمها وهي النواة الوحيدة التي يتقبلها كل الأطياف اليمنية وتتقبل الجميع..
ما نؤمل من قيادتنا الحكيمة الاستمرارية في الحفاظ علينا وعلى المؤتمر بالإضافة إلى تعزيزه وتنميته، والاعتناء بالكوادر وبالشباب وتنمية قدراتهم وإدراجهم في المعترك السياسي وتمكينهم من بعض المناصب ليس لسد الفراغ فقط بل لكسب الخبرة لقادم الأيام.
على قيادة المؤتمر ممثلة بالشيخ صادق بن أمين أبو راس والامين العام أن تواصل مسيرتها في حماية المؤتمر ورسم المعالم الواضحة للعمل التنظيمي في المرحلة القادمة وأن ترفض أي تدخل في شئون المؤتمر من أي جهة كانت وهذا رأينا وأملنا بالشيخ صادق الذي يدرك طبيعة المؤامرة التي يتعرض لها المؤتمر منذ العام 2011م واهدافها وايضا عدم إقصاء الكوادر الوطنية التي ناضلت وضحت من اجل المؤتمر..
المؤتمر وجد ليبقى..
وجد من رحم الوطن والتربة اليمنية..
وجد ليستمر وهذا ما كان يؤكد عليه الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله عليه..
ونؤكد لقيادتنا ثقتنا المطلقة بحكمتهم وحنكتهم العظيمة لقيادة المؤتمر والوطن..
و لأننسى الدور المهم لصحيفة "الميثاق" لسان حال المؤتمر الشعبي العام في نشر المزيد من الوعي التنظيمي في صفوف المؤتمر وإعادة الروح المعنوية لقواعد المؤتمر بنبضها الدائم بقيادة الاستاذ القدير يحيى علي نوري -رئيس التحرير.
❊ مسؤول شباب المؤتمر بمحافظة عمران
- عضو اللجنة الدائمة
|