أركان فواد - قبل سنوات من اليوم أخبرتكم بأنها ثورة ثمارها يأس وفقر، لكن اليوم سوف اضيف تعبيراً آخر مصطحباً لعنات شعب كانت هذه الثورة سبباً لدماره.
إلى من يحتفل اليوم بهذه الثورة، التي لم تتحقق اهدافها، بل تحقق انتكاسة وخذلان ودمار شامل لوطن كنا نعيش فيه برغد وآمان.. بعيداً عن الأحلام التي توهَّم بها البعض، بأن لابد أن نصبح دولة عظماء اي ضمن حلف الناتو!! لهذا لابد من ثورة تجتاح الظالم وتلتهمه، اي كنا قبل هذا اليأس والفقر الذي أحاط بنا دولة ضعيفة بلا نظام وقانون ونفتقر لأدنى مقومات الدولة..عجباً لو أتينا بدفتر وقلم وحاولنا وضع الفروق ماقبل وما بعد هذه الثورة بشرط أن تسمح لي أن أبين لك سلبيات ما بعد الثورة وتطلع عليها وتكتب انت سلبيات ماقبل الثورة وتقارنها وتعطيني الناتج الذي حصلت عليه، فَبِلا أدنى شك ستجد الكثير والكثير من الفروق التي سوف تجعلك تندم على كل لحظة عارضت بها زعماءك وان كل الأهداف التي خدعوك بها مثل، دولة مدنية ديمقراطية حديثة وغيرها من الأهداف تبعثرت بنفس العام.
لست الآن أدافع عن النظام السابق، لكني احاول شرح الواقع بمفردات لكل ممن غرر به وشارك بالثورة وتوهم بأنه على حق وحاولت إخباره بأن عودته للصواب هو عدم الاحتفال اليوم مع مقت لهذه الثورة، هنا سيكون ادرك الواقع وأعلن التوبة واقلع عن الذنب، كذلك أردتُ إيصال فكرتي لبعض الأشخاص الذين احتفلوا طوال هذه الأعوام ومازالوا اليوم يحتفلون ويرددون اهدافاً تبعثرت في وقت سابق، تلك الأهداف الوهمية التي كُتبت بسطور على ورق وحدث سيلٌ ومزقها، وها نحن اليوم نشرب ماءها ونذوق الويل!!
التوبة التوبة يا أصحابنا، ففشل هذه الثورة انطلاقها بمبدأ هزيل وسبب تافه، كذلك خروجها في طريق غير صحيح تسير بالجميع الى الهلاك.. ثورة فشلت في أول محطاتها وانتكس الشعب ودُمرَ الوطن ونال قادة هذه الثورة مرادهم، واصبحوا يعيشون مرحلة ترف، والعجيب في الأمر أنهم مازالوا يوقدون النار للفئة التي مازالت تصدق وتحتفل وتردد اهدافاً بشعارات وهمية.. إنه الواقع ولست أنا ممن يؤكد لكم أن هذه الثورة فشلت وتلاشت وتبعثرت، بل اصبحت هذه الثورة مكسباً للأعداء ممن هم يحلمون بالصيد في الماء العكر، هاهم اليوم يتسلطون على الموانئ والمضائق، وتباع ثرواتنا وتراثنا دون ارادت ووجه حق يُذكر.. وبالاخير احذركم من الاحتفال بهذه الثورة، التي عائدها انتكاسة ويأس وفقر وحال غير حال. كما أننا لم نصبح دولة عظماء حسب ما زعمَ قواد هذه الثورة من قبل، فالثورة التي لم يتحقق أهدافها ولا تكتمل ولا تحسن من الوضع السابق، لا تسمى ثورة بل نكبة تعيد الوطن الى الوراء أعوام أعوام.. عودوا الى الصواب فالوطن ليس بخير..
|