حاوره/ يحيى علي نوري - المعطيات الراهنة التي تعتمل على الساحة الوطنية كانت محل حوارنا مع الفريق المناضل سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى والذي تناول بشفافية عالية تعكس حساسية المرحلة بكل ما تشهده من تجاذبات.
الفريق السامعي وضع النقاط على الحروف وحصر العدو في زاوية الإرادة اليمنية الحرة المنتصرة لليمن وشعبه وللأمة العربية..
تفاصيل ضافية جديرة بمتابعة القارئ:
* بدايةً يسرنا أن نرحب بك سيادة الفريق على صفحات صحيفة »الميثاق« ونرجو أن يتسع قلبك لتساؤلاتنا المتصلة بتداعيات واقع الحال الوطني، وأيضاً بما يتصل بقضايا تؤثر بصورة أو بأخرى على واقعنا.. والبداية.. كيف تقيمون الوضع الحالي الذي تعيشه البلاد على ضوء الاتفاق بين صنعاء والرياض؟
- أولاً اهلاً وسهلاً بكم، و(صحيفة الميثاق) نعدها ومن خلال دورها التنويري جزءاً أصيلاً من أدوات المعركة التي نخوضها في مواجهة العدوان والحصار الظالم الذي فُرض على شعبنا ظلماً وعدواناً بهدف تركيع وتطويع هذا الشعب ومصادرة حريته وقراره، وهذا ما لم يحدث ولن يحدث بفضل إرادة شعبنا وصموده واصطفاف حول قيادته الثورية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي..
وما يتعلق بسؤالكم اقول: نحن في حالة حرب وعدوان وحصار، وهناك مساعٍ لحوار ومفاوضات ندية بهدف تحقيق سلام دائم ومستمر، ونحن نرحب بكل جهود تُبذل لإنهاء معاناة شعبنا منذ ثمان سنوات ونوشك أن نلج العام التاسع، ونحن لسنا طلاب حرب ولم نكن كذلك، ولم نعتدِ على أحد، بل نحن من فُرضت الحرب علينا والحصار بمزاعم زائفة وكاذبة، ونرجو نهايتها ولكن وفق شروطنا المعلنة وبما يحقق لشعبنا كرامته وسيادته وقراره المستقل، كما أن على من فرض علينا الحرب واعتدى على شعبنا وأيضا فرض الحصار عليه وحرض المجتمع الدولي وقدم الرشاوى وابرم الصفقات مع العديد من الدول المؤثرة كي تتغاضي عن الجرائم التي ارتكبت وترتكب بحق شعبنا، عليه أن يتحمل المسؤولية الكاملة في تعويض شعبنا عن كل ما لحقه من أضرار مادية ومعنوية جراء العدوان والحصار..
أما من حيث الوضع العام في البلاد اقول وبكل صراحة وصدق هو وضع صعب ومؤلم جاء كنتاج طبيعي لهذا العدوان والحصار، والحمد لله الذي مكنا من الثبات والصمود أمام وحشية العدوان وامكاناته الهائلة مقارنة بحالنا وظروفنا التي لم تكن ميسرة حتى قبل العدوان، إذ كنا نعاني من الظروف الاقتصادية، لكن العدوان والحصار ضاعفا من الوضع والواقع الذي نعيشه..
وباعتقادي لو هذا العدوان والحصار تعرض لهما شعب آخر غير شعبنا لكان استسلم ورفع الراية البيضاء في الشهر الأول للعدوان والحصار، لكن شعبنا اليمني هو بكل المقاييس الحضارية شعب استثنائي بتاريخه وبحضارته وقيمه واعتزازه بكرامته وحريته وسيادته، ولا يقبل المساومة عليها باعتبارها ثوابت مقدسة تستوطن وجدان وذاكرة شعبنا بغض النظر عن أولئك (الشلة) الذين ارتهنوا لدول العدوان ليس من أجل وطن ولا من اجل شعب، بل في سبيل الإبقاء على مصالحهم الشخصية..
وبعد كل هذه السنوات أدركت حتى دول العدوان انها خسرت رهانها حين راهنت على هذه (الشلة) من المرتزقة، وهذا ما اجبرها على فتح حوار ومفاوضات مع القيادات الوطنية في صنعاء ممثلين بالسيد قائد الثورة والمجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني.. ونحن الآن في مرحلة اللاحرب واللاسلم و هو وضع مقلق لكننا مستعدون لكل الخيارات، والكرة في ملعب دول العدوان..
فيما يتعلق بالوضع المعيشي فنحن ولله الحمد نشارك شعبنا كل الأزمات ونعيش معه وفي اوساطه وقد أثبت شعبنا قدرته على الصبر والصمود وسنظل إلى جانبه بصموده حتى تحقيق كل أهدافه.. مقدرين الظروف الاقتصادية التي يمر بها أبناء شعبنا وعلينا أن نؤكد أننا سوف نتجاوز هذه المعاناة قريباً بإذن الله وان النصر صبر ساعة.
* التسريبات الاعلامية مستمرة حول مضامين الاتفاق.. ما الذي تحبون تأكيده هنا ويمثل بشرى للرأي العام اليمني؟
- ما احب ان ابشر به شعبنا هو الانتصار المشرف الذي سطر ملامحه أبطالنا في الجبهات وصمود وصبر شعبنا في تأكيد أنه لن يُقهر ولن يُهزم ولا يوجد من يقدر على هزيمته، وليس أدل على ما أقول هذا التحالف العدواني الذي تشكل من كل دول العالم دون استثناء حتى تكاد أن تكون الجمعية العامة للأمم المتحدة بكاملها ضدنا وضد شعبنا ومع ذلك وطيلة سنوات العدوان أثبت شعبنا اليمني قوته وقدرته على الصمود والمواجهة ولايزال..
وأجمل بشرى يمكن أن أبشر بها شعبنا العظيم هو أن تضحياته الكبيرة والجسيمة لن تذهب هدرا، لأن في صموده سر قوته التي أجبرت دول العدوان على الانكسار والتراجع عن غطرستها، من خلال ذهابها للبحث عن وسطاء من أجل الهدنة وتحقيق الاستقرار والبدء في مفاوضات مع السلطة الشرعية في صنعاء وهذا ما كان ليحدث لولا صمود شعبنا واصطفافه حول قيادته الوطنية ولولا تضحيات الابطال في الجبهات رغم فارق الامكانات الهائلة التي سخرها العدوان، لكن سلاح الإرادة الذي تسلح به جنود الحق ضد جحافل الباطل المعتدين كان أكثر فعالية وتأثيراً في تعديل ميزان المعركة لصالح شعبنا.
* تأخر اعلان الاتفاق بصورة رسمية هل نرده لاستمرار المناقشات حول مواضيع مازالت عالقة ام نتيجة تدخلات لقوى كبرى وإقليمية؟
- قلت ان الكرة في ملعب دول العدوان وزبانيتهم، ونحن جاهزون لكل الخيارات ومستعدون لكل الاحتمالات.
* في ظل وجود هذه التدخلات بِمَ تنصحون الرياض خاصة بعد ان أدركت أهمية الحفاظ على أمنها القومي؟
- أنصح حكام الرياض بأن يعودوا لرشدهم وان يدركوا أن كسر إرادة شعبنا فعل من الماضي وأننا في العام الثامن من العدوان أكثر قوة وجاهزية مما كان عليه حالنا في العام الأول.. ورهانهم على حفنة من المرتزقة لن يفيدهم ولن يحقق لهم أهدافهم، وهم يدركون ذلك بعد أن وجدوا أن من راهنوا عليهم أصبحوا عالة عليهم.
* ما الذي سوف يهيئة هذا الاتفاق عند اعلانه وهل سيتم تحديد خارطة طريق لمهام تفاوضية قادمة وماطبيعتها؟
- أهم ما في الاتفاق هو الوصول إلى سلام دائم وندي واستقرار مشترك لشعبنا ولدول الجوار، وأكيد هناك آليات سيتم الاتفاق عليها لتحقيق كل ذلك وأهمها تثبيت سيادتنا الوطنية على كامل ترابنا الوطني الممتد من صعدة حتى المهرة ومن كمران حتى سقطرى دون أن نغفل باقي أجزاء من أراضينا المحتلة التي قطعاً لن نفرط بها ولن نتخلى عن مطالبنا بعودتها للسيادة الوطنية اليمنية.
* على ضوء هذه المتغيرات والتحولات المتسارعة كيف تقيمون حالة الاصطفاف بين كافة القوى المناهضة للعدوان وما الذي يتطلبه هذا الاصطفاف من مقومات جديدة تتفق مع هذه المتغيرات؟
- إنْ كُنتَ تقصد بالقوى المناهضة للعدوان محلياً فنحن ومنذ اللحظة الأولى على توافق بل ويزداد المعسكر الوطني المناهض للعدوان اتساعاً وتفاعلاً وصموداً وثباتاً، وان كان قصدك ما يتعلق ببعض المؤيدين لنا في الإقليم والمنطقة فهم ثابتون على مواقفهم إدراكاً منهم بمظلمة شعبنا المعتدَى عليه ظلماً والمدافع عن حقوقه وسيادته وكرامته الوطنية وقراره المستقل.
* اتسعت في الآونة الأخيرة التحليلات السياسية خاصة في صحف غربية كبرى في تناول ما تعتبره من خلاف سعودي إماراتي حول اليمن.. في نظركم ما طبيعة وأهداف هذا الخلاف وما دور اليمنيين في تغذية أهدافه ومآربه؟
- هناك أدوار يؤديها الإماراتي والسعودي في هذا العدوان وكل طرف له دور رسمه الأمريكي والبريطاني والصهيوني، وليس هناك خلاف جوهري بينهما بل اختلاف في طرق استهداف شعبنا وطرق العدوان عليه.
* على صعيد تعزيز الصمود خاصةً ونحن على مقربة من الذكرى الـ 8 للعدوان ألا ترون حاجة ماسة لتحسين الجانب المعيشي وتفعيل دور المؤسسات بصورة أكثر فاعلية؟
- تحسين الجانب المعيشي لشعبنا هدف استراتيجي نتطلع إليه والى تحقيقه لكن هذا الهدف المشروع مرهون بفك الحصار ووقف العدوان وفتح الموانئ والمطارات وعودة شعبنا لحياته الطبيعية، ومن أجل ذلك تعمل القيادة ممثلة بقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، وكذا المجلس السياسي الاعلى برئاسة الرئيس مهدي المشاط على العمل بكل ما يخفف من معاناة شعبنا وتحسين ظروفه المعيشية وان شاء الله سنصل إلى تحقيق تطلعاته في أقرب وقت على ضوء ما تشير إليه كل المعطيات المتعلقة بنهاية العدوان والحصار.
* كيف تنظرون لما يحدث على خارطة المنطقة من أحداث؟ وما مدى انعكاسها على أوضاعنا الداخلية؟
- ما يجري على الخارطة القومية وأيضاً الدولية ينعكس بصورة أو بأخرى على واقعنا، وحرب أوكرانيا نموذج يمكن الاستشهاد بها والتي ألقت بظلالها على واقعنا والواقع العربي بما في ذلك الوضع داخل فلسطين المحتلة ومحاولة العدو استغلال انشغال العالم بحرب أوكرانيا ليصعّد من همجيته وتوحشه ضد ابنا شعبنا العربي في فلسطين ومقاومته البطلة التي رغم فارق الإمكانات بينها وبين العدو الصهيوني الا ان هذه المقاومة البطلة استطاعت اختراق القدرات الأمنية للعدو ووجهت له ضربات موجعة.. الأمر الآخر هروب الكيان الصهيوني نحو بعض الأنظمة العربية بحثاً عما يعتبره انتصاراً لتغطية هزائمه أمام المقاومة، ودليل على هذا ما صدر عن حكومة العدو ونظام السودان والذي سوف يسقط قريباً بإرادة الشعب العربي في السودان الذي يرفض ما ذهب إليه نظامه.
* تعرضت الجمهورية العربية السورية مؤخراً لكارثة طبيعية، كيف تقيّمون تعامل الأنظمة العربية والعالم مع هذه الكارثة مقارنةً بتعاملهم مع ذات الحالة في تركيا..؟
- أولاً أتقدم بخالص العزاء والمواساة بهذا المصاب للأشقاء في الجمهورية العربية السورية وأيضاً في الجمهورية التركية، ونسأل الله الرحمة والمغفرة للضحايا، والشفاء العاجل للمصابين، والصبر والسلوان لذويهم..
وأود القول هنا إن مواقف بعض العرب وأنظمة العالم وخاصة في أمريكا والغرب كانت مواقف مخزية وعاراً على أنظمة ما برحت تحدثنا عن القيم الإنسانية وحقوق الإنسان، لكنها سقطت للمرة الألف في وحل التوحش والعنصرية، وليست الأنظمة الغربية والنظام الأمريكي وحدهم من سقطوا بل حتى إعلامهم سقطت مهنياً وأخلاقياً في تعاطيهم مع هذه الكارثه الطبيعة.. وهذا ليس جديداً على أنظمة استعمارية لها تاريخ أسود في منطقتنا والعالم..
ما يتعلق بالأنظمة العربية طبعاً لا تجرؤ الأنظمة المرتهنة أن تخرج عن مخطط رُسم لها ودور تؤديه لخدمة من ارتهنت ورهنت مصيرها بهم.
وهناء أطالب كل عربي حر وشريف وكل إنسان في هذا العالم يحمل قدراً من المشاعر الإنسانية بأن يعملوا جميعاً على إسقاط ما أطلق عليه بقانون (قيصر) الذي فرضته أمريكا على الشعب العربي السوري وهو قانون غير أخلاقي وغير إنساني، ناهيكم عن انه مخالف لكل القوانين والأعراف والتشريعات الدولية.. وشكراً لكم ولقُرَّاء ومتابعي صحيفة (الميثاق).
|