أحمد الزبيري - تحالف العدوان يلعب على الوقت ويتوزع الأدوار، السعودية تفاوض وتريد الخروج من الحرب.. كيف؟.. وعلى ماذا؟.. وأمريكا تريد الهدنة لكنها لا تريد رفع الحصار ولا وقف إطلاق النار على مستوى الجبهات الداخلية.. وبريطانيا تواصل الحرب الاقتصادية وبأقذر أشكالها، ورفع الدولار الجمركي من 250 إلى 500 إلى 750، يكشف حقيقة مخطط الحصار وأهدافه التي هي أبعد من أن تكون ضغوطات إلى تحقيق مشاريع عجز هذا التحالف في صورته الرباعية عن تحقيقها طوال ثمان سنوات من الحرب.
الهدنة لم تجدد والأشهر تمضي ولا خبر أو علم أكيد سوى وفد عُمان يصل إلى صنعاء ويعود إلى عُمان ويصل إلى صنعاء، والمبعوث الأممي وكأنه في حالة تحدٍّ يأتي إلى صنعاء ليقدم إحاطته التي لم تختلف عن سابقاتها وهي الشكر لرأس حربة هذا العدوان النظام السعودي على جهوده في مساعدة الأطراف اليمنية وهذا كلام لا أساس له من الصحة، لكن تكرار اسطوانة الاحاطة الأممية المشروخة يعكس حقيقة أن الأمم المتحدة ليست فقط متواطئة مع العدوان بل هي طرف فيه.
التسريبات كثيرة والشائعات التي تُبنى عليها أكثر حول صرف المرتبات وفتح مطار صنعاء وفتح ميناء الحديدة، ثم تتمدد للحديث عن وصول مليارات الدولارات والاتفاق على صرف الرواتب بالدولار فيصبح الحديث حول ليس الصرف بالدولار أو الريال ولكن بالدولار وعلى أساس صرف 2014 أم الآن.
حكاوي وحزاوي تنتشر بقصد ولأهداف تأتي في سياق تمديد الهدنة ولكن دون التزامات أو ضمانات بتطبيق ما يتم الاتفاق عليه، وبالتالي تأخذ هذه الحرب العدوانية أساليب باردة لكنها أكثر إيلاماً من الحرب الساخنة، في ظل عدم وجود أي شيء ملموس يُطَمْئن هذا الشعب الصابر المجاهد الذي بإيمانه وشجاعته واجه هذا العدوان طوال ثمان سنوات وانتصر عليه.
صحيح أن هناك تصريحات لرئيس الوفد الوطني والمسئولين في حكومة صنعاء توضح وتفند وتكشف بعض مجريات ما يدور خلال هذه الفترة التي طالت في التفاوض على هدنة، مع أن ما يجري التفاوض عليه هو ذو طابع إنساني خالص، ويفترض من تحالف المعتدين ألا يقوم بما قام به من قتل الشعب اليمني بالأسلحة المحرمة دولياً وبالتجويع والأمراض على الأقل بالحد الأدنى انسجاماً مع ذرائع ومبررات شن هذا العدوان على اليمن واليمنيين ولكن هذا لم يحصل ولن يحصل إلا إذا أُجبر المعتدون على ذلك، المشكلة في الأمم المتحدة التي تتباكى ليل نهار على معاناة الشعب اليمني وتذهب إليها المليارات التي لا يصل منها إلا ذر الرماد في العيون والبقية على ما يبدو يتقاسمها غوتيريش، غريفيث، وغروندبرغ، وبقية موظفي الأمم المتحدة التي لم تعد منذ زمن بعيد صالحة للعب دور قيادة ما يسمى النظام الدولي.
تصريحات المسئولين الأمريكان والموظفين البريطانيين، قبلهم الموظفين الأمميين من الأمين إلى ممثله في اليمن، كافية لمعرفة ماذا يريدون من تقسيم وتفتيت وتناحر بين اليمنيين ليسهل السيطرة على الموقع الاستراتيجي وعلى مناطق الثروات، وبدون الحصار في المحافظات الحرة والفوضى والفساد في المحافظات المحتلة لن يحققوا ذلك، وما يدور اليوم من مفاوضات تحت مسمى الهدنة واحدة من الوسائل والأساليب الذي بِتنا نعرف العشرات والمئات منها خلال سنوات هذا العدوان، وإذا استمررنا في مجاراتهم أيضاً هناك العشرات من هذا الخبث والإجرام لأن هؤلاء الأعداء منحطون ولا يردهم رادع وهذا خطير إذا لم نضع نحن استراتيجية لكسب الوقت والاستعداد لما بعد ذلك إن استمروا في حربهم العدوانية العبثية القذرة، فأعداؤنا لا يفهمون إلا لغة القوة.
|