د. سعيد الغليسي - نقترب هذه الأيام من ذكرى انقلاب 2011م ضد الوطن، ونتذكر كيف صمد القليلون من رجال المؤتمر في وجه ذلك الانقلاب.
وكانت تعز هي رأس حربة التحرك المدروس للانقلاب على النظام الوطني بقيادة الرئيس الأسبق على عبدالله صالح- رحمة الله عليه- والمؤتمر الشعبي العام، وقد تم اختيارها بعناية كونها تمثل الحاضنة الحزبية لأغلب أحزاب الانقلاب برئاسة جماعة الإخوان المسلمين.
وقد مارس الانقلابيون أشد انواع الترهيب والإرهاب على كل المؤتمريين وأجهزة الدولة في تعز.
وكان من يحاول ان يواجه تلك الاحزاب في حكم المنتحر آنذاَك، ولهذا خاف الكثير من المؤتمريين حتى من ذكر انتسابه للمؤتمر.
فتقدم الشيخ جابر الوهباني للملمة ما يمكن لملمته من المؤتمريين، وفَّعل النشاط في بيئة رافضة، وصمد في وجه الانقلابيين بكل شجاعة رغم علمه بأن تلك مخاطرة قد تفقده حياته، فأجهزة الأمن والجيش مهزوزة والدولة باتت ضعيفة في تعز والغلبة تقريباً للانقلابيين.
وكثير من وجاهات تعز من المؤتمريين ورجال الدولة تركوا الشيخ الوهباني وحيداً تقريباً إما خوفاً أو بيعاً.
نجح الشيخ الوهباني في الصمود وأبقى المؤتمر في تعز صامداً، وواجه الانقلابيين بحكمة وشجاعة ودهاء، وأجبرهم على التعامل معه كندًّ قوي.
لقد سجل الشيخ الوهباني موقفاً تاريخياً في وفائه واخلاصه للمؤتمر الشعبي، ورفض البيع أسوة بمن فعلوا ومنهم من أسرة الرئيس صالح.
أما المتمصلحون والمطبّلون الذين كانوا يطبّلون لصالح والمؤتمر في تعز، ويشككون لهم بالشيخ جابر والمخلصين الحقيقيين، فقد فُضحوا من أول تجربة وكانوا أول المنقلبين على صالح والمؤتمر مثلما كانوا من أوائل المقربين والمستفيدين من منهما.
لقد ضرب الشيخ الوهباني أروع الأمثلة في الوفاء والتمسك بالقيم والمبادئ في أحلك الظروف، ورفض كل التهديدات والاغراءات للتخلي عن صالح والمؤتمر.
هو رجل من القلة القليلة الذين سجلوا موقفاً تاريخي في 2011م، ووقفوا ليس مع المؤتمر أو صالح وإنما مع الوطن لأنهم كانوا يدركون خطر ذلك الانقلاب على البلاد ومآلاته، وهي المألات التي نعيشها اليوم.
للشيخ جابر الوهباني وغيره من الذين سجلوا ذلك الموقف، الف مليون تحية واحترام.
|