الميثاق نت -

الجمعة, 17-فبراير-2023
راسل‮ ‬القرشي‬ -
تابعنا جميعاً الأضرار الكبيرة التي لحقت بتركيا وسوريا نتيجة الزلزال المدمر الذي وقع في مدينة كهرمان التركية وامتد الى سوريا الصمود والثبات في مواجهة المؤامرة الأمريكية الغربية التي تتعرض لها منذ 12 عاماً.
12 عاماً من الحرب والعدوان الأمريكي الغربي على سوريا دمر الكثير من المدن السورية وفي مقدمتها حلب إضافة إلى ما احدثه هذا العدوان من كارثة إنسانية دفعت بالملايين الى هجر بيوتهم وقراهم وبلدهم ليتشتتوا في بقاع الأرض باحثين عن الأمن والأمان والعيش بسلام.
سوريا البلد العربي الذي كان أكثر البلدان العربية أمناً واستقراراً وازدهاراً تحول إلى بلد تعبث به قوى الإرهاب الغربي سعياً لقسيمه وتحويله إلى كانتونات صغيرة تحكمها عصابات تابعة للإدارة الأمريكية تحركها كيف تشاء ،إضافة إلى سرقة نفطها وفرض حصار اقتصادي جائر عليها‮ ‬وتحويلها‮ ‬إلى‮ ‬دولة‮ ‬منبوذة‮ ‬عالمياً‮.‬‬‬‬‬‬‬
12 عاماً وسوريا تحارب، وإنسانها يُقتل إما بصواريخ الموت أو نتيجة الجوع ،كون الإدارة الأمريكية فشلت في تحقيق أهداف ثورتها التدميرية التي خططت لها وأشعلتها في سوريا وغيرها من البلدان العربية وأرادت لها الخنوع والانكسار والسقوط في مهاوي أهدافها الإجرامية.
بعد 12 عاماً من الدمار الذي احدثته الآلة العسكرية الإرهابية وفي ظل حصار افقد سوريا القدرة على مواجهة التحديات التي تواجهها تتعرض اليوم لزلزال مدمر فقدت معه القدرة على انقاذ المواطنين وانتشالهم من تحت ركام المباني التي دُمرت وتوفير الاحتياجات الطبية والإنسانية‮ ‬والإيوائية‮ ‬الضرورية‮ ‬للمتضررين‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬الزلزال‮ ‬المدمر‮ ‬واتداداته‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
في ظل هذا الوضع الإنساني الكارثي الذي تمر به سوريا اليوم، تصر الإدارة الأمريكية وحلفاؤها على بقاء الحصار عليها في تجاوز صريح للقانون الإنساني الدولي الذي يحرم ويجرم حصار الشعوب في ظل الكوارث التي يتعرضون لها كالزلازل وغيرها.
رغم‮ ‬أن‮ ‬العقوبات‮ ‬الأمريكية‮ ‬التي‮ ‬فرضتها‮ ‬على‮ ‬سوريا‮ ‬غير‮ ‬قانونية‮ ‬فقد‮ ‬زادت‮ ‬ليس‮ ‬فقط‮ ‬من‮ ‬مشاكل‮ ‬الاقتصاد‮ ‬السوري‮ ‬وإنما‮ ‬من‮ ‬مواجهة‮ ‬الحكومة‮ ‬السورية‮ ‬لمثل‮ ‬هذه‮ ‬الكوارث،‮ ‬التي‮ ‬كان‮ ‬هذا‮ ‬الزلزال‮ ‬آخرها‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
الإدارة الأمريكية وعند أن تفقد ترسانتها العسكرية وظيفتها تلجأ للتعويل على سلاح العقوبات الاقتصادية والمالية، وهذا ليس دليل قوة أو قدرة يتناسب مع عظمتها كقطب أوحد حتى الآن في العالم، بقدر ما يعكس الطبيعة الإجرامية لهذه الإدارة التي لم ولن تستطيع أن تكون أكثر‮ ‬إنسانية‮ ‬وتمتلك‮ ‬قليلاً‮ ‬من‮ ‬الأخلاق‮ ‬كون‮ ‬طبيعتها‮ ‬تقوم‮ ‬على‮ ‬التوحش‮ ‬وسفك‮ ‬الدماء‮ ‬وقتل‮ ‬الشعوب‮ ‬وتجويعها‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
الحصار‮ ‬المفروض‮ ‬على‮ ‬سوريا‮ ‬لا‮ ‬يباركه‮ ‬أو‮ ‬يدعو‮ ‬لاستمراره‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬هذه‮ ‬الكارثة‮ ‬الإنسانية‮ ‬التي‮ ‬سببها‮ ‬الزلزال‮ ‬المدمر‮ ‬إلا‮ ‬من‮ ‬تجرد‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬القيم‮ ‬والأخلاق‮ ‬والضمير‮ ‬الإنساني‮..‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
فتبَّت‮ ‬يد‮ ‬الإرهاب‮ ‬الأمريكي‮ ‬وكل‮ ‬من‮ ‬يبارك‮ ‬جرائمها‮ ‬ويسير‮ ‬في‮ ‬رِكابها‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
إصرار الإدارة الأمريكية على بقاء حصار سوريا بعد 12 عاماً من القتل والدمار، وفي ظل هذه الكارثة التي تمر بها يؤكد أن القانون الإنساني الدولي ليس سوى كذبة كبرى توظفه الإدارة الأمريكية وأنظمة الهيمنة والاستكبار لتركيع الشعوب وانهيار الدول والمتاجرة القذرة بالحالة‮ ‬الإنسانية‮ ‬التي‮ ‬يتعرض‮ ‬لها‮ ‬الشعب‮ ‬السوري‮ ‬وغيره‮ ‬من‮ ‬الشعوب‮ ‬الرافضة‮ ‬للخنوع‮ ‬والانكسار‮. ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
هكذا‮ ‬هي‮ ‬الإدارة‮ ‬الأمريكية‮ ‬تريد‮ ‬أن‮ ‬يبقى‮ ‬القانون‮ ‬الإنساني‮ ‬الدولي‮ ‬محاطاً‮ ‬بحقارتها‮ ‬هدفاً‮ ‬في‮ ‬تمرير‮ ‬وتحقيق‮ ‬مآربها‮ ‬وتنفيذ‮ ‬أجندتها‮ ‬الإجرامية‮ ‬المدمرة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63779.htm