نجيب شجاع الدين - يلعب النسيان لعبته ضد اليمنيين، إذ يبدو أن كل شيء مهم في حياة البلاد يمضي الى خانة النسيان السوداء.. حرب منسية.. حوالات منسية.. رواتب منسية.. وحقوق مغيبة بقصد وبدون قصد.
تابع الناس مفاجآت الحوالات المالية التي لم تصل لأصحابها سواءً المرسل أو المستقبل بحصيلة تجاوزت الـ6 مليارات ريال.
بحث الكثيرون عن اسمائهم وأنا واحد منهم في قائمة المفقودين للامتياز والحزمي، الكريمي، النجم.. الخ، في الحصيلة وكيفما حسبتها تكتشف أن أبناء الشعب ينقسمون الى قسمين الأول نسي حوالاته والآخر منسي تماماً من الحوالات!!
حتى في قائمة الطالع وتنبؤات الأيام المقبلة لو سألت فستكون الاجابة: لديك حوالة لكنها لن تصل قريباً، واذا استمرت شركات الصرافة في تلاعباتها فإنها لن تصل إليك.
الغريب أن الفضيحة أظهرت احتفاظ شركات بحوارات لأشخاص كان ينقصهم رسالة فقط لاستلامها منذ العام 2019م وما قبله وما بعده.. ألا يترتب على ذلك تعويضات مالية للمستفيدين بدلاً من عبارات »نأسف على التأخير«.
ولعل الأغرب أن هناك أشخاصاً هو المرسل بالاسم والرقم وهو المتلقي بالاسم ورقم الهاتف وكلاهما نسي تذكير نفسه بالأمر.. هل أرسلت حوالة وهل تلقيت إشعاراً بها؟!
أغرب ما يكون أيضاً أنه لم يصدر حتى اللحظة أي توضيح من الحكومة حول قضية الزهايمر المتفشي مالياً.. ربما تفكر باستحداث إدارة جديدة تسميها »يا لاقي الضايعة«!!
نحن في مرحلة حرب وكل شيء مباح خلالها كما يقال.. وطالما أنه لا يوجد لدينا وزارة للسعادة كما في بعض الدول التعيسة ولو من باب مسايرة العصر وتطوراته..
بالنسبة لبلادنا ونظراً للوضع الحاصل ومتطلبات المرحلة فإن الأفضل لحكومتنا إنفاذ البعض بإنشاء وزارة للذكاء ومكافحة الغباء.
|