د. سعيد الغليسي - حلت علينا قبل يومين ذكرى النكبة السوداء في تاريخ اليمن المعاصر..
انها ذكرى انقلاب احزاب اللقاء المشترك لاسقاط النظام بدافع الحقد على الشهيد علي عبدالله صالح والمؤتمر اللذين كانا يمثلان الشرعية والدولة والنظام.
انهم لم يسقطوا صالح والمؤتمر بل هما من اسقطا الانقلابيين بالتنازل عن السلطة حرصاً منهما على حقن الدم اليمني الغالي والحفاظ على وحدة اليمن.
فقد ضرب صالح والمؤتمر اروع الامثلة التاريخية في تسليم السلطة، وهما في أوج قوتهما من اجل اليمن وشعبه العظيم.
وسلم صالح والمؤتمر دولةً وجيشاً وامناً ومالاً ومؤسسات وأرضاً موحدة وشعباً كريماً، وتنازلوا من أجل اليمن وشعبه.
لكن الانقلابيين دمروا كل شيء جميل، دمروا الجيش والمؤسسات ودمروا الانسان اليمني وسفكت دماء مئات الآلاف حتى اليوم، لأنه ليس في قاموسهم منذ خروجهم البناء بل الهدم .
لقد قسموا الارض اليمنية وكانوا أداة لآل سعود في تحقيق حقدهم التاريخي لتدمير اليمن .
لقد اثبتت الايام انها كانت مؤامرة خارجية نفذت بأيدٍ يمنية، وقد قالها صالح في بداية الانقلاب إنها مؤامرة على اليمن وتدار من تل ابيب وواشنطن وذلك في كلمته المشهورة في كلية الطب بجامعة صنعاء.
واكدت الايام كلامه فقد كان السفير الامريكي في صنعاء فايرستاين يدير خيوط المؤامرة من صنعاء.
كانت النية مبيتة لاسقاط النظام الوطني عسكرياً وتحت واجهة شبابية.
وسنتعرض فيما يلي للتأكيد على أن هناك انقلاباً معداً سابقاً.
بداية تم اختيار مركز الانقلاب (الساحة) ولم يكن ذلك الاختيار صدفة، بل تم اختيارها بعناية وترتيب عسكري خاص، حيث تم اختيار المخيم (المعسكر) بالقرب من الفرقة المدرعة الموالية للاخوان المسلمين، ليتم التحرك العسكري تحت غطائها، وايضاً بالقرب من جامعة صنعاء ليستغلوا طلابها في الحشد وكوقود للتحكم العسكري، ويستغلوا مساحتها ومبانيها كمقر عسكري بديل للفرقة وهذا ما حدث بالفعل.
ايضا راعى الانقلابيون ان يكون مركز الانقلاب قريباً من مستشفى الاخوان المعروف بالعلوم والتكنولوجيا.
ايضاً القرب من جامعة العلوم نفسها ومقراتها للطلاب والطالبات كانت بالقرب من مركز الانقلاب.
كان مقر الانقلاب (الساحة) ايضاً قريباً من مقر رئاسة الوزراء للانقضاض عليها لاحقاً، وكذا مقر الاذاعة.
ومن اسباب اختيار مقر الانقلاب قربه الكبير من امبراطورية آل الاحمر في الحصبة وما سيمثله ذلك من دعم عسكري وكذا السيطرة على مبنى التلفزيون القريب من نفوذ آل الاحمر.
ومن الاسباب ايضاً وجود حاضنة حزبية للاخوان وشركائهم في المنطقة المحيطة بالمركز (الساحة) .
ايضاً توجد في نفس المنطقة المقرات الرئيسية للاخوان المسلمين واذرعهم الاعلامية كقناة سهيل وغيرها.
كل ما سبق يؤكد الاعداد المسبق للانقلاب العسكري والسيطرة على السلطة، تحت مبرر العمل الثوري السلمي!!
وقد ذكرنا سابقاً تحركات الانقلابيين عسكرياً وان كل ماحدث كان بعيدا عن السلمية، بل كان انقلاباً مكتمل الاركان.
باختصار لقد اسقط اصحاب مشروع فبراير الدولة والارض والانسان عبر انقلاب عسكري كامل الاركان.
|