الميثاق نت -

الخميس, 16-مارس-2023
أحمد‮ ‬الزبيري‬ -
أيام تفصلنا عن اكتمال العام الثامن والدخول في السنة التاسعة للحرب العدوانية الإجرامية الهمجية القذرة والشاملة على الشعب اليمني.. ففي ظلام ليل السادس والعشرين من مارس 2015م استيقظ اليمنيون وهم يسمعون خوار طائرات التحالف السعودي الأمريكي البريطاني الإماراتي الصهيوني،‮ ‬ويسمعون‮ ‬أصوات‮ ‬الصواريخ‮ ‬والقنابل‮ ‬الذكية‮ ‬والغبية‮ ‬وهي‮ ‬تقصف‮ ‬العاصمة‮ ‬صنعاء‮ ‬وبقية‮ ‬المحافظات‮ ‬بغطرسة‮ ‬وعنجهية‮ ‬لا‮ ‬مثيل‮ ‬لها‮ ‬في‮ ‬التاريخ‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
هذه الحرب العدوانية أُعلنت من واشنطن على لسان سفير النظام السعودي في أمريكا عادل الجبير.. ولاختيار مكان إعلان العدوان معنى ودلالة أن من يقف وراء هذه الحرب ويقودها هي الولايات المتحدة الأمريكية التي أيدت قتل اليمنيين وتدمير وطنهم تحت ذريعة الشرعية المزعومة، ولن ندخل في تفاصيل هذه الذريعة المطعون فيها ومن قِبل المعني بها الأول، وأمريكا لا تعدم المبررات في شن أي حرب تريدها ولا تبالي بالضحايا الذين كانوا في الليلة الأولى لها النساء والأطفال.. والمنزل الأول الذي يمثل عنواناً لهذا العدوان كان منزل بني حوت في الضواحي‮ ‬للعاصمة‮ ‬صنعاء‮.‬‬‬‬
بالتأكيد أن الطرف الثاني دولياً الذي أعلن انخراطه في دعم هذا التحالف الذي سُمي حينها عربياً كانت بريطانيا والتي هي من يتولى التخطيط لأمريكا في كل ما تريد القيام به لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، وعلى هذا المنوال أعلنت فرنسا وبقية الدول الأوروبية، وكان واضحاً لكل ذي عقل أن مخططات هذا العدوان يهدف إلى قتل الشعب اليمني وتدمير البنية الاقتصادية والخدمية والصحية والتعليمية.. واليوم بعد ثمان سنوات أصبحت الاحصاءات واضحة، عشرات آلالاف ضحايا هذا العدوان غالبيتهم مدنيون ومن النساء والأطفال.
أمريكا لم ترحم طفلاً أو امرأة أو مُسناً فالجميع موضوع للقتل بالنسبة لها ولتحالفها البغيض، والأسوأ هم الأعراب الذي جعلوا من أنفسهم متصدرين أو واجهة لهذا العدوان، ونعني بكل تأكيد النظام السعودي ودويلة الإمارات بدرجة أساسية، وهنا لا ينبغي أن ننسى أن معظم الأنظمة‮ ‬العربية‮ ‬والإسلامية‮ ‬أعلنت‮ ‬السعودية‮ ‬أنها‮ ‬جزء‮ ‬من‮ ‬هذا‮ ‬التحالف‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
الأكثر بؤساً هم المرتزقة والعملاء والخونة الذين استجلبوا هذا العدوان وأعطوه الغطاء وما زال الكثير منهم مصطف إلى جانبه رغم انكشاف أهداف هذا العدوان وغاياته المتمثلة في إبادة اليمنيين واحتلال موقع بلدهم الجيوسياسي الاستراتيجي وتقاسم ثرواته.. والمتابع لمواقف أولئك‮ ‬الأوغاد‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬ينظر‮ ‬لهم‮ ‬إلا‮ ‬كأسوأ‮ ‬وأقذر‮ ‬وأحقر‮ ‬مرتزقة‮ ‬عبر‮ ‬الأزمان‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
لا نحتاج إلى التذكير بما قاله قادة من اصطفوا مع العدوان، ويكفي الإشارة إلى فتوى الزنداني الذي اعتبر أن هذا العدوان على الشعب اليمني أمر من الله، ولا بحديث صعتر الذي أباح أربعة وعشرين مليون يمني وفقاً لتعداده أن الشعب اليمني خمسة وعشرين مليون وبالتالي هو لا‮ ‬يريد‮ ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬يبقى‮ ‬المليون،‮ ‬وهذا‮ ‬يجعل‮ ‬أولئك‮ ‬الملتحين‮ ‬والمتدثرين‮ ‬بالإسلام،‮ ‬الأسوأ‮ ‬والأكثر‮ ‬إجراما‮ ‬بين‮ ‬كل‮ ‬المرتزقة‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
كل الجرائم التي ارتكبها العدوان موثقة ولو دخلنا في تفاصيلها لن تكفيها مجلدات، وهي جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة الشعب اليمني وأجياله القادمة.. المهم بعد ثمان سنوات أثبت الشعب اليمني أنه شجاع وحكيم وأن قواه الوطنية الحرة والشريفة التي تصدت لهذا العدوان انتصرت في الأشهر الثلاثة الأولى من صمودها، بالنظر إلى حجم هذا التحالف وما يملكه من أسلحة ومن مال ومن إعلام، في مواجهة شعب شبه أعزل لا يملك إلا أسلحة شخصية وفي أحسن الأحوال متوسطة، وفي هذا المنحى لا ينبغي أن ننسى إعلان المجرم العسيري أنه تمت السيطرة على الجو والبر والبحر في الأولى، وها هو الشعب اليمني ينتصر ومعركته لن تنتهي إلا بعد وقف العدوان ورفع الحصار وانسحاب القوات الأجنبية من كل شبر في الأرض اليمنية ومن مياهه الإقليمية ومن جزره، ولا بأس إن أراد ذلك سلماً وإلا فإنها الحرب حتى النصر، والخيار للمعتدين الذين باتوا يدركون اليوم أن ثمن استمرارهم في العدوان باهظ وهم اليوم يختلفون على أهداف أمريكا وبريطانيا، والمخاطر التي بات يشعر بها نظام العدو السعودي تجعله يبحث عن مخرج يحاول من خلاله حفظ ماء الوجه لكنه لا يملك قراره.. الشعب اليمني سيخوض‮ ‬معركته‮ ‬حتى‮ ‬النهاية‮.. ‬وانتظار‮ ‬أمريكا‮ ‬وَهْم‮.‬‬‬‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 11:30 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63946.htm