الميثاق نت -

السبت, 25-مارس-2023
د.عبدالرحمن‮ ‬الصعفاني -
صار من الواضح أن توجهات غربية متسارعة تُنفّذ عبر دول ومؤسسات ومنظمات فاعلة تسعى لخلخلة بنية العالم الإنساني وتجريده من قيم ومعانٍ أخلاقية وإنسانية ظلت جزءاً من الوعي البشري السائد ومحط اهتمام المجتمعات البشرية في عمومها وباختلاف أديانها ولغاتها وأعراقها وبيئاتها عبر امتداد التاريخ البشري كله، ويتجلى اشتغالها اليوم من خلال ترويجها ودعمها لثلاثة محاور سخرت لها المال والإعلام ولمعت المروجين والداعمين والمدافعين في كل اتجاه، لتتجلى في المجالات الثلاثة التالية:
1‮- ‬مجال‮ ‬الإلحااااد،‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬دعم‮ ‬الإلحاد‮ ‬والملحدين‮ (‬بالذات‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬الثالث‮) ‬والاحتفاء‮ ‬بهم‮ ‬وجعلهم‮ ‬نجوماً‮ ‬في‮ ‬السوشال‮ ‬ميديا‮ ‬والفضاءات‮ ‬العامة‮ ‬وفي‮ ‬مواقع‮ ‬السياسة‮ ‬والاقتصاد‮ ‬وصناعة‮ ‬القرار‭.‬
2- مجال المرأة، من خلال المبالغة في الدعوة لتحريرها، ودعم تحررها من كل شيء وكل التزام، ليس حباً فيها ولا رفعاً لمظلوميتها والمحافظة على آدميتها وحقوقها الأصيلة أبداً، بل من أجل تقويض بنية (الأسرة) - والمرأة عمودها - لتشريد الإنسان وتشكيله بعيداً عن رعاية المرأة‮ (‬الأم‮) ‬أو‮ ‬اهتمام‮ ‬مؤسسة‮ ‬الأسرة‮ ‬بشكل‮ ‬عام‭.‬
3- مجال المثلية، من خلال دعم مجتمعات أو تجمعات (الميم) أي التشجيع على الششذوذ.. بهدف سحق آدمية الإنسان وسوقه نحو بهائمية ظاهرة تفقده دوره المتوازن، وتمحق إنسانيته، وتقوّض تكوّن العلاقات السوية أو المجتمعات البشرية الطبيعية.
والمؤسف للغاية أنه صار لهذه التوجهات مناصرون من بني جلدتنا، ومدافعون يتحدثون بلغتنا يسوّقون لذلك الانحراف المهين في إطار شعارات زائفة عن الحرية والتحرر وحقوق الإنسان وحق الفرد في أن يكون ما يشاء متى يشاء وضرورة مسايرة العالم ومواكبة تحولاته، متشددين في قمع وتجهيل وتسفيه كل صوت معارض، متناسين أن وظيفة المجتمعات والنخب وأهل الفكر الدفاع عن القيم العامة وحماية الإنسان من الاختراق وحمايته حتى من نفسه حين تنحرف به طبائعه تحت تأثير الإعلام والتزييف إلى البهائمية المنكرة أو الفعل الذي يضره ويهدد وجوده الخاص والعام‮..‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:50 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-63989.htm