الميثاق نت -

الإثنين, 27-مارس-2023
بقلم‮/ ‬غازي‮ ‬أحمد‮ ‬علي- الأمين‮ ‬العام‮ ‬للمؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام -
يأتي يوم الصمود الوطني -في مواجهة تحالف العدوان الإقليمي والدولي على الشعب اليمني الذي شن حرباً همجية إجرامية- هذا العام بعد اكتمال ثمان سنوات من الصبر والصمود والتصدي والمواجهة وتحقيق الانتصارات وفرض توازن ردع مع المعتدين الذين تصوروا واهمين أن بإمكانهم تحقيق‮ ‬نصر‮ ‬سهل‮ ‬مراهنين‮ ‬عما‮ ‬نتج‮ ‬من‮ ‬أزمات‮ ‬وفتن‮ ‬وصراعات‮ ‬بين‮ ‬أبناء‮ ‬اليمن‮ ‬أدت‮ ‬إلى‮ ‬انقسامات‮ ‬توفر‮ ‬لهم‮ ‬امكانية‮ ‬تنفيذ‮ ‬مؤامراتهم‮ ‬ومخططاتهم‮ ‬التي‮ ‬عجزوا‮ ‬عن‮ ‬تحقيقها‮ ‬بوسائل‮ ‬المكر‮ ‬والخداع‮ ‬السياسي‮ ‬والدبلوماسي‮.‬
وهنا نتذكر تصريحات ناطق العدوان بأنه تمت السيطرة على الأجواء والمنافذ البرية والبحرية في الـ15 دقيقة الأولى، وكانت هذه الغطرسة تؤكد أن المعتدين لم يقرأوا تاريخ هذا الشعب الحضاري العريق والعظيم البعيد والقريب، ولم يستوعبوا أن المال والسلاح لا ينتصر على شعب كهذا حتى وإن استقطبوا جزءاً من أبنائه ليكونوا غطاء لتحالفهم وعدوانهم وتحقيق أطماعهم، ولكن كانت رياح عاصفة المعتدين عكس سفن أبناء هذا الشعب الوطنيين الشرفاء الأحرار والذين هم امتداد لتاريخ طويل من النضال والكفاح ضد كل غازٍ ومحتل يدنس هذه الأرض الطيبة المباركة‮.‬
اليوم وبعد ثمان سنوات من هذه الحرب العدوانية الهمجية الشاملة التي دمرت كل شيء على هذه الأرض من بنية تحتية ومنشآت ومؤسسات صحية وتعليمية وزراعية وسياحية وصناعية، وقتلت آلافاً من المدنيين جُلُّهم من الأطفال والنساء بأسلحة متطورة وفتاكة ومحرمة دولياً، ناهيك عن‮ ‬مئات‮ ‬الالاف‮ ‬الذي‮ ‬ماتوا‮ ‬جراء‮ ‬الحصار‮ ‬ومنع‮ ‬الدواء‮ ‬والغذاء‮ ‬عنهم‮ ‬والذي‮ ‬مازال‮ ‬مستمراً‮ ‬حتى‮ ‬اليوم‮.‬
المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية بعد هذه السنين كبيرة، وكان لصمود الشعب اليمني اسهام مؤثر لتصل اليوم إلى فتح آفاق للسلام الذي يحفظ لليمن سيادته ووحدته واستقلاله، والذي لطالما كانت يدنا ممدودة له ومازالت، وعلى تحالف العدوان أن يغادر مربع رهاناته على الحرب‮ ‬والحصار‮ ‬الذي‮ ‬وَقْفُه‮ ‬ورَفْعُه‮ ‬وحده‮ ‬الذي‮ ‬سيفتح‮ ‬الطريق‮ ‬لمفاوضات‮ ‬جدية‮ ‬مع‮ ‬النظام‮ ‬السعودي‮ ‬تحقق‮ ‬السلام‮ ‬الذي‮ ‬يعني‮ ‬خروج‮ ‬القوات‮ ‬الأجنبية‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬شبر‮ ‬من‮ ‬الأرض‮ ‬ودفع‮ ‬التعويضات‮ ‬وإعمار‮ ‬ما‮ ‬دمره‮ ‬المعتدون‮.‬
وملامح هذا المشهد تتمظهر اليوم في كثير من المعطيات ولكن تحالف العدوان مازال في عنجهيته وغطرسته مع أن طرفيه المباشرين السعودي والإماراتي باتا يدركان أن مصلحتيهما في وقف عدوانهما والخروج من هذه الحرب، إلا أن الضغوط الأمريكية والبريطانية والصهيونية تمنع ذلك وتعمل‮ ‬باتجاه‮ ‬تهدئة‮ ‬مؤقتة‮ ‬تحقق‮ ‬لها‮ ‬عبر‮ ‬المراوغة‮ ‬والخداع‮ ‬مالم‮ ‬يحقق‮ ‬بالحرب‮.‬
مع دخولنا العام التاسع بات واضحاً أن استمرار هذا العدوان ليس في صالح من يشنه على الشعب اليمني خاصةً والمنطقة تشهد حركات وتحركات ايجابية باتجاه المسار العالمي الجديد، والذين لم يفهموا هذا حتى الآن هم أولئك المرتزقة الذين اصطفوا مع المعتدين على وطنهم وشعبهم، ودفعتهم ضغائنهم وأحقادهم إلى التعامي عن المتغيرات والتحولات في مسارات المواجهة وفي المنطقة والعالم، مع أن القيادة الوطنية المنتصرة في صنعاء لم تغلق الأبواب أمامهم ليعودوا إلى رشدهم، ونحن هنا بكل تأكيد لا نقصد الجميع فهناك من فهم واستوعب وأدرك أنهم ليسوا إلا‮ ‬وقوداً‮ ‬لتحقيق‮ ‬أهداف‮ ‬وأطماع‮ ‬القوى‮ ‬الخارجية‮ ‬التي‮ ‬تشن‮ ‬هذا‮ ‬العدوان‮.‬
العدوان ستوقف والحصار سيُرفع، واليمن سيعود موحداً بكامل السيادة ومستقلاً، ولن يكون إلا لكل أبنائه في ظل بناء دولة مبنية على أساس أن كافة أبنائها متساوون في الحقوق والواجبات أمام نظام وطني ديمقراطي يقوم على العدل والبناء والتنمية والتطور الشامل ليمنٍ قوي يتبوأ المكانة التي يستحقها في هذا العالم الذي علاقاته الخارجية مبنية على الودية والمصالح المتبادلة والاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وهذا كله ثمن الصمود والتضحيات التي بكل تأكيد ستثمر وطناً قولاً وفعلاً لكل أبنائه.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 04-أكتوبر-2024 الساعة: 01:50 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64001.htm