كتب/ إبراهيم الحجاجي - تحل علينا الذكرى الثامنة للصمود اليمني في وجه العدوان الغاشم والحصار الجائر، الذي انطلق فجر 26 مارس 2015م من قبل ما يسمى بالتحالف العربي بقيادة النظامين السعودي والإماراتي، وبإشراف مباشر من الولايات المتحدة الأمريكية وما زال الوضع كما هو عليه، صمود يمني اسطوري يتوج بانتصارات عظيمة، يقابله استمرار عنجهية وغباء العدوان بعد أن نفدت جميع أوراقه.
هذا العدوان والحصار على مدى ثمان سنوات استهدف الأرض والانسان في اليمن، حيث راح ضحيته عشرات الآلاف من الأبرياء والنساء والأطفال، استهدف مقدرات البلد والشعب ومنشآته الحيوية وبنيته التحتية، من مطارات وموانئ ومستشفيات ومدارس وجسور ومنشآت مدنية وملاعب وهدم منازل فوق رؤوس ساكنيها، استهدف حتى تجمعات الأعراس والعزاء والأسواق وغيرها، جرائم وانتهاكات لم يسبق لها مثيل في التاريخ، أمام صمت دولي مُخزٍ، أن ترتكب جرائم إبادة شعب بالقتل المباشر وغير المباشر وحصار جائر دون أن يحرك ساكناً.
أمام هذا العدوان وجرائمه الوحشية هنا صمود اسطوري للشعب اليمني ممثل بالقوات المسلحة والأمنية واللجان الشعبية والشرفاء من اليمنيين وهم الغالبية، بل يتوج هذا الصمود بانتصارات عظيمة وتاريخية بإمكانات تقليدية بسيطة، جعل تحالف العدوان المتخم بأحدث وأعتى أسلحة العصر جوية وبرية وبحرية ولوجيستية وإعلامية وخزائن مالية هائلة تمول عملياتها، جعله يجر أذيال الخيبة والهزيمة على كافة المستويات.
لكل مرحلة رجالها ولكل معركة أبطالها ولكل نصر قاداته ولكل مجد صُنَّاعه، وهذا الصمود والثبات والانتصارات للشعب اليمني أمام عدوان دولي بكل دلالاته وإن كان تحالفاً عربياً بالاسم فقط، بكل تأكيد خلف هذه الانتصارات قيادات وعظماء ورجال في مختلف الجبهات، ستُكتب أسماؤهم بأحرف من ذهب على صفحات التاريخ، وعلى كافة المستويات سواء عسكرية وأمنية أو سياسية واقتصادية أو اعلامية وثقافية وغيرها، بدءاً من القيادة العليا لحملة الدفاع عن الوطن الى الجنود في مختلف الجبهات سواءً أكانت عسكرية وأمنية أو مدنية.
القوى الوطنية الشريفة هي من قادت هذه المعركة وما زالت حتى النصر الكبير وتحرير كل شبر من أرض اليمن، وفي المقدمة أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام والى جانبهما كل القوى الوطنية التي تقف الى صف الوطن والشعب وقضيته المصيرية.. ومن حقنا في هذه المناسبة التي أصبحت مناسبة فخر واعتزاز لصمود وانتصار الشعب اليمني أن نفرد مساحة ولو باختصار عن الدور الوطني العظيم الذي سجله وما يزال المؤتمر الشعبي العام في مواجهة العدوان منذ الشرارة الأولى وحتى اليوم، المؤتمر الكبير بقيادته وأعضائه الذين يمثلون السواد الأعظم من هذا الشعب، وليس بضعة أشخاص يدَّعون مؤتمريتهم وهم في احضان العدوان.
المؤتمر الشعبي العام أعلن موقفه منذ اللحظة الأولى للعدوان، سواء رسمياً وعبر قيادته أو عبر قواعده وأنصاره، موقف الدفاع عن الوطن والانحياز الى صف الشعب، كيف لا وهو المبدأ الثابت الذي وُجد من أجله، لأجل اليمن والانتصار لقضاياها ومناصرة كل قضايا الأمة، حيث سجل وما يزال حضوره الوطني على مختلف الجبهات والميادين، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وإعلامياً، من خلال كوادره المتواجدة بأغلبية في مختلف مؤسسات الدولة والذي ساهم في ثبات وصمود هذه المؤسسات رغم محاولات العدوان لتعطيلها وإحداث فراغ مؤسسي لإهلاك هذا الشعب من مختلف الجوانب.
رغم هذا الحضور المؤتمري إلا أن أحداث ديسمبر 2017م المؤسفة جعلت لُعاب أعداء الوطن يسيل، بأن المؤتمر انتهى وأن الموازين تغيرت لصالح العدوان، إلا أن المؤتمر غني بكوادره وقادته الوطنيين، حيث ظهر المنقذ الشيخ صادق أبو راس للملمة الأوراق سريعاً وسريعاً جداً بترميم ما خلفته تلك الأحداث وإعادة المؤتمر الى دوره المعهود والى الواجهة الوطنية والسياسية بطريقة لا يمكن وصفها إلا بأنها إعجازية، إذا ما راجعنا تلك التحديات الكبيرة والمخاطر العتية التي كانت تحاصر المؤتمر والهزة القوية التي تعرض لها.
ولأن الشيخ صادق ابو راس من طينة العظماء فقد قاد مسيرة النهوض من جديد للمؤتمر، بكل هدوء وحكمة، بدءاً باجتماع اللجنة العامة مطلع يناير 2018 واختياره قائماً بأعمال رئيس المؤتمر، ومروراً بمعالجة سريعة لآثار أحداث ديسمبر 2017م، واتخاذ عدد من الاجراءات التنظيمية والتحضير للاجتماع التحضيري للجنة الدائمة الرئيسية التي تمت في العاصمة صنعاء يوم 2 مايو 2019م في ظل عدوان وأوضاع أمنية معقدة خاصة أعضاء الدائمة الرئيسية الذين حضروا من المحافظات الخاضعة لسيطرة العدوان وأدواته، والتي تم خلالها انتخاب قيادة جديدة للمؤتمر برئاسة الشيخ صادق بن أمين ابو راس وبشكل رسمي وشرعي وبنصاب لم يسبق له مثيل في الاجتماعات السابقة، بالإضافة الى العديد من الاجراءات التنظيمية والفنية والإدارية وفي مقدمتها إعادة وترميم مقر اللجنة الدائمة بصنعاء بشكل بناء من جديد، بعد ظلت لسنوات رهينة الدمار شبه الكلي منذ أحداث 2011م وما بعدها.
كل هذا الإنجاز الإعجازي في إعادة المؤتمر الى الواجهة، ليس لمصلحة الحزب أو أشخاص، بل ليكون المؤتمر في مقدمة الصفوف في مواجهة العدوان وفي مختلف الجبهات، كمسؤولية ملقاه على عاتقه في دليله النظري الميثاق الوطني، فهو الحاضر سياسياً عبر مواقفه الوطنية سواء باجتماعاته وما يصدر عنها من بيانات أو بياناته المعبرة عن مختلف الأحداث أو كلمات رئيس المؤتمر الشعبي العام الشيخ صادق بن أمين ابو راس التي تعتبر موجهات عامة لكل قيادات وكوادر وأعضاء وأنصار المؤتمر، حاضراً بمختلف الجبهات سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية وإعلامية وغيرها،من خلال كوادره المنتشرة في مختلف مؤسسات الدولة كشريك فاعل وحقيقي في الصمود والثبات وصنع الانتصارات.
|