عبدالجليل أحمد ناجي - منذ احداث 2011م وحتى اليوم انشغل المؤتمر الشعبي العام بالشأن السياسي والأحداث المتوالية على الصعيد الوطني، أما على الصعيد الداخلي والتنظيمي فقد بذلت قيادته ممثلة برئيس المؤتمر الشعبي العام الأستاذ صادق بن أمين أبوراس جهودا كبيرة لإعادة ترتيب البيت المؤتمري ومازالت تضطلع بالكثير من المهام الوطنية والتنظيمية، أما على صعيد الأنشطة التنظيمية القاعدية فقد تجمدت وأغلقت كثير من مقراته بعد ان عجز اعضاؤه عن الوفاء بتكاليف الإيجارات لأصحاب العقارات.. ومع ذلك وبعد مضي كل هذه المدة حوالي اثنى عشر عاما صمد فيها المؤتمر أمام أعاصير ومؤامرات عاتية حاولت أن تعصف به وتجتثه وتمحوه من الخارطه الوطنية، حيث كان البعض يعتقد أن المؤتمر تنظيم نشأ في حضن السلطة وسوف ينتهي بمجرد سقوطه من كرسي الحكم كغيره من الأحزاب العربية التي كانت حاكمة وانتهت بمجرد سقوطها من كرسي الحكم متناسين أن المؤتمر نشأ وفق رؤية وطنية جامعة مرتبطة بنضالات شعبنا منذ عقود كثيرة ومازال وسيبقى عصياً ومستنداً على قاعدة جماهيرية واسعة مازالت تتمسك به كتوجه وفكر ومبدأ وتنظيم وخيار وطني وليس فقط سلطة وإمكانات، بل إن هنالك جيلاً من الشباب بلغ سن الرشد في خضم هذه العواصف، عندما كان المؤتمر الشعبي العام حزبا حاكما كان هذا الجبل مازال في سن الطفولة، تجده اليوم وقد بلغ سن الرشد يعلن انتماءه للمؤتمر عن قناعة دونما أي استقطاب تنظيمي، وهذا مايؤكد أن المؤتمر مازال رقماً صعباً وفكراً متجذراً في أوساط الجماهير.
ولذلك من المهم جدا بعد كل هذه السنوات من الجمود أن يعاد تحريك الأنشطة التنظيمية القاعدية ولو أن يكون ذلك وفق مفهوم "السياسة فن الممكن" سيما وقد أثبتت الأحداث أن أعضاء المؤتمر يتمتعون بوعي تنظيمي وسياسي جمعي وانضباط تنظيمي عال، ويحترمون مفاهيم الحوار والشراكة والتعايش وليس في أوساطهم تعصب أو تطرف أو حقد رغم كل ما جرى.
وإن عودة الأنشطة التنظيمية القاعدية والتواصل التنظيمي من شأنه أن يعيد الحياة ليس على الصعيد التنظيمي للمؤتمر فقط ولكن إلى جسد شريحة واسعة من المجتمع اليمني تعاني من القطيعة.
ليس بالضرورة أن يمارس المؤتمر كل انشطته كما لو أننا في ظل ظروف طبيعية ولكنه قد يعيد تنشيط عمليات الاتصال والتواصل من خلال حزمة من الأنشطة التنظيمية الممكنه التي تراها قيادة المؤتمر العليا مناسبة لهذه المرحلة..
وهذا مجرد رأي. |