منى صفوان - ما يحدث في عالم الاقتصاد مرعب للولايات المتحدة الامريكية، فالصين دشنت فعلياً عصر "اليوان"، وهذه التغيرات المتلاحقة التي يشهدها العالم، تجعلنا نتوقع كل ما كان مستحيلاً قبل سنوات قليلة سابقة، فما كان مستبعداً ومحرماً، تحول الى خبر عاجل.
الصين قبل ساعات اعلنت اتمام بيع اول صفقة نفطية في التاريخ باليوان الصيني، الصفقة التي اعلنت عنها بورصة شنجهاي، حيث تم بيع الغاز المسال لشركة فرنسية، مستورد من الامارات.
وهنا يطرح السؤال عما ان كان هذا الغاز هو الذي جرى اخراجه من اليمن، واثيرت حوله الشبهات، بصفقة بيع بين الحكومة اليمنية ودولة الامارات في اكتوبر الفائت، ليهدد بعدها الحوثيون بضرب الشركات النفطية ويمنعون تصدير اي منتجات نفطية من اليمن للخليج.
اذاً وصل الغاز العربي الى الصين، وباليوان، وعبر شركة اوروبية "فرنسية"، انها احلام العصر، لكنه عصر اليوان، الذي حولت به الصين الخليج العربي ونفطه، من الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة، الى اول مسمار في نعش الدولار.
خيوط اللعبة اصبحت متفرقة بين عدة قوى، ولعل الخيط الاهم موجود في منطقتنا العربية، لتتحول المنطقة من منطقة النفوذ الامريكي، الى لاعب دولي وحليف للصين، ورقم مستقل في الاقتصاد العالمي، لتكون قطبا مستقلاً بذاته، في العالم الجديد، المتعدد الاقطاب.
ماذا سيحدث الان؟
نجاح الصفقة الاولى، او الصفعة الصينية الاولى لامريكا، سيشجع بقيه الشركات والتجار الموردين لتكرار هذه التجربة، عبر بورصة شنجهاي، التي ستكون هي المظلة الاقتصادية للتعاملات الجديدة، وتسحب البساط ببطء من تحت اقدام وول ستريت.
اننا نتحدث عن تسعير متعدد العملات، وندرك مغزى الاشارة التي لمح لها الرئيس الصيني قبل ايام لحظة توديعة لبوتين في موسكو، وهو يقول اننا نشهد تغييرات لم تحدث منذ 100 عام، فمنذ 1923 لم يعرف العالم تواجد العملة الصينية، في البورصة الدولية في سوق النفط، منذ اكتشاف النفط الى اليوم في 2023
65 الف طن من الغاز المسال، خرجت من مضيق هرمز في الخليج العربي، وعلها كانت قادمة من احدى المونئ اليمنية في الجنوب، لتنطلق في رحلة بحرية الى فرنسا، حيث بيعت هناك وتمت الصفقة خلال 5 اشهر، لتدشن رحلات اخرى وصفقات جديدة، في المعاملات النفطية باليوان الصيني، مما سيعزز مكانة الصين الاقتصادية، وتبعاً لها السياسية والعسكرية، ان العرش الامريكي يهتز، وهذا الخبر لم يمر عادياً على البيت الابيض.
لماذا العين على السعودية؟
فالعين الامريكية الان على الرياض، فهذه الصفقة الصغيرة، ليست الا بداية تجريبية، لكن الحمولة الكبيرة، والضربة القاضية في السعودية، فبانضمام السعودية لمنطمة شنجهاي كشريك للحوار، تكون الخطوات الصغيرة تتم بهدوء وذكاء.
بعد انضمام مصر وقطر والامارات، وتوسيع المنظمة لتضم نصف العالم حرفياً، اصبحت التكتلات الاقتصادية التي تقودها الصين اكثر حرفية، الخطوة القادمة سيكون بريكس - المنطمة الاقتصادية التي تقودها الصين ورسيا
وحين يبدأ بيع النفط السعودي للصين في بريكس باليوان الصيني، ستكون امريكا قد اتخذت عدة خطوات وردود فعل، ضد السعودية، منها التلويح بالعقوبات، والتهديد باثارة جرائم الحرب في اليمن، وملف حقوق الانسان داخل السعودية، لكن كل تلك المحاولات ستفشل، لان امريكا اليوم فعلياً اضعف من السعودية والصين، والضعيف لايخيف.
|