الميثاق نت -

الثلاثاء, 18-أبريل-2023
حسن الوريث -
في اجتماعنا الرمضاني اليومي كنا نتحدث عن الموضوع الذي سيتم طرحه وما شاهده كل منا وعندما وصلت صديقتنا العصفورة قطعت النقاش وابلغتنا بما شاهدته اليوم وهي في الطريق إلينا وكان طرحها منطقيا وكما يقال في المثل العربي القديم " قطعت جهيزة قول كل خطيب "، وبالفعل انطلقنا في جولتنا اليومية لنشاهد ما طرحته علينا صديقتنا الذكية وكانت البداية من جولة الساعة في العاصمة صنعاء رأينا أول المناظر المؤلمة حيث عدد من الأشخاص يتقطعون لأصحاب الباصات يفرضون عليهم اتاوات أو جبايات بالقوة ومن يرفض يتم اهانته ومنعه من العمل وإنزال الركاب والكارثة أنه تم منح هؤلاء البلاطجة جواكت رسمية من هيئة النقل لتكون البلطحة بشكل رسمي لكن الأموال التي تتم جبايتها تذهب الى جيوب هؤلاء البلاطجة ومن خلفهم المتعهدون المتنفذون الذين لم تستطع لا وزارة النقل ولا وزارة الداخلية بكل اجهزتهما أن تمنع هذه البلطجة رغم ماتسببه من سخط كبير على الدولة والحكومة.. قالت لنا صديقتنا العصفورة أن هؤلاء البلاطجة ينتشرون في كافة الجولات والشوارع وفي كل المحافظات وليس في العاصمة صنعاء فقط .
وبينما كنا نتنقل في شوارع العاصمة توقفنا فجأة حيث شاهدنا طقماً عسكرياً ينزل منه عدد من العساكر يقودهم شخص بيده دفتر سندات كبير يتنقلون من محل إلى محل في الشارع وحين سألنا عن هؤلاء قيل لنا أنهم من هيئة الزكاة.. وفي نفس الوقت حضر طقم عسكري آخر وبنفس الاسلوب لكن هؤلاء من الضرائب، وطقم ثالث من الأشغال، ورابع من صحة البيئة، وخامس من المرور الذين ينتشرون في الشوارع وكل في يده سند مخالفات، وطقم سادس وسابع وثامن وتاسع وعاشر والمجالس المحلية ومتعهدو المواقف وهكذا كل الجهات الحكومية صرفت لها سندات من وزارة المالية للجباية وكل جهة تحرص على جمع أكبر قدر من المال لان هناك لوائح أصدرها مجلس الوزراء تمنح نسباً معينة من أموال الجباية لكل من يجبي وهذا يشجعهم على الجباية رغم أن هذه اللوائح مخالفة للقوانين وقد سبق لمجلس النواب أن وجه بمنع هذه الجبايات نظرا لمخالفتها للقانون وبالاخص جبايات المرور لكن الكل لم يلتزم بهذه التوجيهات لانهم لا يحترمون مجلس النواب أو لان المجلس صار مجرد صورة شكلية لا احد يحترم قراراته وتوجيهاته وأولهم دكتور الجباية وهيئتا المقابر والزواج اللتان تعتبران نفسيهما فوق مجلس النواب ومجلس الوزراء وحتى فوق المجلس السياسي الأعلى .
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة والأصدقاء الصغار عبدالله وأمة الله وعلي وفاطمة وانا .. بالفعل أنها ماساة فوق ماساة أن تتحول كل الجهات الحكومية إلى جهات جباية وليس جهات خدمية وصارت تتلذذ بتعذيب المواطن على اعتبار أن كل هذه الجبايات التي يتم دفعها يتم اضافتها على فاتورة المواطن .. والأهم أن كل هذه المناظر والمشاهد والتصرفات تسيئ اولا إلى الدولة والحكومة والى النظام العام..
قالت صديقتنا العصفورة.. انت أطلقت مسمى خوازيق الوطن على هؤلاء وفعلا هم يمثلون خوازيق بل ومسامير في نعش الدولة والحكومة.. قلت لها نعم واريد هنا أن أقول بأن هذه هي الأيادي التي تشوه مشروع الدولة اليمنية الحديثة التي نسمع عنها ويشغلوننا بها في الاعلام بشكل يومي..
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة والأصدقاء الصغار عبدالله وأمة الله وعلي وفاطمة.. عندنا مشروع " يد تحمي ويد تبني" لكنه تحول إلى يد تجبي ويد تعذب المواطن ويد تشوه، والكارثة أن هذه التصرفات التي نشاهدها يوميا لاتجد من يوقفها بل إنها تجد من يشجعها وهي بالفعل خوازيق ومسامير تعجل بانهيار الدولة التي تحولت إلى دولة للجباية فقط والكل يتساءل اين كل هذه المليارات التي تتم جبايتها؟ فلا مرتبات تُصرف ولا مشاريع تُبنى ولا تنمية ولا اي شيء يجعلنا نقول إن هذه الأموال تجد طريقها إلى الشعب لكن أثرها غير موجود ؟
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة والأصدقاء الصغار عبدالله وأمة الله وعلي وفاطمة وانا .. هل هناك من يسمع انين الشعب ومعاناته ويضع حدا لكل تلك التصرفات ؟ أم ان الأمر فوق طاقة وامكانيات الدولة والحكومة وهناك من يتحكم في الأمور رغما عن الجميع ؟ وهل الأمر يمثل عجزا حكوميا امام هوامير وعتاولة الجباية ؟ ام أن الأمر مقصود لانهاك الشعب ؟ وهل كل مانسمعه عن مشروع بناء الدولة اليمنية الحديثة ومشروع يد تحمي ويد تبني للاستهلاك الإعلامي فقط ؟ وهل تعرفون ان كل ذلك سيؤدي حتما إلى سقوط الدولة وانهيارها؟ فهل وصلت الرسالة ام أن الأمر سيبقى كما هو دولة جابية وأيادٍ تشوه ولاتبني ولاتحمي؟ نأمل انا وصديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة والأصدقاء الصغار عبدالله وأمة الله وعلي وفاطمة أن لا يستمر الوضع بهذا الشكل المأساوي وان لا يبقى الشعب بين مطرقة العدوان الخارجي وسندان العدوان الداخلي المتمثل في الدولة الفاشلة والعاجزة وصميل البلاطجة وطقومات الجباية..
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 06:50 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64134.htm