الميثاق نت -

الخميس, 20-أبريل-2023
الميثاق نت - جمال الورد: -
بعد أكثر من ثمانية أعوام على العدوان الذي تشنه قوات التحالف بقيادة السعودية على اليمن، ومارافقه من تحولات كثيرة طوال السنوات الثماني الماضية، والصمود الأسطوري الذي اظهره شعبنا اليمني في وجه آلت الحرب والإجرام والحصار الغاشم. ورغم الدمار الكبير الذي تسبب به المعتدون وأدواتهم سواء على مستوى ما أزهق من أرواح بريئة أو على مستوى الدمار المادي والاجتماعي حيث ضرب النسيج الاجتماعي في اليمن وعادت المناطقية والانفصالية للظهور بعد أن تم تغذيتها من الخارج بشكل غير مسبوق في تاريخ اليمن، ومن المؤسف أن تكون جميع الأطراف احتاجت إلى كل هذه السنوات حتى تصل إلى قناعة أن الوقت قد حان لوضع نقطة النهاية لهذا العدوان، وانهاء معاناة اليمنيين، وبلاشك الدفع بكافة الأطراف نحو الجلوس على طاولة حوار يضمن أمن اليمن ووحدته وحريته واستقلال قراره، وإعادة الإعمار وجبر الضرر ودفع التعويضات المترتبة على الجرائم المرتكبة بحق وطننا وشعبنا منذ 26 مارس 2015 وحتى اليوم.
لاشك مطلقاً إن شعبنا يستحق السلام، وهو شعب السلام، وشعب البأس الشديد في نفس الوقت، فالسلام هو أساس الحياة وأساس التطور والسعادة، وتحقيق السلام يحتاج إلى استعداد نفسي وفكري، وتصالح مع الذات وقبول بالآخر واستعداد للتسامح والتضحية، فالأشياء الثمينة في الحياة تحتاج إلى فهم وجهد وتضحية.
وهذا لا يعني بالمطلق التخلي عن الحقوق، ومن أبرزها وأهمها حق شعبنا وأجيال اليمن القادمة في تخليد أولئك الذين قضوا نتيجة العدوان، وضحوا بأرواحهم في سبيل حياة كريمة ودولة عزيزة يستحقها اليمنيين، ولهذا نتساءل لماذا لا نرى معرض أو معارض صور دائمة تخلد الجرائم المرتكبة بحق شعبنا، ووطننا؟! وهذا ليس من باب التحريض على الكراهية مطلقاً، بل من أجل أن تعرف الأجيال الثمن الكبير الذي ضحى به اليمنيون لأجل مستقبلهم.

معارض محدودة في الماضي... كان لها أثر
من منطلق إدراك أهمية الصورة، ووقعها على المشاهد، وتأثيرها على الرأي العام، وقدرتها الكبيرة على كشف زيف المعتدين وتبيان مظلومية شعبنا، كانت هناك مجموعة من المبادرات والوقفات ومعارض الصور التي أقيمت خلال السنوات الماضية، إلا أنها توقفت، ولم نر تحركاً حكومياً في صنعاء، أو مبادرة من الناشطين الوطنيين في الخارج لاستدامة مثل هذه المعارض وتخليدها، باعتبارها الفاتورة التي دفعها شعبنا في سبيل انعتاقه، فعلى سبيل المثال في عام 2015م، تم تنظيم معرض للصور في بيت الثقافة بالعاصمة صنعاء، لكشف جرائم العدوان السعودي على اليمن، واحتوى المعرض الذي نظمته حينها اللجنة الوطنية لتوثيق جرائم العدوان وتنسيق جهود الإغاثة بالتنسيق مع عدد من الجهات ذات العلاقة برعاية وزارتي الثقافة وحقوق الانسان، احتوى على سلسلة من اللوحات التشكيلية والفنية والفوتوغرافي التي جسدها عدد من الفنانين اليمنيين تجاه جرائم العدوان السعودي على الشعب اليمني، و لوحات فوتوغرافية وتشكيلية تعرض بعض جرائم ومجازر العدوان منذ بداية عدوانه على اليمن واستهدافه لممتلكات الشعب اليمني العسكرية والمدنية الخاصة والعامة وقتل الابرياء والمدنيين والأطفال والنساء .
وكذلك ما تم تنظيمه في بعض مدارس محافظة ذمار عام 2016، وكل ذلك يهدف بلا شك إلى تعريف النشء بالجرائم المرتكبة بحق شعبهم ووطنهم، وتخليد أولئك الشهداء والضحايا، بإعتبار تضحياتهم ودمائهم الزكية هي المفتاح للوصول الى سلام الشجعان، والندية في التعامل، واحترام اليمن وطناً وشعباً.
بالإضافة الى ما تم تنظيمة في 2019م من قبل مجموعة من الناشطين الحقوقيين، الذين اقاموا معرض للصور في صالة الودي بروكلين بمدينة نيويورك الأمريكية، تحت شعار "الحرب التي يخفونها عنكم" وقد شهد المعرض إقبال كبير من قبل المهتمين من مختلف الجنسيات وشهد افتتاحه تغطية واسعة من وسائل الإعلام الدولية.
وجسد المعرض، عبر مجموعة كبيرة من الصور التي التقطها صحفيون وناشطون من اليمن، حجم الكارثة الإنسانية التي خلفها العدوان، والجرائم المروعة التي ارتكبها بحق المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ واستهداف الأحياء والمرافق الصحية والتعليمية في اليم، وأسهم بلا شك في التأثير على الرأي العام خصوصاً في طبقة المثقفين وذوي الضمير الإنساني وتمكن من إيصال مظلومية الشعب اليمني للعالم وكشف زيف وتضليل وسائل إعلام العدوان للرأي العام العالمي حول حقيقة ما يرتكبه من جرائم حرب بحق المدنيين في اليمن.
وكذلك معرض الصور الذي نظمه أفراد الجالية اليمنية في النرويج ،أمام السفارة السعودية في النرويج، ، لكشف جرائم العدوان السعودي، والذي استقطب حينها عدد من الجاليات العربية والإسلامية، وهيئات نرويجية حقوقية وإعلامية من مختلف المدن النرويجية وألمانيا وبريطانيا، وبعدها خلت مثل هكذا انشطة حيوية وضرورية، عدا بعض الندوات النادرة كان آخرها في 2022م,

معارض الصور.. ذاكرة وطنية لا تعني الكراهية
يؤكد الكثير من المهتمين بالشان اليمني، من الحقوقيين والأكاديميين، بأن معارض الصور هي استحضار مستحق لتضحيات اليمنيين في سبيل عزة الوطن وكرامته والدفاع عنه، وتكمن أهمية هذه المعارض في حفظ الذاكرة الوطنية، وتخلق وعي مجتمعي لتقدير وتخليد الشهداء والضحايا الأبرياء، كوفاء لهم ولدمائهم وللتاريخ والحضارة والانتماء اليمني بشكل عام.
مشيرين في الوقت عينه إلى أن الصورة تتحدث عن تفاصيل حياة الشهداء في لحظات إنسانية، لنقف أمام عظمة من ضحوا بدمائهم من أجل الوصل إلى حرية هذه الأرض، وأن إرادة شعبنا لم ولن تنكسر، ما دام فينا هذا الوفاء للشهداء.
فالتوثيق ضرورة، من أجل خلق أجيال لا تفرط في وطنها، متمسكة بكل ذرة رمل منه، ولا تقامر أو تساوم أو تخونه في أي لحظة من اللحظات، لأن الثمن الذي دفعه اليمن واليمنيين في سبيل الكرامة والعزة والحرية و الاستقلال والتحرر كان غاليا، مهرته دماء الثورة والثوار والجمهورية بمختلف فئات الشعب، وهذه التضحيات الكبرى تجعل من المستحيل النكوص عليها والتخلي عن تلك الأهداف النبيلة التي سالت الدماء ثمنا رخيصا لها، وتحقق هدفها بالاستقلال والوصول الى الدولة الوطنية الجامعة الحرة والديمقراطية التي يسودها القانون والمواطنة المتساوية.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 04-ديسمبر-2024 الساعة: 07:22 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64143.htm