عبدالملك الفهيدي - استمعت لأغنية فنان اليمن الكبير أيوب طارش الأخيرة والمخصصة للتغني بالوحدة اليمنية والتي قد لا تكون كلماتها وألحانها بمستوى ما أنتجه الفنان ايوب طارش طيلة مسيرة حياته الفنية والتي ارتبطت باليمن التي غنى لها ولكل ما يخص شؤونها من الزراعة إلى الاقتصاد إلى الغربة إلى الزواج إلى المناطق والمحافظات إلى الحب والحنين والشوق إلى الجيش إلى الثورة إلى الوحدة إلى كل شيء له علاقة بالوطن والناس .
البعض ممن يستهويهم النقد وبدلا من التركيز على نقد هذا العمل ذهبوا إلى نقد ايوب طارش وفنه ووصفه بأنه بلا ثقافة أدبية وأنه يتعامل مع الفن بثقافة القروي البسيط..الخ ..
في عصر وسائل التواصل الاجتماعي يمكن لأي شخص أن يكتب عشرة اسطر ينسف فيها تاريخ بلد أو سياسي أو فيلسوف أو مفكر أو كاتب أو اديب أو شاعر أو فنان وبلمح البصر بل ويحوله إلى نكرة وهو انسان لا يجيد سوى القراءة والكتابة، فما بالك حين يحمل لقباً علمياً ويصف نفسه بالناقد .
هؤلاء الذين يسايرون متطلبات الشهرة والتواجد على منصات التواصل الاجتماعي فقط يتعاطون مع كل شيء بأسلوب النقد والسخرية والتقليل بل واحياناً الإساءة والاستهزاء وبعيداً عن أية معايير لها صلة بالنقد أكان للشعر أو للفن أو للفنان .
لسنا ضد نقد أيوب أو مسيرته الفنية كلها أو القول إنه فنان لا يعجب أذواق البعض خصوصاً من جيل الفيس بوك والواتس اب، لكن في المقابل لا يمكن القبول بمنطق أن تكون أكاديمياً وتصف نفسك بناقد، فيما انت تحول النقد الذي يُعد أهم فروع البحث والدراسة إلى مادة سخرية تنتقص أو تقلل فيها من شخصيات قدمت للوطن والناس ما يخلدها في التاريخ هكذا لمجرد أن هذه الشخصية أو تلك لا تعجبك ولا يروق لك فنها أو ذوقها.
ذات مرة سألوا الشاعر الكبير نزار قباني عن موقفه مما يقوله النقاد عن شعره فأجاب بأنه لو كان يهتم بما يقوله النقاد عنه لما كتب قصيدة شعر واحدة ..
والخلاصة هو ما تضمنه المثل الشعبي »سار من كل شيء أحسنه«، ولذلك لا غرابة أننا نعيش ما نحن فيه وأننا ضيعنا وطننا وماضينا وحاضرنا ومستقبلنا لأننا نتعامل مع كل شيء بمفهوم ما يعجب جمهور مواقع التواصل وعدد اللايكات فقط.
|