أ.د أحمد مطهر عقبات* - لأن المؤتمر الشعبي العام هو صانع الوحدة مع الحزب الاشتراكي اليمني فقد سجل التاريخ لهما ومعهما القوى الوطنية الخيرة هذا الموقف الذي ترجم أهداف الثورتين سبتمبر وأكتوبر المجيدتين على حيز الواقع بمباركة جماهيرية واسعة.
وبرغم هبوب رياح التغيير المتتالية والأزمات المتلاحقة التي مر بها الوطن منذ اعلان وحدته عام 1990 وتداخل مصالح مراكز القوى التي بدورها أثرت سلباً على ما ينبغي التوجه نحوه في بناء الدولة المؤسسية والاستفادة من تجارب دولتي ما قبل الوحدة بتجرد يسمح ببلورة الإطار العام لدولة ترتقي الى مستوى تطلعات الشعب بتطبيق النظام والقانون وتطوير الديمقراطية الفتية التي خاضت تجربة مشهودة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والإدارة المحلية وبمشاركات فاعلة من مختلف الأحزاب والقوى السياسية الأخرى وبخطاب إعلامي نابع من حرية الصحافة وتنوع الفكر والتوجه كفله الدستور في التعبير عن الرأي من خلال وسائل الإعلام الرسمية والحزبية والخاصة، إلا أن غلبة تجاوزات المصالح قد أثقلت كاهل الوحدة الفتية ، خاصة بعد المتغيرات المعروفة على الساحة.
ومع ذلك وبدلا من تكاتف الجهود بتقييم واقعي لمسار الوحدة اليمنية بتعزيز الإيجابيات وإصلاح الإعوجاجات القائمة ، إلا أن أحداث الأعوام الفائتة قد شجعت على تجاوز الخطوط الحمراء بالدعوة لإعادة التأريخ إلى الوراء لزمن ما قبل الوحدة.
وأمام هذه الأعاصير المتقلبة يثبت المؤتمر الشعبي العام على الدوام بقيادته الحكيمة أن الوحدة ليست مجرد إعلان سياسي أو خصوصية لأفراد أو جماعات بقدر ما تمثل أهداف واحدية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وتطلعات الشعب بكل فئاته، وديمومة بقائها مرهونة بمصير وطن ومصالح أمة ، قد وضحها بجلاء الميثاق الوطني وأدبيات المؤتمر ، مما يعني أن المساومة بالوحدة مرفوض جملة وتفصيلاً، ولعل الخطاب الإعلامي المؤتمري يكرر مواقفه في هذا المضمار كمبدأ لاينثني أبداً.
إن حساسية المرحلة تتطلب جهوداً جماهيرية ناجعة لحماية الوحدة لأنها مِلْك الجميع ومصير السعيدة أرضاً وإنساناً.
* عميد معهد الميثاق
|