حاوره/مدير التحرير -
أكد الأستاذ عبيد بن ضبيع -عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام وزير الشئون الاجتماعية والعمل- أن أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية مع أي دعوة تهدف لتوحيد صفهم ولم شملهم وجمعهم تحت كلمة واحدة لمناقشة قضاياهم تحت سقف الوحدة اليمنية أرضاً وإنساناً.
وقال في حوار مع صحيفة »الميثاق«: لا يحق لأي جماعة أو شلة أو اي مكون سياسي او اجتماعي أن يدَّعي تمثيل أبناء المحافظات الجنوبية والتحدث باسمهم بما يتناقض مع إرادتهم الثورية والوحدوية..
وأضاف: على الجميع أن يدرك أن المحتل الاماراتي والسعودي ومن خلفهما الامريكي والبريطاني لهم اهداف في بلادنا وتحديدا في محافظاتنا الجنوبية وهم يسعون عبر أدواتهم المحلية لتحقيق مصالحهم ومطامعهم الاستعمارية..
وحذر الوزير عبيد مما يخطط له المستعمر الجديد بنشره وتغذيته للفوضى والرعب والصراعات وبث النعرات والمناطقية بين أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية..
قضايا أخرى تطرق لها القيادي المؤتمري في سياق الحوار التالي:
* ما الذي مثله يوم لـ22 مايو 1990م في مسيرة النضال الوحدوي ؟
- قبل ان أجيبك عن السؤال اسمح لي وعبر منبركم الإعلامي الحر أن أقدم التهاني والتبريكات لشعبنا اليمني العظيم وللقيادة الثورية والسياسية ولحكومة الإنقاذ الوطني ولقيادات المؤتمر الشعبي العام ممثلة برئيس المؤتمر المناضل الشيخ صادق بن امين أبو راس وكافة أعضاء المؤتمر بهذه المناسبة الوطنية الوحدوية التي يحتفي بها كل اليمنيين في كافة ربوع الوطن وخارجه.
إن الثاني والعشرين من مايو لم يكن وليد اللحظة كما انه لم يكن لحظة تاريخية عابرة في حياة وتاريخ الشعب اليمني، بل هو حصاد لمسيرة نضالية خاضها الشعب اليمني عبر مختلف فئاته ومكوناته الاجتماعية والسياسية وكان للمؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني رمزية استثنائية متميزة في تحقيق غاية وحلم اليمينين وتتويج ذلك النضال الذي استمر لعقود من الزمن بإعلان إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الـ22مايو 1990م .
إن لحظة رفع علم الجمهورية اليمنية من ساحة القصر الجمهوري في مدينة عدن ثغر اليمن الباسم كان تعبيراً وتجسيداً حقيقياً لحلم كل يمني عاش وتابع مراحل عدة من جولات الحوارات والمسارات التفاوضية على المستويين الوطني والإقليمي ولعل ابرزها اتفاق طرابلس الغرب 1972مولقاء الجزائر 1973م واتفاق الكويت 1979م ولقاءات وطنية اخرى ممثلة لقاء تعز - الحديدة- ولقاء قعطبة واتفاق صنعاء 1980م .
وقبيل الإعلان كان اتفاق 1989م بعدن.. كل تلك الجولات والحوارات والمسارات والاتفاقات توجت بإعلان الـ(22) مايو من العام 1990م واختير على إثرها الأخ / علي عبدالله صالح رئيساً لمجلس الرئاسة والأخ علي سالم البيض نائباً للرئيس وتم الاتفاق على تعيين مجلس رئاسي مكون من خمسة أعضاء وعلى مرحلة انتقالية وهكذا قامت الوحدة وتحقق الحلم اليمني بتوحيد الجغرافيا وإعادة النسيج الاجتماعي الواحد .
تعزيز للصمود
* أين تكمن أهمية الاحتفاء بالعيد الوطني لقيام الجمهورية اليمنية وتحديداً في هذه المرحلة التي تواجه فيها بلادنا عدوانا غاشما يهدف لتمزيق اليمن ؟
- تكمن أهمية الاحتفاء بالعيد الوطني لذكرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في أمور عدة ابرزها، إن حدث اعلان الوحدة اليمنية يعد من اهم بل ابرز واعظم حدث شهدته الامة العربية وليس اليمن فحسب في التاريخ الحديث خاصة منذ سقوط الدولة العربية الإسلامية وتعرضت الامة والمنطقة لحالات من الاستعمار والاحتلال والتمزيق للجغرافيا وللوحدة القومية ونسيجها الاجتماعي..
الامر الآخر أنها مثلت اعلان حالة من الامل والتجدد في نهوض وحدة الامة العربية بعد أن أصابها اليأس والقنوط.
والاهمية الأخرى ان هذا الاحتفاء يتم والوطن ينتصر على قوى تحالف الشر والعدان بعد ان تعرض لهجمة عدوانية وحشية وتكالب استعماري إقليمي دولي يستهدف اليمن أرضاً وانساناً وبالتالي فان الاحتفال بهذه الذكرى هو اعلان لمزيد من الصمود والمقاومة والتمسك بوحدة الوطن وارضه وعزته وكرامته واستقلاله .
كما انه لاحتفال بإعلان النصر على المرتزقة والعملاء وعلى قوى الاستعمار والاستكبار وتحالف الشر الذي تقوده مملكة آل سعود وامارة آل زايد ومن خلفهما العدو الصهيوني الأمريكي البريطاني.
* هل نستطيع القول إن حركة النضال اليمني تواصل اليوم فعلها الوحدوي ضد الاستبداد والاستعمار من خلال الصمود الأسطوري لشعبنا العظيم وابطاله الميامين في مواجهة أعداء اليمن ووحدته ؟
- نعم يمكننا قول ذلك بل وازيد على ذلك أن اليمن بعد زوال العدوان ودحره وما حققه شعبنا العظيم والقيادة الثورية والسياسية والقوى الوطنية من انتصارات على مختلف الجبهات القتالية والسياسية والاقتصادية بصمود اسطوري سيكون يمناً آخر غير الذي كان قبل العدوان ستصبح اليمن رقماً مهماً في المعادلة الإقليمية والدولية وسيضع لها الجميع اعتبارات خاصة وحسابات استثنائية وسيكون عاملاً مهماً في توازن القوى في المنطقة والعالم العربي و الإسلامي .
نحن وحدويون
* انتم كأحد الرموز الوطنية من المحافظات الجنوبية والشرقية ... ماردكم على ما سمى باللقاء التشاوري المنعقد في عدن مطلع الشهر الجاري بدعم إمارتي لتنفيذ مخططات التمريق ؟ وهل فعلا هناك مكونات لها الحق في الحديث عن أبناء المحافظات الجنوبية؟
- أولاً دعني اؤكد لك حقيقة ثابتة لا مجال للنقاش او الجدل فيها وهي ان ابناء المحافظات الجنوبية بكافة قواه ومكوناتهم السياسية والقبلية والاجتماعية يؤمنون بوحدة الارض والانسان اليمني ومن هذا المنطلق فأنا مع اي دعوة تهدف الى توحيد الصف ولم الكلمة لمناقشة اوضاع ومشاكل وقضايا المحافظات الجنوبية والشرقية تحت سقف الوحدة اليمنية ارضاً وانساناً.
وتأسيساً على ما سبق فإن ما حدث ويحدث في المناطق والمحافظات المحتلة عامة وفي المحافظات الجنوبية خاصة يجب النظر اليه من زوايا عدة أهمها هل هناك حالة من التوافق والانسجام بالرؤى والمواقف لدى المكونات التي حضرت ذلك اللقاء هذا أولاً.
وثانياً فلننظر الى مخرجات هذا اللقاء وبالأخص تركيبة ما يسمى بالهيئة التنفيذية والتي عكست الصورة الحقيقية لماهو عليه الوضع للقوى التي تدعي تمثيل الجنوب وأبناء الجنوب، فما حدث اشبه بحالة التوريث للأبناء .
لذا على الجميع أن يعي ويدرك أن الجنوب وأبناء الجنوب ليسوا تركة أ وثروة يتقاسمها الأبناء.. انه شعب حر وحدوي هو من يقرر موقعه لا شلة ولأجماعة ارتهنت للخارج وباعت نفسها ووطنها .
لذلك دعني أقول لك امراً انه وقبل ان يلملم المجتمعون اوراقهم المبعثرة اصلاً كان لعدد من المكونات الجنوبية الفاعلة والمؤثرة رأي رافض لتلك المخرجات ومعلنة أن حضرموت والمهرة وشبوة وغيرها إما ان تكون في ظل دولة اتحادية لليمن كاملاً أو سيكون لها قرارها الخاص الرافض لفكرة التعبية المقيتة التي تحكمت بالجنوب لعقود مضت مؤكدة أن تلك مرحلة ظلامية في حياة الجنوب لن نعود اليها مجدداً.
هذا فضلاً عن أن هناك مكونات في حضرموت والمهرة وشبوة وهي مكونات اجتماعية وقبيلة مهمة ذات وزن وحضور لم تشارك بل رفضت الحضور والمشاركة فيما سمى باللقاء التشاوري، والاهم من ذلك كله هذا الشعب العظيم لا يحق لأي جماعة او شلة أو أي مكون سياسي او اجتماعي أن يدعى تمثيله كونه قد عبر عن رغبته وتوجهه في الصمود الأسطوري ضد المحتل الجديد وأعلن تمسكه بوحدته وارضه وعليهم ان يدركوا انهم يلعبون بالنار ولابد ان يكفوا عن العبث بهوية ووحدة الأرض والانسان اليمني ونقول لهم تعالوا الى كلمة سواء لنتفق على وحدة الأرض وهوية الانسان اليمني ومن ثم نبحث في كل القضايا والمجالات والأمور السياسية والاقتصادية وكل ما يتوجب علينا مناقشته على طاولة الحوار والمفاوضات وجميع الخيارات المفتوحة تحت مظلة الوحدة والهوية اليمنية الواحدة .
* ثمان سنوات من العدوان على اليمن وما ارتكبه من جرائم بشعة طالت البشر والحجر والشجر أليست كافية ليجسدالاحرار في شمال الوطن وجنوبه واحدية الثورة من جديد وتوجيه بوصلة النضال الوطني لمواجهة الاحتلال ودحر العدوان وادواته ؟
- دعني أقول لك إنه على مدار الحقب الاستعمارية كانت مراحل النضال والكفاح في مختلف ربوع الوطن شماله وجنوبه يتميز بواحدية النضال فثوار اكتوبر كانوا يناضلون في الشمال وثوار سبتمبر كانوا يناضلون في الجنوب ولم يكن هناك تميز للمناضلين على أساس الانتماء المناطقي والجغرافي إطلاقاً ولماذا نذهب بعيداً ففي حاضرنا المعيش اليوم وبعد أكثر من ثمان سنوات جميع أبناء اليمن من الشمال والجنوب والشرق والغرب في جميع جبهات القتال يقاتلون كالبنيان المرصوص كتفاً لكتف لا يسأل أحدهم الآخر عن منطقته أو فصيلته وعشيرته ولولا هذه الواحدية في القتال والجهاد لما تحقق لنا النصر على الغازي والمحتل الأمريكي السعودي الإماراتي .
والأمر لا يقتصر على منطقة جغرافية أو محافظة بل هو في عموم المحافظات فمثلاً هناك في المهرة وحضرموت قوى قبيلة سياسية وشخصيات اجتماعية رافضة ومقاومة لقوى الاحتلال الإماراتي السعودي وهي امتداد لنضال قوى سياسية حية في المناطق المحررة في الشمال .
من هذا المنطلق أوكد لك أن واحدية النضال والمقاومة متجذرة في أعماق هذا الشعب العظيم وستظل حتى يتحقق له النصر والاستقلال والحرية على قوى ودول العدوان المختلفة .
طرد المحتلين قريباً
* قراءتك لماتشهده المحافظات الجنوبية من انفلات وعبث في مختلف المجالات من خلال مايقوم به المحتل الإماراتي والسعودي وميليشياتهم من ممارسات وانتهاكات بحق أبناء تلك المحافظات ؟
- على الجميع أن يدرك أن المحتل الإماراتي والسعودي حينما قدما إلى هذا الوطن كانا يهدفان لتحقيق مصالح ومطامع استعمارية كبرى أبرزها السيطرة والتحكم في ميناء عدن واحتلال جزيرة سقطرى وجعلها حديقة خلفية للعبث والمجون الإماراتي كما أن السعودية ومنذ عقود تعمل على زعزعة استقرار اليمن وتقسيمه فضلاً عن بحثها عن وضع قدم واحتلال أراضي لمد أنابيب النفط عبر محافظة حضرموت إلى شاطئ البحر العربي وهو حلم يراودها منذ عقود.. هذا فضلاً عن الاطماع الأمريكية والصهيونية في السيطرة والتحكم بأهم منفذ بحري وهو باب المندب الذي يربط الشرق بالغرب ويتحكم بمرور أغلب حركة التجارة العالمية.
كل ذلك وغيره الكثير يستدعي منا أبناء المحافظات الجنوبية اليقظة والحذر مما يخطط له المستعمر الجديد والذي ينشر الفوضى ويثير الرعب ويدير المعارك والصراعات بين أبناء الجنوب بل بين أبناء المحافظة والمديرية الواحدة كما هو حادث في عدن وابين وشبوة ولحج وغيرها .
علينا أن ندرك أن العدو يعلم ويفهم جيداً أن بقاءه واستمراره في احتلال الأرض يعتمد على مدى تفشي وانتشار الصراعات والنزاعات والاقتتال بين أبناء الجنوب وكذا في تفشي الفوضى وانعدام الأمن وإثارة النعرات العرقية والمناطقة وهو ما يقوم به ويعمل على تغذيتها .
* برأيكم هل الاحتقان الشعبي الحاصل في المحافظات الجنوبية والشرقية والسخط من الأوضاع المتردية سيتخلق منه فعل ثوري وحدوي على خُطى المناضلين الاحرار الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من اجل الهدف العظيم الذي تحقق في الـ22من مايو ؟
- الحراك الثوري في المحافظات الجنوبية والشرقية من المؤكد أنه سوف يؤتي أُكله اليوم أو غداً مع أن جميع المؤشرات توكد أن اللحظة الحاسمة لنيل حرية واستقلال المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة قد باتت قاب قوسين أو أدنى وأن رحيل المحتل مسألة وقت ليس إلا.
ولعل الحراك الثوري الدائر في المهرة وحضرموت هو أول الشرارة ومنها ستكون انطلاقة الفعل الثوري الرافض للمحتل والرافض للتقسيم والتمزيق الجغرافي.
قوتنا بوحدتنا
*يعد المؤتمر الشعبي العام حاملاً للمشروع الوطني منذ تأسيسه وكان له شرف تحقيق منجز الوحدة مع الحزب الاشتراكي.. ماالمطلوب اليوم لكي يواصل هذا الدور الوطني للحفاظ على هذا المنجز ؟
- مما لا شك فيه أن المؤتمر الشعبي العام كان ولا يزال حاملاً للمشروع الوطني ،وما يتميز به المؤتمر دوناً عن غيره أنه يتخذ الوسطية والاعتدال طريقاً في النضال والبناء ويعتمد الحوار منهجاً سياسياً وهذا ما جعله مقبولاً من الجميع وحققت قيادته على مدى العقود المنصرمة العديد من الانجازات الوطنية والسياسية وابرزها إعلان الوحدة اليمنية.
اليوم مطلوب منا في قيادة وقواعد المؤتمر الاستمرار في انتهاج اسلوب الحوار طريقاً أمثل للعمل الوطني وكذا علينا الحفاظ على القواعد الاساسية للعمل السياسي المشترك وفي المقدمة الحفاظ على وحدة وسيادة واستقلال الوطن والتمسك بخطنا السياسي ومنهجنا القائم على الوسطية والاعتدال والتأكيد على ان مبدأ الحوار هو المنهج الانجع لحل ومناقشة كافة القضايا الوطنية وعلى مختلف الأصعدة والمجالات.
* ما الكلمة أو الرسالة التي توجهها للشعب اليمني الحر الصامد ولأحراره في كل المحافظات وخصوصا أبناء المحافظات المحتلة في هذا اليوم الوحدوي التاريخي العظيم ؟
- رسالتي أنه في وحدتنا تمكن قوتنا وعزتنا، وعلى أرض اليمن سنبني دولتنا ونصون سيادتنا ونحافظ على وحدتنا ونسيجنا الاجتماعي .
| 
بن ضبيع لـ"الميثاق": الوحدة مصيرنا وأبناء الجنوب ليسوا تركة يتقاسمها المرتهنون للخارج