الميثاق نت -

الخميس, 25-مايو-2023
كتب‮/ ‬إبراهيم‮ ‬الحجاجي -
أبو‮ ‬راس‮ ‬عزز‮ ‬النهج‮ ‬الوحدوي‮ ‬لدى‮ ‬المؤتمر‮ ‬ومنتسبيه

ما‮ ‬تمر‮ ‬به‮ ‬الوحدة‮ ‬عقدة‮ ‬مرحلية‮ ‬أنتجتها‮ ‬المؤامرات‮ ‬وتسابق‮ ‬الأطماع‮ ‬الخارجية

لن‮ ‬تستطيع‮ ‬أي‮ ‬قوة‮ ‬في‮ ‬الأرض‮ ‬استهداف‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬لأن‮ ‬مصيرها‮ ‬بيد‮ ‬أبنائها

استهداف‮ ‬الوحدة‮ ‬من‮ ‬أعداء‮ ‬اليوم‮ ‬أحفاد‮ ‬الأمس‮ ‬امتداد‮ ‬لجذور‮ ‬تاريخية

تظل‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمني‮ ‬أهم‮ ‬مكسب‮ ‬تحقق‮ ‬للشعب،‮ ‬لأنها‮ ‬السياج‮ ‬المنيع‮ ‬لليمن‮ ‬أرضاً‮ ‬وأنساناً‮ ‬ولن‮ ‬ترى‮ ‬اليمن‮ ‬أي‮ ‬قوة‮ ‬أو‮ ‬تطور‮ ‬أو‮ ‬تقدم‮ ‬بدونها،‮ ‬وشواهد‮ ‬الواقع‮ ‬وتجارب‮ ‬التاريخ‮ ‬تثبت‮ ‬ذلك‮.‬

على هامش احتفالات شعبنا بالذكرى الـ 33 للجمهورية اليمنية، يتساءل الكثير في الداخل وكذا المراقبين في الخارج عن مصير الوحدة في ظل الواقع الصعب والمعقد الذي تعيشه، وما تواجهه من تحديات ومخاطر وتجاذبات ومؤامرات خارجية بمساعة بعض ضعفاء النفوس من الداخل زاد من حدتها العدوان الذي تتعرض له اليمن منذ حوالي ثمان سنوات ونصف، وما أنتجت من انقاسامات سياسية وحتى جغرافية بل وصلت الى التأثير على النسيج المجتمعي الموحد، حتى يرى الكثير أنها أصبحت مهددة وفي خطر كبير، بل إن البعض للأسف يرى أنها تسير نحو التشطير كاستنتاج من المعطيات‮ ‬على‮ ‬الواقع‮ ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬ذلك‮ ‬في‮ ‬حقيقة‮ ‬الأمر‮ ‬ليس‮ ‬سوى‮ ‬عقدة‮ ‬مرحلية‮ ‬أنتجتها‮ ‬المؤامرات‮ ‬وتسابق‮ ‬الأطماع‮ ‬الخارجية‮ ‬لما‮ ‬تمتلكه‮ ‬اليمن‮ ‬من‮ ‬أهمية‮ ‬استراتيجية‮ ‬وجغرافية‮ ‬كبرى‮.‬

عمليات ومحاولات استهداف وحدة اليمن ليست وليدة اللحظة، بل لها جذور تاريخية تعود الى ما قبل 22 مايو 1990م بعشرات بل ومئات السنين، ناتجة عن تسابق الامبراطوريات والقوى النافذة عالمياً للسيطرة على أهم المنافذ البحرية، لما يعود ذلك على خدمة مصالحها العسكرية والاقتصادية، خاصة اليمن تملك من أهم الممرات والمضائق والموانئ في العالم، لذلك ما تتعرض له الوحدة اليمنية حالياً هو امتداد لتلك المعطيات والمؤامرات وبنفس الأطماع والقوى وإن اختلفت المسميات (بالوكالة)، حيث استطاعت أن تفرض على طريق العدوان الحاصل على اليمن قوى وأجندة‮ ‬من‮ ‬الداخل‮ ‬تنادي‮ ‬بشعارات‮ ‬تستهدف‮ ‬وحدة‮ ‬اليمن‮ ‬أرضاً‮ ‬وإنساناً،‮ ‬حُشد‮ ‬لذلك‮ ‬امكانات‮ ‬هائلة‮ ‬سواء‮ ‬على‮ ‬المستوى‮ ‬السياسي‮ ‬أو‮ ‬المالي‮ ‬والعسكري‮ ‬والاعلامي‮.‬

الشعب اليمني في شمال وجنوب الوطن يدرك جيداً كل هذه المؤامرات وعاش تجارب مريرة في ظل التشطير وعاش حوالي عقدين من الزمن هما الأجمل في ظل الوحدة، ويدرك جيداً أنه لا قوة ولا تنمية ولا عزة ولا تقدم إلا بالوحدة، ولا وحدة إلا بسيادة وامتلاك القرار، فمن المعيب جداً‮ ‬أن‮ ‬نصبح‮ ‬جنوداً‮ ‬لقوى‮ ‬خارجية‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬كرامتنا‮ ‬ووحدتنا‮ ‬وسيادة‮ ‬بلدنا‮ ‬وبتمويل‮ ‬من‮ ‬مقومات‮ ‬الوطن‮ ‬ومقدراته‮.‬

ولأن الوحدة متجذرة في نفوس كل اليمنيين دون استثناء حتى الذين يرفعون شعارات مستفزة تستهدف الوحدة متجذرة في نفوسهم، إلا أن اطماعهم واللهث خلف المصالح الشخصية تدفعهم لرفع تلك الشعارات، وعلى ضوء هذا التجذر الوحدوي لدى كل ابناء اليمن من سقطرى حتى صعدة ومن الحديدة حتى حضرموت، يجعل من مستقبل الوحدة وجوداً حتمياً وأبدياً وإن تعرضت لاستهدافات ومؤامرات، إلا أن الشعب اليمني هو من يملكها ومصيرها بيده دون غيره، ولن تستطيع أي قوة على وجه الأرض أن تشطر اليمن من جديد ما دام مصير وحدتها بيد ابنائها، إلا أن ذلك يحتاج استنهاضاً‮ ‬شعبياً‮ ‬حقيقياً‮ ‬للدفاع‮ ‬عنها‮ ‬وإزالة‮ ‬كل‮ ‬ما‮ ‬يهددها،‮ ‬لا‮ ‬يجب‮ ‬أن‮ ‬ننتظر‮ ‬من‮ ‬يدافع‮ ‬عن‮ ‬وحدتنا‮ ‬كون‮ ‬التجارب‮ ‬أغنت‮ ‬كل‮ ‬ذي‮ ‬عقل‮ ‬لأن‮ ‬وجودنا‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬وحدة‮ ‬وسيادة‮ ‬وكرامة‮ ‬مرهون‮ ‬بضمائرنا‮ ‬ومسؤولياتنا‮ ‬كشعب‮.‬

نحتفل اليوم بالذكرى الـ 33 للجمهورية اليمنية، عيد الوحدة المباركة التي تحققت يوم الـ 22 مايو 1990م على يد الرئيسين الراحلين علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض، ومعهما كل أولئك الرجال العظماء رحم الله من توفاه الله ويحفظ من ما زال على قيد الحياة، وهو ما يجب أن نستحضره عبر وسائل الاعلام والتوعية، مراحل مفاوضات واتفاقيات الوحدة عبر النظامين في الشطرين، وما واجهت من صعوبات وعراقيل كانت تفرضها قوى إقليمية ودولية تحول دون تحقيقها، حتى شاءت الأقدار وتحققت يوم 22 مايو 1990م، في ظرف كان أشد صعوبة وتعقيدا، ما أقصد أن لا‮ ‬ننسى‮ ‬تلك‮ ‬الجهود‮ ‬وأن‮ ‬نحافظ‮ ‬عليها‮ ‬كونها‮ ‬قوتنا‮ ‬وعزتنا‮ ‬وكرامتنا،‮ ‬خاصة‮ ‬أن‮ ‬أعداء‮ ‬اليوم‮ ‬أحفاد‮ ‬الأمس‮ ‬يستهدفون‮ ‬وطننا‮ ‬ووحدتنا‮.‬

نحيي القيادة السياسية بصنعاء لموقفها الثابت تجاه الوحدة والوطن وسيادته وقضاياه، نحيي كل القوى السياسية الحريصة على وحدة اليمن، وفي المقدمة المؤتمر الشعبي العام بقيادة رئيسه المناضل الوطني الوحدوي الشيخ صادق بن أمين ابو راس، الذي يعزز النهج الوحدوي لدى المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬ومنتسبيه‮ ‬الذين‮ ‬يمثلون‮ ‬السواد‮ ‬الأعظم‮ ‬من‮ ‬الشعب،‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬المواقف‮ ‬السياسية‮ ‬والفعاليات‮ ‬وإحياء‮ ‬الذكرى‮ ‬باحتفالات‮ ‬تليق‮ ‬بمكانة‮ ‬الوحدة‮ ‬وقيمتها‮ ‬لليمن‮ ‬والشعب‮.‬

لا نريد أن تمر الذكرى باحتفالات خطابية فقط، بل نريد أن نجعل منها مناسبة لتعزيز كل ما يخدم الوحدة ويزيل كل المخاطر المؤامرات التي تحدق بها، وتفعيل كل الافكار على مستوى جميع الجوانب، وأن يكون الجانب الاعلامي والتوعوي أكثر حضوراً وفاعلية لإبطال ما يبثه أعداء الوطن‮ ‬والوطن‮ ‬والوحدة‮.‬

تحيا‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 09:14 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64255.htm