الميثاق نت -

الخميس, 25-مايو-2023
د‮. ‬أبوبكر‮ ‬القربي‮ ❊‬ -
في العيد الثالث والثلاثين للوحدة اليمنية تتجاذبنا مشاعر الفخر بعظمة انجاز الوحدة اليمنية مع الأسى من الواقع المؤلم التي تعيشه اليمن اليوم المتمثل بحرب دمرت كل شيء جميل في حياتنا سواء أكان على المستوى الوطني أو الانساني أو الشخصي.

إن الخطورة التي تواجهها اليمن اليوم نتيجة هذه الحرب لا تهدد منجز الوحدة فقط، ولكنها أيضاً تهدد كيان الدولة بكامل مقوماتها، مع انعكاساته على أمن واستقرار المنطقة والأمن والسلم الدوليين، مما مكن العديد من دول الإقليم وخارجه من استغلال هذه الحرب للتدخل تحت مبرر‮ ‬إنهاء‮ ‬الحرب‮ ‬لتنفيذ‮ ‬أجندتها‮ ‬المختلفة‮ ‬خدمة‮ ‬لمصالحها‮ ‬وتحالفاتها‮ ‬المتعددة‮.‬

يأتي عيد الوحدة الثالث والثلاثون واليمن وشعبه يعيش أجواء اختلط فيها الأمل بالحل السياسي للأزمة مع القلق من دعوات الانفصال التي لا ينكر أن هناك يمنيين يدعون إليها ولكن القرار في هذا الامر يجب أن يكون للشعب اليمني الذي أقر الوحدة و ان يكون -أي فك الارتباط- بأي شكل كان وفقًا للدستور دون فرض من أحد سواء في الداخل أو تدخل خارجي.. إن دعوات الانفصال ترتفع في عدد من الدول من بينها دول عريقة مثل بريطانيا واسبانيا ولكن هذه الدعوات تلتزم لتحقيق هدفها بأن يكون في إطار دستور الدولة وقوانينها ولا تستند الى القوة لتحقيقها‮. ‬

علينا بالرغم من سياقات الانفعال والخطاب الإعلامي المستفز من قبل بعض الأطراف، أن نقبل بالرأي الآخر وأن نلتزم بالدستور ومخرجات الحوار الوطني، ومن بينها مخرجات القضية الجنوبية واعتبارها من قضايا مفاوضات الحل السياسي الشامل للأزمات اليمنية وأن يخضع حلها لإرادة‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬الحرة،‮ ‬فأي‮ ‬مشاريع‮ ‬تقسيمية‮ ‬تُفرض‮ ‬على‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬بأي‮ ‬شكل‮ ‬كان‮ ‬ولا‮ ‬تلقى‮ ‬قبول‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬ستؤسس‮ ‬لمرحلة‮ ‬جديدة‮ ‬من‮ ‬الصراع‮.‬

رغم ما واجهته الوحدة اليمنية من إعاقة لتحقيقها قبل تحقيقها وتحديات بعد تحقيقها نتيجة العديد من الممارسات وسوء الادارة التي أسهمت فيها كافة الاطراف كل منها وفق أجندته الخاصة (وليس هنا مجال الحديث عنها)، الا أن الوحدة كقيمة وطنية جامعة بقيت حية في ضمير كل يمني، فالوحدة تمثل تجسيدًا لتراثه وتأريخه وحضارته، وأن اليمن الموحد كان دليلاً للقوة، بينما التمزق كان دائماً يرتبط بالضعف والصراعات.. لذلك من المؤسف أن يصبح الاحتفال بعيد الوحدة موضع خلاف وأن يتم تحميل الوحدة أخطاء البشر وصراعاتهم على السلطة، بينما ترمز الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬إلى‮ ‬تحقيق‮ ‬حلم‮ ‬عظيم‮ ‬لليمن‮ ‬وللأمة‮ ‬العربية‮ ‬ابتهج‮ ‬الجميع‮ ‬بها‮ ‬ولكن‮ ‬هل‮ ‬يتم‮ ‬وأدها‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬تأتي‮ ‬ثمارها‮. ‬

آمل‮ ‬بالحكمة‮ ‬اليمنية‮ ‬أن‮ ‬نتجاوز‮ ‬أخطاء‮ ‬البشر‮ ‬التي‮ ‬أضرت‮ ‬بالوحدة‮ ‬وأن‮ ‬نعيد‮ ‬لها‮ ‬ألقها‮ ‬بحوار‮ ‬ومراجعة‮ ‬لمشروعها‮ ‬الوطني‮ ‬العظيم‮.‬

بعد التعبير عن مشاعر الأسى للوضع الذي أوصلنا انفسنا إليه نتيجة عجزنا عن حل أزمتنا و بعد التعبير عن تمسكي كيمني بالوحدة اليمنية ووقناعتي بأن اليمن كلما تقسم سيأتي من يوحده لذلك من الأولى بنا واختصارًا للمسافات أن نعمل على إعادة صيانة بيت الوحدة بدلاً من هدمه‮. ‬

تحية لكل من اسهم في إعادة تحقيق الوحدة والاعتزاز بالشهداء الذي قضوا دفاعاً عنها والتقدير لحملة رايتها والمدافعين عنها وتهنئة لكل يمني في كل ربوع اليمن وخارجه بعيد قيام الوحدة الثالث والثلاثين.. وكل 22 مايو والوحدة واليمن من نصر إلى نصر.

‮❊ ‬وزير‮ ‬خارجية‮ ‬اليمن‮ ‬الأسبق
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:08 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64258.htm