د. محمد عبدالجبار المعلمي ❊ - تحل علينا ذكرى العيد الوطني الـ33 للوحدة اليمنية التي تمثل قدر ومصير الشعب اليمني (شمالة وجنوبه).
لقد مرت الوحدة اليمنية بمنعطفات كثيرة وتأتي المناسبة اليوم واليمن يواجه مؤامرة كبيرة على الوحدة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
إن العدوان الحاقد على اليمن وخلال ثمان سنوات كان من أهدافه تدمير قدرات اليمن على كل المستويات ومن أهدافه أيضا القضاء على الوحدة اليمنية لأنهم لا يريدون يمنا كبيرا ينعم بالأمن والاستقرار.
إن ما يجري من خطوات مشبوهة في الجنوب من قبل الانتقالي ماهي إلا تنفيذ لمخطط خبيث لدول العدوان لتمزيق اليمن وتقسيمه وعلى رأس تلك الدول السعودية والإمارات وللأسف الشديد أن يكون ذلك عبر أدوات محلية عميلة لا يهمها مصلحة اليمن وتلك الأدوات لا تمثل اليمن وليس من حقها تحديد مصير الجنوب والمطالبة بالانفصال باعتبار الوحدة ملك الشعب اليمني ناضل من أجلها وقدم قوافل من الشهداء والدماء حتى إعادة تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990م وفق إجراءات قانونية ودستورية واستفتاء شعبي وتم مباركة تحقيق الوحدة من الجامعة العربية والأمم المتحدة وكل دول العالم وكانت الوحدة إنجازا تاريخيا لليمن حاز على إعجاب كل العالم.
إن وحدة الوطن التي استعادها الشعب بنضاله وتضحياته هي الوعاء لكل خير اليمن وهي القاعدة الصلبة وهي القاسم المشترك للبناء السياسي الديمقراطي بما يرتضيه الشعب من كيانات تحقق له المشاركة وتحول دون التسلط والاستحواذ والتفرد بالقرار يحفظ لليمن استقلاله وسيادته ويضمن للشعب الحرية والديمقراطية.
إن من وقع في حبائل الشيطان وامتدت يداه إلى أي دولة خارجية لا يمكن له أن يبني وطنا ولن يصطف حوله الشرفاء وفئات الشعب المختلفة ويحول دون توحيد الكلمة.
كم هو رائع أن ترتفع الأصوات الوطنية المؤمنة بالوحدة وتعشق وتحب اليمن الواحد الموحد وترفع صوتها عاليا معلنة تمسكها بالوحدة في كل أنحاء الوطن مدركة أن هو لا خيار لنا إلا الوحدة.
الوحدة اليمنية هي العنوان الكبير لهذا الشعب ولا معنى ولا حياه لنا بعيدا عن وطننا الواحد الكبير والوحدة هي كل القيم والمبادئ التي لا نؤمن بغيرها ولا يمكن أن نعرضها للمتاجرة والبيع رغم كل الأوجاع التي تحيط بنا اليوم من كل الاتجاهات.
إن الوحدة اليمنية هي الحدث الأجمل والإنجاز العظيم الذي شهدته اليمن كما شهده العالم اجمع قبل 33 عاما ومهما واجهت الوحدة من إشكالات أو مشاكل فإنها تحل بعيدا عن الدعوات التمزيقية والتشتيت وبعيدا عن المشاريع الصغيرة التي لا يعمل أصحابها بروح الوطن الواحد الكبير بشراكة وتعايش ومساواة وعدالة وديمقراطية وتداول سلمي للسلطة.
اليمن الواحد الكبير ملك لكل اليمنيين وليس ملكا لفئة أو جماعة وعلينا أن نتعامل مع الوحدة كقضية مصيرية لا تقبل التجزئة كما لا يمكن أن نسمح لتجار الحروب والعملاء وبائعي الأوطان والمبادئ والقيم بتجزئة اليمن ماداموهناك شعب كبير يعي ويدرك أهمية الوحدة وأهمية اليمن الواحد الموحد.
إن كل أوهام أصحاب المشاريع الصغيرة التي تدعو للتشتت والتمزق ستذهب وستبقى الوحدة هي الحقيقة التي لا مناص منها ولا تفريط بها.
هناك جيل جديد غير ملم بكل معطيات الواقع السياسي باليمن قبل إعادة تحقيق الوحدة وما شهده هذا الواقع من تجاذبات وحراكات أدت جميعها إلى قيام الوحدة اليمنية في الـ22 مايو 1990م لذلك يستغل دعاة الانفصال هذا الأمر لتشويه الوحدة اليمنية وتحميلها ما لم ينزل به من سلطان كذبا وزورا لتحقيق أهدافهم في تمزيق اليمن والعودة به إلى ما قبل 1990م وربما لما هو أسوأ من ذلك من تقسيم الجنوب والشمال إلى حوانيت صغيرة ضعيفة متصارعة ومتناحرة ويبقى اليمن فريسة سهلة لأعدائه .
ستبقى الوحدة اليمنية واحدة من أعظم اللحظات التاريخية والتي شكلت شبه إجماعا وطنيا بمعزل عما حدث بعدها وبغض النظر عن السلبيات والأخطاء التي حدثت في الوطن بعد الوحدة والتي لا يمكن القياس عليها لإثبات فشلها إذ يكفي أنها إنجاز كبير في إعادة اللحمة اليمنية بين أفراد الشعب اليمني الواحد شمالا وجنوبا وبالتالي بقاء الوحدة غير مرتهن للأجندة المتصارعة حتى يومنا هذا فلا بد أن تستمر الوحدة اليمنية بعيدا عن الصراعات والاستقطابات المحلية والإقليمية والدولية.
22 مايو 1990م لحظة تاريخية فارقة في حياة الشعب اليمني والبناء عليها باعتبار الوحدة اليمنية لحظة فرحة شعب كامل ويجب الانطلاق منها نحو إعادة بناء الدولة اليمنية الحديثة ويحتاج مواقف شجاعة وتقييما صادقا ومخلصا والخروج من لحظة الشعارات إلى واقع العمل والبناء.
الاحتفال بذكرى الوحدة اليمنية ليس مجرد ذكرى رمزية نفخر بها ولكنها أسست لدولة لها سيادة وذات أبعاد سياسية وقانونية وأخلاقية وإنسانية والاحتفال بهذه الذكرى داخل الوطن وخارجه سيؤكد أننا شعب يحتفظ بتاريخه ولا نرى أي مبرر لتجاهل أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام ومن معهما من القوى السياسية في صنعاء ألا نحتفل بهذا اليوم الوطني في ساحات واسعة من ساحات التجمعات التي تحدث دوما فهل الوطن اليمني لا يستحق مثل هذا اليوم الوطني لتكريمه والاحتفاء به.
فأي مناسبة أعز وأكرم للوطن والمواطن اليمني من مثل هذا اليوم التاريخي للوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية فالشعب هو حاميها وحاضنها وغير ذلك من المشاريع الصغيرة ستزول مهما حاولت أن تستعين بقوى خارجية من اجل تمزيق الوطن.
ويجب على المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله الاستجابة للدعوات لعمل مهرجانات جماهيرية كبيره على مستوى الأمانة والمحافظات تخلد ذكرى الوطن في يومه التاريخي وإيصال رسالة لتلك القوى التي تعمل على تمزيق اليمن بأن مشاريعها مرفوضة وسيتصدى لها الشعب اليمني شمالاً وجنوباً.
لنتصالح ولنتنازل فيما بيننا وبذلك نحترم أنفسنا ويحترمنا الآخرون ويصعب عليهم التدخل في شؤوننا لنكون مؤسسين لمستقبلنا بثوابتنا الوطنية وبوحدتنا التي أرادها الله لنا في الـ22 مايو 1990م إنه القدر والمصير في الحاضر والمستقبل إنها رايتنا نستظل تحتها صفا واحدا لندافع ونذود عن وطننا اليمن الواحد الموحد الكبير.
إن 22 مايو 1990م كان وسيظل اليوم الأكثر إشراقا في حياة الإنسان اليمني باعثا مشاعر الفخر والاعتزاز لدى أحرار اليمن والأمة العربية والإسلامية بل والعالم أجمع.
* عضو اللجنة الدائمة الرئيسية - رئيس فرع الدائرة الخامسة
|