الميثاق نت -

الخميس, 25-مايو-2023
إياد‮ ‬صالح‮ ‬فاضل‮ *‬ -
تهل علينا المناسبة الثالثة والثلاثون لقيام الوحدة اليمنية المباركة هذا الحدث التاريخي العظيم الذي اشرقت أنواره وتجلت تباشيره في ضحى يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م ليسجل التاريخ في سفره الخالد بأحرف من نور حكاية شعب في حاضر شتات الامة العربية وتمزقها، فكان إعلان قيام الجمهورية اليمنية يمثل علامة فارقة في تاريخ اليمن الحديث وتتويجاً لنضالات الشعب اليمني وتكريماً لكل أولئك الرجال الأحرار الذين جادوا بأنفسهم في معارك الدفاع عن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وجعلوا هدف إعادة تحقيق الوحدة اليمنية نصب أعينهم على‮ ‬الدوام‮.‬

لقد تشبع الرعيل الأول من الثوار بمعاني الوحدة اليمنية وعاشروا ويلات ومآسي التشطير ووصلوا بعد تجربتهم الطويلة إلى قناعة راسخة بأن الوحدة هي الضامن الوحيد لإنهاء الفرقة والشتات والقضاء على مظاهر العنف ودورات الصراع والاقتتال التي كانت تتجدد بين الحين والآخر للأسف‮ ‬بين‮ ‬أبناء‮ ‬الشعب‮ ‬الواحد‮ ‬بسبب‮ ‬حمى‮ ‬الاستقطابات‮ ‬الإقليمية‮ ‬والدولية‮ ‬التي‮ ‬استغلت‮ ‬التشطير‮ ‬لتحويل‮ ‬اليمن‮ ‬إلى‮ ‬ساحة‮ ‬لتصفية‮ ‬الحسابات‮ ‬والنزاعات‮ ‬التي‮ ‬كان‮ ‬اليمنيون‮ ‬وقودها‮ ‬وضحيتها‮."‬

لذا ستظل الوحدة اليمنية هي الومضة المشرقة في سماء الوطن الملبد بغيوم الأزمات والحروب، وستظل الوحدة اليمنية هي القبس المشع والمتوهج في سماء العروبة ، وهي الأيقونة التي بها ومن خلالها عادت هوية أمة وخيارات مسار حضاري يجسد حقيقة واحدية الهوية والمصير لأمة وحدتها‮ ‬الجغرافيا‮ ‬والدين‮ ‬والتاريخ‮ ‬والمصير‮ ‬ومزقتها‮ ‬الرغبات‮ ‬الخاصة‮ ‬لأصحاب‮ ‬المشاريع‮ ‬الصغيرة‮..‬

الوحدة اليمنية حقيقة ثابتة وراسخة وعمل استثنائي عظيم ، وبقدر عظمتها جاءت المؤامرات عليها، وعلى مدى ثلاثة وثلاثين عاماً ووطننا وشعبنا يدفعان ثمن عظمة الهدف الذي صنعته الإرادة الوطنية في 22 مايو 1990م، ذلك الحدث العظيم الذي أعاد الاعتبار للهوية القومية وللفكر القومي واعاد الاعتبار للهوية الوطنية اليمنية التي غرقت ردحاً من الزمان في مربعات النزوع الطائفي والمناطقي فجاءت الوحدة، ولكن هناك من لم يستوعب عظمتها إلا بمقدار العوائد والمكاسب الخاصة التي سيجنيها.. الوحدة حدث عظيم لم نستوعبه وفعل مزلزل لأعداء الوطن والهوية‮ ‬لم‮ ‬نتعاطَ‮ ‬مع‮ ‬ردود‮ ‬أفعال‮ ‬هؤلاء‮ ‬الاعداء‮ ‬بالطريقة‮ ‬المناسبة‮..‬

إن يوم 22 مايو 1990م سيظل حاضراً فاعلاً مؤثراً يكتسب عظمته من دلالات لحظته الفارقة التي لايمكن ان تُنسى اوُ تمحى او تذهب من الذاكرة المتأصلة في مسيرة اليمن الحضارية التاريخية التي اتصل فيها الماضي التليد بالحاضر المشرق والمستقبل الواعد

إننا نحتفل بهذا الإنجاز العظيم رغم ما أحاط به من مؤامرات لا تزال مستمرة من قبل قوى تناصب الوحدة العداء، ولكن هيهات أن تنال منها لأنها بالنسبة لشعبنا حقيقة تاريخية واجتماعية ومصيرية، هذا الشعب الذي يعتبر أن العداء للوحدة عداء للوطن، وبالتالي يظل أعداؤها غرباء‮ ‬ولا‮ ‬تأييد‮ ‬لهم‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮ ‬اليمني‮.‬

ونؤيد ونبارك مخرجات اللقاء التشاوري لقيادة المؤتمر يوم الخميس 11 مايو 2023م التي اكدت على موقف المؤتمر الشعبي العام المبدئي والثابت في التمسك بالوحدة اليمنية التي تمت بناء على إرادة شعب وقدمت في سبيل إعادة تحقيقها التضحيات الكبيرة وفقاً لاتفاقية إعلان قيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م والمعتمدة والمصدق عليها والمعترف بها في الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وكل الهيئات والمنظمات الدولية، فضلاً عن الاستفتاء الشعبي الذي تم عليها في فبراير 1991م، وأن هذا الموقف كان وسيظل‮ ‬هو‮ ‬موقف‮ ‬المؤتمر‮ ‬على‮ ‬الدوام‮ ‬كون‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬ليست‮ ‬ملكاً‮ ‬لشخص‮ ‬أو‮ ‬فئة‮ ‬أو‮ ‬جماعة‮ ‬أو‮ ‬حزب‮ ‬بل‮ ‬هي‮ ‬ملك‮ ‬للشعب‮ ‬اليمني‮ ‬بكامله‮ ‬من‮ ‬صعدة‮ ‬الى‮ ‬سقطرى‮ ‬ومن‮ ‬جنوبه‮ ‬إلى‮ ‬شماله‮ ‬ومن‮ ‬شرقه‮ ‬إلى‮ ‬غربه‮.‬

وان‮ ‬ما‮ ‬يعتمل‮ ‬اليوم‮ ‬من‮ ‬مخططات‮ ‬وترتيبات‮ ‬تستهدف‮ ‬تمزيق‮ ‬اليمن‮ ‬وتجزئته‮ ‬بوسائل‮ ‬واشكال‮ ‬مختلفة‮ ‬هي‮ ‬وصمة‮ ‬عار‮ ‬على‮ ‬كل‮ ‬يمني‮ ‬حر‮ ‬شريف‮ ‬لا‮ ‬يقوم‮ ‬بإعلان‮ ‬موقف‮ ‬وصريح‮ ‬من‮ ‬تلك‮ ‬المخططات‮ .‬

وفي‮ ‬الاخير‮ ‬فإن‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬محروسة‮ ‬بإرادة‮ ‬الله‮ ‬ثم‮ ‬بإرادة‮ ‬كل‮ ‬اليمنيين‮.‬



‮* ‬المسؤول‮ ‬الاعلامي‮ ‬بفرع‮ ‬المؤتمر‮ ‬بأمريكا
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 24-نوفمبر-2024 الساعة: 02:31 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64262.htm