الميثاق نت -

الخميس, 25-مايو-2023
رجاء‮ ‬الفضلي‮ ‬ -
* ونحن نعيش اليوم في ظل ظروف غاية الصعوبة نتيجة الصراعات القائمة والحروب المشتعلة بين اليمنيين، والتي غذتها دول خارجية لا تريد لليمن واليمنيين أن ينعموا بالسلام، أو يتشاركوا جميعاً في بناء وطنهم الواحد الكبير بروح الصدق والمسئولية، نقرأ للبعض - للأسف الشديد - خطاباً غير عقلاني وغير حكيم ولا حصيف يؤجج للأحقاد والكراهية بين اليمنيين سواء في المناطق الجنوبية أو الشمالية على حدٍ سواء، وهو خطاب نحن في غِنى عنه كونه يمزق بدلاً من أن يجمع، يفرّق بدلاً من أن يوحد، يهدم ولا يبني..

نحن اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة إلى خطاب سياسي وإعلامي وطني جامع هادئ وغير متشنج، يعتمد لغة مواجهة التباينات والاختلافات القائمة بالدعوة للتلاقي والحوار والتصالح لحماية الوحدة اليمنية والحفاظ على مصالح الوطن والشعب .. خطاب يسهم في ترسيخ روح الأخوة اليمنية‮ ‬بين‮ ‬أبناء‮ ‬الشعب،‮ ‬بعيداً‮ ‬عن‮ ‬مواصلة‮ ‬الأعمال‮ ‬المدمرة‮ ‬والغطرسة‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬طائل‮ ‬منها‮..‬

* يجب أن نعلم جميعاً أن الخطاب الداعي لإثارة المزيد من الفتن وإشعال الحرائق بين اليمنيين في كل مناطق اليمن هو خطاب لا يخدم الوحدة ولا يخدم بلدنا، ولا يخدمنا نحن كشعب،كوننا المستهدفين من قبل أعدائنا الذين لا يريدون لنا أن نتعايش جميعاً في إخاء ومحبة وسلام، بقدر‮ ‬ما‮ ‬يريدون‮ ‬تشتيتنا‮ ‬وتقسيمنا‮ ‬وتمزيقنا‮ ‬وإثارة‮ ‬الأحقاد‮ ‬وخلق‮ ‬الصراعات‮ ‬فيما‮ ‬بيننا،‮ ‬وجعل‮ ‬اليمن‮ ‬ساحة‮ ‬مشتعلة‮ ‬لا‮ ‬تهدأ‮ ‬أو‮ ‬تنام‮.!!‬

ندرك جميعاً أن بقاء اليمن موحداً وواحداً هو من أجلنا جميعاً نحن اليمنيين، من أجل أن نبقى أقوياء في مواجهة كل المؤامرات التي تستهدفنا كشعب واحد من جهة، وتستهدف وحدتنا ووطننا الواحد من جهة ثانية..

‮* ‬لا‮ ‬مصلحة‮ ‬للشعب‮ ‬من‮ ‬وراء‮ ‬كل‮ ‬تلك‮ ‬السموم‮ ‬التي‮ ‬يبثها‮ ‬أو‮ ‬يكتبها‮ ‬البعض‮ ‬سواء‮ ‬في‮ ‬المواقع‮ ‬الأخبارية‮ ‬أو‮ ‬عبر‮ ‬شبكات‮ ‬التواصل‮ ‬الاجتماعي‮ ‬مع‮ ‬حلول‮ ‬الذكرى‮ ‬الـ33‮ ‬لإعادة‮ ‬تحقيق‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮.. ‬

مثل‮ ‬هؤلاء‮ ‬يخدمون‮ ‬أهداف‮ ‬وتوجهات‮ ‬أعداء‮ ‬اليمن،‮ ‬سخروا‮ ‬أنفسهم‮ ‬لخدمتهم‮ ‬وخدمة‮ ‬مشاريعهم‮ ‬التمزيقية‮ ‬واخراج‮ ‬مثل‮ ‬تلك‮ ‬السموم‮ ‬التي‮ ‬تنبعث‮ ‬منها‮ ‬روائح‮ ‬كريهة‮ ‬ومقرفة‮ ‬تزكم‮ ‬الأنوف‮.!! ‬

* وأنا عندما أشير إلى مثل هذه الأعمال الهدامة والمزعزعة لروح الوحدة والسلام بين اليمنيين أؤكد أيضاً أن هناك أخطاء شابت الوحدة ويجب تصحيحها بعيداً عن تحميل الوحدة المسئولية أو جعلها قضية خلافية.

نعم .. لا خلاف بأن هناك أخطاء رافقت مسيرة الوحدة خلال السنوات الماضية، ولا خلاف أيضاً بأن هناك مظالم حدثت نتيجة السياسات الخاطئة وهيمنة بعض المتنفذين من عسكريين ومدنيين أكانوا من المحافظات الشمالية أو الجنوبية..، ومع ذلك ليس إنصافاً أن نقول إن الوحدة هي المشكلة‮ ‬في‮ ‬حد‮ ‬ذاتها،‮ ‬بدلاً‮ ‬من‮ ‬النظر‮ ‬بعمق‮ ‬إلى‮ ‬المشكلة‮ ‬ووضع‮ ‬الحلول‮ ‬والمعالجات‮ ‬لها‮ ‬ولكل‮ ‬الاختلالات‮ ‬والتجاوزات‮ ‬التي‮ ‬حدثت‮ ‬هنا‮ ‬أو‮ ‬هناك‮..‬

* يجب أن نتحدث بشجاعة ومسئولية إن أردنا إصلاح ما شاب الوحدة، بدلاً من تكرار نفس الخطاب العدائي الذي يستهدف بعضنا البعض وتحميل كل طرف مسئولية ما وصلت إليه اليمن اليوم، والترويج لخطاب كريه ونزق يستهدف أبناء المحافظات الشمالية بسبب أو بدون سبب.!!

لقد سئم أبناء الشعب خطاب التهديد والوعيد المضر بحياته ووطنه ووحدته، الذي أسهمنا بالترويج له سابقاً للأسف ونرى البعض يواصله اليوم دون دراية بما يعكسه من تأزيم، أو بشكل متعمد خدمة لمصالحهم الزائلة ومصالح أحزابهم التي ينتمون إليها..

على الجميع ترك ذلك الخطاب العدائي المدمر واعتماد خطاب إعلامي جامع ومسئول وحصيف، يغلب مصلحة الوطن على غيرها من المصالح، خطاب يدعو كل الاطراف السياسية والمدنية في عموم محافظات اليمن للجوء إلى حوار جاد ينهي كل أشكال وصور الصراع القائمة، والعمل وفق شراكة حقيقية لإخراج الوطن من أزماته والوصول به إلى بر الأمان، والقبول بالتعايش السلمي في ظل نظام ديمقراطي مدني موحد، ورمي كل المشاريع الأحادية الصغيرة التي لا تعترف بشراكة ولا بمواطنة متساوية بعيداً، إن أردنا حقاً الانتصار لوحدتنا ووطننا.
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 08:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64266.htm