الميثاق نت -

الأحد, 04-يونيو-2023
إبراهيم‮ ‬ناصر‮ ‬الجرفي‬‬ -
مع بزوغ فجر الثاني والعشرين من مايو 1990م كانت اليمن شمالا وجنوبا وشرقا وغربا على موعد مع حدث تاريخي عظيم غير مجرى التاريخ اليمني نحو آفاق جديدة في كل مناحي الحياة ، إنها الوحدة اليمنية المباركة التي وحدت القلوب ولمت الشمل ، ومنحت أبناء الشعب اليمني الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية ، ليتنفس الجميع الصعداء ، وليعيشوا مرحلة تاريخية جديدة من حياتهم ، مرحلة مفعمة بالتفاعل السياسي والمشاركة السياسية وحرية الرأي والرأي الآخر وحرية الإنتماء إلى أي تنظيم سياسي ، وبذلك فإن الوحدة اليمنية مقترنة ومرتبطة بالديمقراطية والحرية والتعددية السياسية ، فلا ديمقراطية ولا حرية ولا تعددية بدون الوحدة ، ولا وحدة بدون ديمقراطية وحرية وتعددية ، فالعلاقة بينهما علاقة إرتباطية وثيقة ، فكل منهما وجد بوجود الآخر فهو متلازم معه ومرتبط.به ارتباط وجودي ، وبزوال أحدهما يزول الآخر ..!‮! ‬‬
فلا وجود للوحدة اليمنية في ظل أنظمة حكم استبدادية وقمعية ، ولا وجود للوحدة في ظل انظمة حكم لا تحترم حريات وحقوق الشعب اليمني ، ولا وجود للوحدة في ظل أنظمة حكم لا تعترف بالديمقراطية والتعددية السياسية ، وفي نفس الوقت لن يكون هناك تواجد للديمقراطية والحرية والتعددية السياسية في حال تم تقسيم اليمن إلى دويلات وأقاليم ومشاريع صغيرة ، ومن يتبنى ويدعم ويؤيد مشاريع حزبية أو طائفية أو مذهبية أو مناطقية أو استبدادية أو وراثية ليس جديراً بالحديث عن الوحدة أو الدفاع عنها ، لأن تلك المشاريع والدعوات تتعارض مع مشروع الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬الكبير‮ ‬والعظيم‮ ‬والمدني‮ ‬والحضاري‮ ‬القائم‮ ‬على‮ ‬الديمقراطية‮ ‬والحرية‮ ‬والتعددية‮ ‬والشراكة‮ ..!! ‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ولذلك يظل الحديث عن الوحدة اليمنية من حق العظماء والأحرار الذين يحترمون دستورها ويلتزمون به في كل سلوكياتهم وممارساتهم ، فمن يحرص على الوحدة بحق عليه أن يحرص على الديمقراطية والحرية والتعددية ، ومن يقول إنه على استعداد للدفاع عن الوحدة عليه أن يدافع عن الديمقراطية والحرية والتعددية ، فالوحدة اليمنية لن يكتب لها البقاء إلا بوجود الديمقراطية والحرية والتعددية ، ومن لا يلتزم بتطبيق الديمقراطية ولا يحترم حقوق وحريات أبناء اليمن ومن يعادي التعددية السياسية ، فإنه العدو الأول للوحدة اليمنية وإن حاول الظهور بمظهر الحريص عليها ، ومن يظن أنه يستطيع فرض الوحدة اليمنية بالقوة والإكراه وخارج أسوار الديمقراطية والحرية والتعددية فهو واهم ، فلا وحدة بلا ديمقراطية وحرية وتعددية ، ولا ديمقراطية وحرية وتعددية بدون وحدة ، معادلة سياسية فرضتها الأحداث والوقاثع وخيارات الشعب اليمني‮ ..!! ‬‬
وبحسب المعادلة السابقة من يريد الوحدة ويعمل من أجلها وبقائها واستمراريتها يجب عليه أن يكون من رواد ودعاة الديمقراطية والحرية والتعددية ، ومن.يعادي تلك المبادئ فهو ليس من رواد الوحدة ولا من محبيها ، لذلك من الملاحظ عدم اهتمام اصحاب المشاريع الصغيرة بالوحدة ، لأنها ترتبط بمبادئ سياسية مدنية وحضارية وتقدمية ، لا وجود لها في مشاريعهم الضيقة والصغيرة ذات النزعة المذهبية أو الطائفية أو المناطقية التي لا مكان فيها للديمقراطية والحرية والتعددية ، والقائمة على تمجيد الاستبداد والقمع والاستفراد بالسلطة ، أخيراً لا ينتظر أحد من أصحاب المشاريع الصغيرة أن يحموا الوحدة أو يدافعوا عنها أو يحافظوا عليها ، بل العكس هو الصحيح فليس من مصلحتهم بقاء الوحدة واستمراريتها ، فبقاؤها هو بقاء للديمقراطية والحرية والتعددية ، والتي تتناقض وتتعارض مع مشاريعهم الصغيرة . نقطة آخر السطر ..!‮!‬‬


تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:54 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64308.htm