أحمد الزبيري - بلينكن وزير الخارجية الأمريكية يزور السعودية للمرة الأولى أو الثانية أو الثالثة أو الرابعة فكثرة زيارة المسؤولين الأمريكيين لمملكة بني سعود في الأشهر الأخيرة صارت صعبة التذكر ، من رئيس (السي أي إيه) إلى مسؤول الأمن القومي وجميعها زيارات متكررة علنية أما السرية فعلمها عند الله .
زيارة وزير الخارجية الأمريكي هذه المرة جاءت بعد تطورات وأحداث ومتغيرات في المنطقة والعالم ، كما هو جدول أعمالها يتصدرها ملف العدوان على اليمن والذي عن قصد سماه الوزير الأمريكي »السلام في اليمن«!!
المتابع للسياسة الأمريكية سواءً منذ عقود أو خلال السنوات الماضية أو الأشهر الأخيرة يدرك أن أمريكا عندما تقول شيئاً تمارس في الواقع عكسه أو نقيضه، وهذا المعنى ينطبق على الحديث حول السلام في اليمن من بايدن إلى ليندركينغ ..
النظام السعودي لايزال يمارس دوره الوظيفي، وكلما زاره رئيس أمريكي جمع له قادة الخليج وبعض القادة العرب الخاضعين للمشروع الأمريكي ، هذه المرة كان مثل هذا الجمع لوزير الخارجية اليهودي الصهيوني (بلينكن)..
والاجتماع ليس فقط مرتبطاً بملف اليمن بل وبالعديد من القضايا التي صارت مؤرقة للأمريكيين وفي مقدمتها التطبيع مع الكيان الصهيوني والذي حتى الآن لم يعلن سعودياً، ومستقبله مع من طبع غير معروف في ظل المصالحة السعودية الإيرانية برعاية صينية ، إضافة إلى علاقة دول الخليج بروسيا والصين المتصدرتين لأجندة العداء الأمريكي في هذه المرحلة..
اللافت في اجتماع وزارة الخارجية الخليجيين مع الوزير الأمريكي فيما يخص اليمن هو الإعلان عن السلام ووحدة الأراضي اليمنية بعد محاولات بريطانيا والغرب جس النبض في مشاريعهم التقسيمية والتي قوبلت بمواقف صارمة من القيادة الوطنية في صنعاء وهذا يعيدنا إلى موضوع فهم نقيض ما تقوله أمريكا والغرب..
أمريكا وبريطانيا وبقية حلفائها لا يهمهم السلام ولا وحدة اليمن، وما يريدونه هو تهدئة أو تبريد الوضع إلى حين تأتي متغيرات تحقق مشروع عدوانهم في التقسيم والهيمنة والسيطرة على مناطق الثروات.. وهذا هو أهم مخططات عدوانهم المستمر على الشعب اليمني للعام التاسع على التوالي، ووجود الجنود الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين وتحركاتهم في المحافظات المحتلة هو ما ينبغي الحكم عليه وليس ما يقوله الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته ومستشاره للأمن القومي..
السيطرة على الموقع الاستراتيجي لليمن يأتي في إطار الصراع التنافسي مع الصين ولو تطور الامر فأمريكا كما تعتقد يدها العليا في حالة سيطرتها على طرق التجارة البحرية والمضائق المائية، وباب المندب يعد الأهم في هذا كله..
لهذا توصيف الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في إحدى قصائده لأمريكا بقوله: (أمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا) ليس شعراً بلاغياً فحسب بل هو توصيف سياسي واقتصادي وعسكري.. وللحديث عن أمريكا في هذا المنحى يطول..
|