الميثاق نت -

الإثنين, 12-يونيو-2023
خالد بن صعفان -
لا أفهم اسباب اصرار حكومة مثل اليابانية او الكورية الجنوبية على التبعية لأمريكا والغرب رغم انها تقع في حضن محيط معادٍ ولم يكن كذلك قبل توجه البلدين غرباً.. فروسيا والصين وكوريا الشمالية هي المحيط الاقليمي للدولتين الصغيرتين جغرافيا في اقصى شرق آسيا ولهما مع جيرانها الثلاثة اواصر جيرة وقربى وجزر وحدود ومياه وتاريخ مشترك لا يمكن فصله عن بعضه او حتى توضيحه الا بين الطرفين .. اليابان وكوريا الجنوبية وحتى حكومة تايوان نفسها عليها اليقين بأن امريكا عباد مصلحة واهتمامهم بالجغرافيات الثلاث ليس حباً ولا فزعة انما مصلحة تتمثل في ابتزازها واستمرار تبعيتها بفعل فزاعة جيرانها، ومن جهة اخرى اعتبارها مراكز متقدمة لاحتواء من يعتبرهم الغرب اعداء استراتيجيين لا وجوديين.. فمن جهة اليابان صاحبة تاريخ مرعب في الصين إبان احتلالها لها والاكيد ان لدى الصين الف سبب وسبب لأخذ ما تعتبره انتقاماً او على الاقل ميزة عليها.. وملف الجزر المتنازع عليها بين اليابان وروسيا (جزر الكوريل) هي الاخرى كفيلة بجعل البلدين في حالة حرب دائمة او صداقة مطمئنة.. ومن جهة اخرى فإن مبدأ الصين الواحدة يقيد اي طموح انفرادي للجزيرة التايوانية ويجعل من الجنون معاداة التنين الصيني الذي نهض ولن يهدأ حتى يتم عنفوانه الضخم بأخذ دوره الطبيعي على الكوكب الازرق باعتباره قطباً عالمياً يحمل متطلبات ذلك بواقع حجمه الاقتصادي والسياسي والعسكري وتفوقه السكاني.. اوكرانيا أخطأت خطأً استراتيجياً بإسناد ظهرها للغرب مهما دعمها ووقف معها وهي من تدفع الثمن الاكبر للآن تماماً كما فعلت جورجيا قبل 2008م ودفعت الثمن كبيراً ذلك العام.. واذا فمن الخطأ ان تستعدي جارك لتستدعي او لتحتمي بحليفك، وأظن ان افضل حكومة تعطي انموذجاً واضحاً لهذا وتعمل له هي الحكومة الاسرائيلية نفسها، فرغم تحالفها الذي لا مثيل له مع الولايات المتحدة الامريكية ودول الغرب ورغم تاريخها السيئ في المنطقة ضد فلسطين والدول العربية الا انها مهتمة بالتصالح مع محيطها الاقليمي مهما كان مستوى ذلك التصالح .. وهي في هذا لم تقبل على هذا حباً وكرامة للمحيط العربي‮ ‬الذي‮ ‬هي‮ ‬تدرك‮ ‬كم‮ ‬يمقتها‮ ‬ويتمنى‮ ‬زوالها‮ ‬،‮ ‬انما‮ ‬أقبلت‮ ‬عليه‮ ‬فهماً‮ ‬لما‮ ‬تقدم‮ ‬سلفاً‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬التناول‮ ..‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:03 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64368.htm