إعداد/ عبد السلام الدباء - التعليم والتواصل ومصادر المعلومات أبرز الفوائد
الإدمان والتنمُّر والعنف والابتزاز من أشد المخاطر
الرقابة الأسرية على استخدام الأبناء للشبكات الاجتماعية مهم لضمان الاستفادة منها وتجنب مخاطرها
بات من المعلوم ان شبكات التواصل الاجتماعي في الوقت الراهن، اصبحت تمثل أداة مهمة في عالم الاتصالات الحديثة لما توفره من امكانيات متطورة وفورية تسهل عملية الاتصال التفاعلي المباشر بين الناس والتواصل الاجتماعي الفعال الذي يمكن المستخدمين من البقاء على اتصال مستمر مع الأصدقاء والعائلة حتى وان تباعدت المسافات فيما بينهم.
وفي جانب آخر فان اهمية شبكات التواصل الاجتماعي تبرز من خلال قدرتها على توفير الوسائل المتعددة للدراسة والتعلم وامكانية الحصول على مصادر موثوقة للمعرفة والمعلومات التي تحتاجها الاجيال الجديدة، كما انها تعمل على توفير العديد من المنافع المتنوعة الاخرى لكافة للمستخدمين، ومن ابرز تلك الفوائد على سبيل المثال، مايلي:
1- الاتصال والتواصل الاجتماعي مع كافة الاهل والأصدقاء وافراد العائلة، كما انها تعتبر وسيلة فعالة للحفاظ على العلاقات الاجتماعية.
2- توفير وسيلة للتعلم والتحول إلى مصادر موثوقة للمعرفة والمعلومات، وكذلك توفير مظاهر متعددة للترفيه.
3- تنمية المهارات الاجتماعية والتعلم من خلال التفاعلات الاجتماعية، مع المحيط المعرفي والثقافي والاجتماعي للمستخدمين.
4- إظهار الإبداع بإنشاء المحتوى العلمي والثقافي والفني المفيد وتحرير الصور الابداعية والفيديو الهادف ولعب الألعاب الذهنية المختلفة.
5- توفير فرص التواصل مع مختلف الأشخاص الناجحين من خلال منصات العمل الابداعية والتجارية ومشاريع العمل الاخرى.
6- الاستفادة من شبكات التواصل الاجتماعية في كافة الحملات التسويقية والإعلانية، والأنشطة المجتمعية وغيرها.
7- توفر شبكات التواصل الاجتماعي العديد من المواقع والتطبيقات الفعالة للتواصل والدردشة والحوار، وتتيح المجال للتفاعل مع الآخرين و الاطلاع على آراءهم و خبراتهم.
8- تمكن الأفراد من البحث عن الوظائف و إشعار الآخرين بفرص التوظيف المتاحة، وتتيح فرصة الحصول على بعض السلع والخدمات بسهولة ويسر.
ولكن وفي نفس الوقت فان شبكات التواصل الاجتماعي لا تكون بهذه المثالية بشكل مطلق نظرا لأنها قد تتضمن في جوانب اخرى، على بعض المخاطر التي تؤثر بشكل سلبي على المستخدمين وعلى وجه الخصوص الأجيال الجديدة من الناشئين والشباب، ومن أبرز تلك المخاطر، ما يلي :
1- الإدمان: حيث يمكن ان يؤدي انغماس الأطفال والمراهقين في شبكات التواصل الاجتماعي الى إهمال مهامهم اليومية والمدرسية والاجتماعية، وقد ينتهي بهم الأمر أحيانًا إلى قضاء ساعات طويلة جدًا في تصفح المنصات الاجتماعية، وهو ما يؤثر سلباً على نمط حياتهم الاجتماعية والصحية بشكل كبير.
2- السلوك غير الآمن: وهنا يمكن أن يتم إغراء الأطفال والمراهقون بمشاركة المعلومات الخاصة بهم أو الصور والفيديوهات او الاطلاع على المواد غير الآمنة او الصور والمقاطع الاباحية التي قد يتعرضون لها احيانا في بعض شبكات التواصل الاجتماعي.
3- الابتزاز الإلكتروني: يمكن أن تستخدم الصور أو الفيديوهات التي تم مشاركتها ضد الأطفال والمراهقين بما في ذلك الابتزاز الجنسي أو المادي.
4- التحريض على العنف والكراهية: يمكن أن تنشر رسائل الكراهية على شبكات التواصل الاجتماعي وتحريض الأطفال والمراهقين على التصرفات العنيفة.
5- الإيذاء النفسي: قد يتعرض الأطفال والشباب لأسلوب التنمر والإيذاء النفسي عبر شبكات التواصل الاجتماعية، ويمكن أن يؤثر على ثقتهم في النفس وصحتهم العقلية.
6- الانحراف السلوكي: يمكن للشباب المعرضين لمحتوى خاطئ أو غير سليم على الإنترنت أن يتعرضوا للانحراف السلوكي والاختلاسات الأخرى.
7- الخصوصية: يمكن للأشخاص تسريب معلوماتهم الشخصية عند استخدامهم للشبكات الاجتماعية، وهو ما يمثل تحدياً للخصوصية والأمن الإلكتروني.
8- التعرض للتنمر والإساءة: حيث يمكن ان يتعرض الاطفال والمراهقين لحالات من التنمر والاساءة عبر شبكات التواصل، وهذا يمكن أن يؤدي بهم إلى مشاكل صحية ونفسية غير مرغوبة.
ومع ذلك ومهما كانت المخاطر المحتملة او الفوائد المتوقعة من شبكات التواصل الاجتماعي الا انه من الضرورة بمكان ان يعمل المستخدمون على توخي الحذر عند استخدامها بهدف الاستفادة الايجابية منها والعمل على تجنب اي مخاطر سلبية قد تنتج عنها ، كما ينبغى ترشيد استخدامها الى الحد الذي يحقق الفائدة ويقلل من فرص الادمان والتاثير غير المرغوب على فئة الناشئين والشباب على وجه الخصوص.
لذلك فمن الواجب على كافة المستخدمين من الصغار او البالغين، الاطلاع جيداً على مخاطر استخدام شبكات التواصل والعمل على تجنب التعرض لاي مخاطر محتملة من خلال العمل على استخدام الخصوصية وعمل تدابير الأمان الضرورية عند استخدام أي منصة للتواصل الاجتماعي.
وختاماً.. ينبغي التأكيد على ضرورة ان يعمل الآباء والمعلمون بصورة مستمرة على التحقق من سلامة نشاطات الأطفال والمراهقين والشباب في شبكات التواصل الاجتماعي والتحدث معهم بشأن المخاطر المحتملة من استخدامهم لها، وذلك بهدف الحفاظ على سلامتهم وحمايتهم من اي مخاطر اخرى ممكنة او غير متوقعة.
|