الميثاق نت -

الأربعاء, 21-يونيو-2023
توفيق‮ ‬حنيش -
منذ بداية تجربة بنوك ومؤسسات التمويل الصغير في اليمن والى ما قبل سنتين تقريباً كانت كل هذه البنوك والمؤسسات تعاني الى درجة الشظف وبالكاد تكافح من اجل تغطية المصاريف التشغيلية حتى ان بعضاً منها كان لديه بنية تحتية تقنية تشبه ما لدى سوبر ماركت متوسط .
بنك الامل هو الحالة الوحيدة التي شكلت استثناء وحالة ناجحة ونامية سنة تلو الاخرى واستطاع الحصول على احترام المؤسسات والمنظمات الدولية ومع ذلك فإن بنك الامل الى هذه اللحظة لم يشتر نظام تيمينوس او أوراكل ولم يغامر في الانفاق وتحميل نفسه كلفة العقود الباهظة .
توجد حالات ناجحة نسبياً لا داعي لذكر اسمائها لكنها ايضاً بالكاد تغطي نفقاتها وبعضها يسعى الى الاندماج مع شريك استراتيجي وقد لا يطول بها الامر.. في ظل هذا الوضع تخرج الى النور مجموعة بنوك تمويل اصغر في المناطق الشمالية والجنوبية وتشتري أنظمة مكلفة جداً مثل تيمينوس‮ ‬وتحمل‮ ‬نفسها‮ ‬اعباء‮ ‬عقود‮ ‬التصاريح‮ ‬للبرمجيات‮ ‬وقواعد‮ ‬البيانات‮ ‬وتكاليف‮ ‬تأسيس‮ ‬مهولة‮ ‬،‮ ‬وتسعى‮ ‬الى‮ ‬توظيف‮ ‬واستقطاب‮ ‬رؤساء‮ ‬تنفيذيين‮ ‬وكوادر‮ ‬الادارة‮ ‬الوسطى‮ ‬برواتب‮ ‬تنافس‮ ‬البنوك‮ ‬الكبيرة‮ ‬واحياناً‮ ‬تتعداها‮. ‬
- البنوك التي انطلقت من صنعاء تسعى بنفس الوقت وبالتوازي للحصول على تصاريح عمل ومزاولة في المناطق الجنوبية ايضاً، بينما العكس غير صحيح ، الامر الذي سيخلق تذمراً وربما اعتراضاً وفي اقل الاحوال اقصاء لهذه البنوك التي ستعمل في كل جغرافية اليمن .
تعتمد‮ ‬معظم‮ ‬هذه‮ ‬البنوك‮ ‬ان‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬كلها‮ ‬على‮ ‬استراتيجية‮ ‬الخطوتين‮ ‬،‮ ‬الخطوة‮ ‬الاولى‮ ‬بنك‮ ‬تمويل‮ ‬أصغر،‮ ‬والخطوة‮ ‬الثانية‮ ‬التحول‮ ‬الى‮ ‬بنك‮ ‬شامل‮ ‬وقد‮ ‬طبق‮ ‬بعضهم‮ ‬هذه‮ ‬الاستراتيجية‮ . ‬
تعول هذه البنوك بالدرجة الاساسية على قاعدة عملائها من كبار التجار والمودعين والمغتربين وتخطط لنقل ارصدتهم من شركات الصرافة الى البنك المستحدث متناسيةً انها ستغقد مميزات كانت تمنحها لهذا العميل وبالتالي فهو ليس مضطراً للانتقال معها الى البنك المستحدث .
معظم هذه البنوك أبقت على خط رجعة الى الخلف وقت الضرورة او ما يسمى خطة الهروب وهو الابقاء على شركة الصرافة الني انطلق منها البنك تحسباً لأي فشل او انتكاسة وهو من الناحية المعنوية استعداد للفشل .
اذا تحولت هذه البنوك الى بنوك شاملة فإن ازدحاماً وتضخماً في عدد البنوك لم يحصل له مثيل قد يحدث في اليمن والذي بدوره سيجعل العرض اكبر بكثير من الطلب في ظل المتغيرات الجديدة التي اصابت القطاع المصرفي، واذا كُتب لها النجاح فإن ارهاق ميزانيتها بالنفقات التشغيلية‮ ‬والبنى‮ ‬التحتية‮ ‬والعقود‮ ‬والالتزامات‮ ‬كفيل‮ ‬بأن‮ ‬يجعل‮ ‬من‮ ‬الصعب‮ ‬جداً‮ ‬صمودها‮ ‬لفترة‮ ‬ثلاث‮ ‬سنوات‮ ‬وهي‮ ‬فترة‮ ‬التأسيس‮ ‬المعقولة‮ . ‬
إن فرصة اعادة النظر ما زالت متوفرة أمام المشاريع التي ما زالت في طور الدراسة والتأسيس لتتجنب الخسارة مرتين الاولى انفاق جزء كبير من رأسمال شركة الصرافة الاساس والثانية استنزاف ما تبقى في مصاريف تشغيل وانطلاق بنك التمويل الاصغر ، مع العلم ان هناك من انطلق في‮ ‬السباق‮ ‬ولم‮ ‬يعد‮ ‬امامه‮ ‬اي‮ ‬فرصة‮ ‬للعودة‮ ‬الى‮ ‬وضع‮ ‬كما‮ ‬كنت‮ ‬،‮ ‬مثلما‮ ‬يقولها‮ ‬الضباط‮ ‬لعساكرهم‮ ‬في‮ ‬المعسكرات‮ ‬بعد‮ ‬تطبيق‮ ‬الجزاء‮..‬

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 03:02 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64421.htm