الميثاق نت -

الأربعاء, 21-يونيو-2023
استطلاع‮/ ‬صفوان‮ ‬القرشي -
الدكتورة‮ ‬مروة‮ ‬المسني‮: ‬المريض‮ ‬هو‮ ‬إنسان‮ ‬والتعامل‮ ‬معه‮ ‬بصدق‮ ‬وأمانة‮ ‬وليس‮ ‬غنيمة‮ ‬يجب‮ ‬استغلالها‮ ‬

علي‮ ‬عبدالوهاب‮ : ‬هذه‮ ‬حقيقة‮ ‬وليست‮ ‬تهمة‮ ‬معظم‮ ‬الأطباء‮ ‬ينظرون‮ ‬إلى‮ ‬جيوب‮ ‬مرضاهم‮ ‬وليس‮ ‬إلى‮ ‬مرضهم‮ ‬وما‮ ‬يعانونه

عبدالله‮ ‬غالب‮: ‬جهل‮ ‬المرضى‮ ‬وعدم‮ ‬وعيهم‮ ‬يساعد‮ ‬في‮ ‬استغلالهم‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬الأطباء‮ ‬والاتجار‮ ‬بمعاناتهم‮ ‬وأوجاعهم

عبدالحكيم‮ ‬عمر‮: ‬قليل‮ ‬من‮ ‬الأطباء‮ ‬ملتزمون‮ ‬بأخلاقيات‮ ‬المهنة‮ ‬ويرفضون‮ ‬أن‮ ‬يتحولوا‮ ‬إلى‮ ‬سماسرة‮ ‬

خالد‮ ‬الصوفي‮: ‬لا‮ ‬ندري‮ ‬ما‮ ‬العلاقة‮ ‬بين‮ ‬كسر‮ ‬في‮ ‬اليد‮ ‬وطلب‮ ‬الطبيب‮ ‬عمل‮ ‬جهاز‮ ‬سولار‮ ‬وتخطيط‮ ‬للقلب؟‮!‬


‮ تحولت مهنة الطب بفضل طمع الأطباء وجشعهم من الذين تخلوا عن أخلاقيات مهنتهم المقدسة وحولوها إلى تجارة رائجة ورابحة تدر عليهم أموالاً طائلة طوال العام على حساب آلاف المرضى الذين يقصدونهم لغرض العلاج.. مطالب كثيرة تثقل كاهل المريض وتفرض عليه تحمل أعباء مضاعفة بدءاً بإجراء الفحوصات المتنوعة ووصولاً إلى فاتورة شراء الدواء المتخمة بأصناف كثيرة معظمها في كل الأحوال لا علاقة لها بالمرض بقدر علاقتها الوثيقة بزيادة نسبة الطبيب المخصصة له من الصيدلية , وهو نفس الحال بالنسبة للمختبر المرتبط معه باتفاق الحصول على نسبة .
هذا هو الحال القائم لدى معظم الأطباء والطبيبات وفي مختلف المشافي الذين لا يراعون ظروف مرضاهم ولا يحترمون قدسية مهنتهم وأخلاقياتها التي تحتم عليهم التعامل بإنسانية والنظر إلى مرضاهم بعين الطبيب الرحيم وليس بعين التاجر الجشع.. فما الذي يقوله عدد من المواطنين‮ ‬الضحايا،‮ ‬‭,‬‮ ‬وما‮ ‬رأي‮ ‬الأطباء‮ ‬في‮ ‬قضية‮ ‬المتاجرة‮ ‬بالمرضى؟

‮* ‬لا‮ ‬تظلموا‮ ‬كل‮ ‬الأطباء‮ ‬
*الدكتورة مروة المسني - تحدث قائلة: لا تظلموا كل الأطباء بسبب أخطاء البعض الذين دخلوا كلية الطب ليس من منطلق الرغبة في تقديم خدمة إنسانية للمرضى وإنما من رغبتهم بالاستثمار والتجارة السريعة على حساب المرضى ومعاناتهم .
الطب مهنة إنسانية مقدسة لها أخلاقياتها وقيمها التي يجب على كل من يعمل في هذا الحقل الالتزام بها إضافة إلى تقيده بالأمانة المهنية قبل كل شيء آخر، أما الاستغلال للمرضى فهذا عمل غير اخلاقي ويشوه كل المنتمين لهذه المهنة الشريفة والمقدسة وتسيئ لكل طبيبة وطبيب ويفقد‮ ‬الناس‮ ‬ثقتهم‮ ‬واحترامهم‮ ‬لهم‮ ‬بسبب‮ ‬بعض‮ ‬الذين‮ ‬لا‮ ‬يحترمون‮ ‬مهنتهم‮ ‬واخلاقياتها‮ ‬ويتاجرون‮ ‬بآلام‮ ‬المرضى‮ ‬الذين‮ ‬لا‮ ‬حول‮ ‬لهم‮ ‬ولا‮ ‬قوة‮ .‬
ويفترض على كل طبيب وطبيبة أن يحترم نفسه ويدرك أن هذا المريض هو إنسان والتعامل معه بصدق وأمانة وليس غنيمة يجب استغلالها ولا يطلب منه الا إجراء الفحوصات اللازمة والمهمة والتي يراها مرتبطة بشكل مباشر بالمرض الذي يشكو منه ولا يشترط عليه أن يجري الفحوصات في مختبر معين، والأهم أن يشخص المرض بشكل دقيق وأن يكتب للمريض الدواء المحدد والأصناف التي تشفي مرضه ولا يطلب منه شراءه من صيدلية بعينها لأن مثل هذا الطلب دليل واضح أن الطبيب أو الطبيبة يحصل على نسبة من المختبر ومن الصيدلية مقابل كل مريض يرسله وأيضاً نسبة من شركة‮ ‬الأدوية‮ ‬لتصريف‮ ‬أصنافها‮ ‬‭,‬‮ ‬ومع‮ ‬الأسف‮ ‬هذا‮ ‬هو‮ ‬الواقع‮ ‬المرير‮ ‬مع‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬زملاء‮ ‬وزميلات‮ ‬المهنة‮ ‬والضحية‮ ‬أولاً‮ ‬وأخيراً‮ ‬هو‮ ‬المريض‮ .‬

‮* ‬كثير‮ ‬من‮ ‬الأطباء‮ ‬يعتبرون‮ ‬عملهم‮ ‬تجارة
*علي عبدالوهاب -مواطن- قال: لا نبالغ في اتهام الأطباء والمستشفيات فقد اصبحت هذه ظاهرة عامة لدى معظم الأطباء ممن ينظرون إلى جيوب مرضاهم وليس إلى مرضهم وما يعانون منه، حتى المستشفيات العامة اصبحت شبه خاصة ولم يعد بمقدور المريض أن يذهب للعلاج الذي يكلفه كل ما‮ ‬يملك‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬الظروف‮ ‬الصعبة‮ ‬التي‮ ‬نعاني‮ ‬منها‮ .‬
خطوة جيدة يقوم بها مستشفى الزهراوي فالإدارة تطلب من المواطنين وعبر مكبرات الصوات الإبلاغ عن طبيب يقوم بارسال المريض إلى صيدلية معينة كما أن اغلب الفحوصات متوافرة داخل المستشفى وبأسعار مناسبة، نرجو من كل المستشفيات والمراكز العامة أن تقوم بنفس الشيء حتى يستطيع‮ ‬المواطن‮ ‬الهروب‮ ‬من‮ ‬جحيم‮ ‬المستشفيات‮ ‬الخاصة‮ ‬التي‮ ‬تتاجر‮ ‬بالمرضى‮ .‬
كثير من الأطباء يعتبرون عملهم تجارة قبل كل شيء والغريب أن يصل المريض إلى طبيب ومعه فحوصات وأدوية كان قد اجراها عند طبيب آخر قبل خمسة أيام مثلاً أو حتى أقل أول ما يطلب منه إجراء نفس الفحوصات مع الفرق في مختبر آخر ولأن المريض يجهل ما وراء طلب الطبيب يذهب لإجراء‮ ‬نفس‮ ‬الفحوصات‮ ‬ويكتب‮ ‬له‮ ‬نفس‮ ‬العلاج‮ ‬ولكن‮ ‬من‮ ‬اصناف‮ ‬شركة‮ ‬ثانية‮ ‬يتعامل‮ ‬معها‮ ‬هذا‮ ‬الطبيب‮ ‬وهكذا‮ .‬
الحقيقة التي يعرفها الجميع بمن فيهم المسؤولون في وزارة الصحة هي أن المرضى يتعرضون للاستغلال من قبل الأطباء وبشكل مفضوح وأن المستشفيات هي للتجارة وليس لعلاج المرضى وتخفيف اوجاعهم وكم من مريض يموت ودون أن يعرف ما هو مرضه رغم زيارته المتكررة لأكثر من مستشفى وأكثر‮ ‬من‮ ‬طبيب‮ .‬

‮*‬التجارة‮ ‬شطارة‮ ‬والطب‮ ‬تجارة‮ ‬
*عبدالله غالب السفياني -اعلامي - تحدث قائلاً: جهل المرضى وعدم وعيهم يساعد في استغلالهم من قبل الأطباء والاتجار بمعاناتهم وأوجاعهم فأغلب المرضى من عامة المواطنين ولا يستطيعون تحديد الأعراض التي يشكون منها وأماكن الوجع وهذا يعطي الأطباء ممن يتاجرون بالمرضى فرصة لاستغلالهم بشكل أكثر من غيرهم ويطلب منهم إجراء فحوصات شاملة للدم والبول والبراز ووظائف الكبد والكلى والسكر والضغط وتخطيط للقلب والدماغ ويمرون على العديد من الأجهزة مثل اجهزة الرنين والموجات وغيرها، المهم يخرج المريض بفاتورة تزيد من مرضه أكثر وتجعله في‮ ‬دوامة‮ ‬يهم‮ ‬ويفكر‮ ‬من‮ ‬أين‮ ‬يوفر‮ ‬حق‮ ‬الفحوصات‮ ‬والعلاج‮ ‬بينما‮ ‬يكون‮ ‬مرضه‮ ‬بسيطاً‮ ‬ولا‮ ‬يحتاج‮ ‬إلى‮ ‬الفحوصات‮ ‬وهذه‮ ‬الأدوية‮ ‬مع‮ ‬ذلك‮ ‬ليس‮ ‬مبرراً‮ ‬لما‮ ‬يقوم‮ ‬به‮ ‬الطبيب‮ ‬من‮ ‬استغلال‮ ‬للمرضى‮ .‬
الطبيب مع الأسف يعرف ذلك جيداً لكن بالأخير التجارة شطارة كما يقال والطب اصبح تجارة ولا يكتفي بما يحصل عليه من نسبة من المختبر والاجهزة , بل يزيد من غلته بروشتة علاج مليئة بمختلف الأصناف ويطلب من المريض أن يشتريها من صيدلية معينة ويشترط أن يعاد العلاج اليه حتى يتأكد أنه العلاج الصحيح ويحدد طريقة استخدامه لكن الحقيقة هو يريد أن يتأكد من أن المريض اشترى العلاج من الصيدلية التي حددها له حتى يضمن حصته والنسبة المتفق عليها ولا يهم صحة المريض وهل تم تشخيص مرضه بالشكل السليم بعد كل هذا أم لا .

الكارثة عندما تواجه طبيباً بهذا الذي يحصل لا ينكر ويبرر ذلك بالغلاء وارتفاع تكاليف المعيشة ومصاريف الاولاد ويختم بالقول إدارة المستشفى هي من تحدد لك ذلك وبقدر ما تحققه من إيراد تحصل على المقابل ولا يهم ما تسببه للمريض وعائلته ووضعهم المعيشي وكيف يستطيعون توفير‮ ‬تكاليف‮ ‬العلاج‮ ‬المرتفعة،‮ ‬أما‮ ‬بالنسبة‮ ‬للرقود‮ ‬فحدث‮ ‬ولا‮ ‬حرج‮ ‬حيث‮ ‬اصبحت‮ ‬المستشفيات‮ ‬تتفوق‮ ‬على‮ ‬أرقى‮ ‬فنادق‮ ‬سبعة‮ ‬نجوم‮ ‬بتكاليف‮ ‬الرقود‮ .‬

‮* ‬نسبة‮ ‬الطبيب‮ ‬أمور‮ ‬متعارف‮ ‬عليها‮ ‬ويعمل‮ ‬بها‮ ‬الجميع‮ ‬
*عبد الحكيم عمر - صيدلي -قال: هذه الأمور متعارف عليها ويعمل بها الجميع من اصحاب الصيدليات والمختبرات وللعلم كثير من أصحاب الصيدليات والمختبرات يتحملون تكاليف ايجار العيادات للأطباء إلى جانب النسبة وفي المقابل يعوض ذلك من المرضى فكل مريض لازم يجري فحوصات قدر‮ ‬المستطاع‮ ‬ويشتري‮ ‬الدواء‮ ‬من‮ ‬الصيدلية‮ ‬التي‮ ‬يحددها‮ ‬الطبيب‮ .‬
طبعاً إذا التزمت بأخلاقيات المهنة فلن يجبرك أحد ولكن مع الأسف يحصر التنافس ليس بالأفضل والطبيب الجيد وانما بما يحققه من مكاسب وارباح في زمن قياسي وهذا السبب وراء كثرة المستشفيات الخاصة التي تفتح للاستثمار وليس من أجل تقديم خدمات علاجية أفضل للمرضى ولهذا تجد أغلب المستشفيات لا تحدد راتباً للطبيب وانما نسبة من الدخل الذي يحققه للمستشفى ولهذا فلا تستغرب إذا ذهب مريض يشكو من ألم في أصابع قدمه وامر له الطبيب بالرقود أو ادخل غرفة العناية المركزة فكل هذا بقيمته .
عدد قليل من الأطباء ملتزمون بأخلاقيات المهنة ولا يكلفون المرضى فوق طاقتهم ويرفضون أن يتحولوا إلى سماسرة لأصحاب المختبرات وشركات الأدوية وهذا الصنف من الأطباء اصبح نادراً ويكاد ينقرض في ظل هذا الكم من الأطباء الذين حولوا مهنة الطب إلى تجارة لا تلتزم بأي اخلاقيات‮ ‬ولا‮ ‬قيم‮ ‬ولا‮ ‬تعترف‮ ‬بغير‮ ‬الربح‮ ‬ثم‮ ‬الربح‮ ‬ولوكان‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬حياة‮ ‬المرضى‮ ‬ومعاناتهم‮ . ‬
طبعاً لا نريد ذكر اسماء، هناك مستشفى معروف جداً بهذه السلوكيات غير الأخلاقية والتي تجرد اصحابها من كل القيم فعند اسعاف مريض تعرض لحادث لهذه المستشفى يكون المريض قد توفي ومع ذلك يتم ادخاله للعناية وعمل الاجهزة فقط من اجل المال وهذه اعمال تتنافى مع كل القيم والاخلاق‮ ‬ومع‮ ‬ذلك‮ ‬تتكرر‮ ‬وتحدث‮ ‬في‮ ‬مجتمعنا‮ ‬وهذا‮ ‬كله‮ ‬بسبب‮ ‬غياب‮ ‬الوازع‮ ‬الديني‮ ‬وموت‮ ‬الضمير‮ .‬

‮* ‬الطب‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬مهنة‮ ‬إنسانية
*خالد الصوفي- محامٍ يتحدث قائلاً: الطب اصبح تجارة وكلنا تعرض للوقوع ضحية للمتاجرين بالطب , المشكلة أن كل جرائم الاطباء تقيد قضاء وقدر , وما يقوم به الكثير من الأطباء هو نصب واحتيال وابتزاز للمرضى تحت مسمى العلاج وبطريقة مشروعة لا يجرمها القانون ولا يحاسبهم‮ ‬عليها‮ . ‬

نعم الطب لم يعد مهنة إنسانية لها قيمها واخلاقياتها السامية ولم يعد الطبيب يراعي أمانته ويحافظ على اليمين التي أقسمها وكل ما يهمه كم من الأموال يستطيع الحصول عليها من هذا المريض الذي ساقه الله له ليشفيه لا لينهبه .
والحقيقة لا ندري ما العلاقة بين كسر في اليد بحاجة إلى تجبير وبين طلب الطبيب في أحد المشافي الخاصة في إب من المريض الذي يعاني من كسر في اليد نتيجة حادث سقوط، عمل جهاز سولار وتخطيط للقلب وفحص للدم والوظائف .
طبعاً وحده الخوف يدفع المريض كي يتجاوب مع الطبيب وعمل كل ما يطلب منه معتقداً أن الطبيب يعمل كل هذا من أجل مصلحته التي وصحته وهو لا يعلم أن الطبيب يعمل لمصلحة نفسه وللمستشفى التي يعمل فيها.. حكايات لا تُصدَّق ابطالها الأطباء وضحاياها المرضى المغلوبون على امرهم‮ . ‬
أما عن النسبة التي يحصل عليها الأطباء من المختبرات والصيدليات المتعاملون معها فهذا أمر معروف ولا يخفى على أحد واصبح قانوناً متعارفاً عليه مع الصيدلية او المختبر أذا أرادوا الحصول على عمل وزيادة دخلهم عليهم الاتفاق مع عدد من الأطباء مقابل نسبة معينة وكذلك شركات الأدوية وخصوصاً للأصناف غير المطلوبة يتم الاتفاق مع عدد من الاطباء لضمها لروشتة العلاج للمرضى بمعنى آخر صنف علاج إجباري لكل مريض حتى نفاد الكمية وبالمقابل يحصل الطبيب على نسبته بما يتناسب والكمية التي قام بتصريفها، ولا عزاء للمرضى الباحثين عن الشفاء من‮ ‬تجار‮ ‬الطب‮ ‬البشري‮ .‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:56 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64425.htm