الميثاق نت -

الأربعاء, 21-يونيو-2023
أحمد‮ ‬الزبيري -
وَقْف العدوان ورَفْع الحصار فيه مصلحة للسعودية والمنطقة أكثر من اليمن، ولكن كما هو واضح ان البريطاني والأمريكي لا يريدون فتح أي نافذة للأمن والاستقرار والسلام في هذه المنطقة الحيوية والاستراتيجية من العالم وهم يحاولون إعاقة المتغيرات الإيجابية من خلال إعاقة‮ ‬المسار‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬قد‮ ‬وصل‮ ‬إلى‮ ‬بداية‮ ‬نهايته‮ ‬عبر‮ ‬الوساطة‮ ‬العمانية‮ .‬
اليمن معيار صدقية المصالحات التي تجريها السعودية في الكثير من الملفات، وهذا كما هو واضح غير متوفر لدى العدو السعودي رغم حضور السفير آل جابر إلى صنعاء والذي ما كان يفترض ان يجرى استقباله والتفاوض معه في صنعاء إلا بعد ان يكون هناك على الأقل تفاهمات أكيدة لتوقيع اتفاق حول الملف الإنساني وان يتم هذا الاتفاق من قبل مسؤول أكبر من مرتبة سفير فيما يخص الملف الإنساني المتمثل في دفع المرتبات ورفع الحصار الكامل عن مطار صنعاء وميناء الحديدة وبشكل عام عن الموانئ في الشمال والجنوب والشرق والغرب ، ولكن حكومة الإنقاذ والوفد‮ ‬المفاوض‮ ‬والقيادة‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬أرادت‮ ‬إبداء‮ ‬حسن‮ ‬النية،‮ ‬والطريق‮ ‬إلى‮ ‬جهنم‮ ‬كما‮ ‬يقال‮ ‬مفروشة‮ ‬بالنوايا‮ ‬الحسنة‮..‬
لا نحتاج إلى إعادة الحديث عن المتغيرات وتعارضها مع المشاريع البريطانية الأمريكية والصهيونية ، وفي هذا السياق ينبغي ملاحظة زيارات المسؤولين الأمريكيين للسعودية والمنطقة وفي اجندتهم تركيز على اليمن، وتصريحاتهم ولقاءاتهم تؤكد أنهم لايريدون وقف الحرب العدوانية على الشعب اليمني ورفع الحصار بل تجميد وتخفيف يمكنهم من تحقيق مخططاتهم لاسيما في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية والجزر والتحركات الأمريكية البريطانية والإسرائيلية في أكثر من محافظة تحت عناوين مختلفة لكنها لم تستطع إخفاء طابعها الهادف إلى التقسيم والتجزئة‮ ‬لليمن‮ ‬والبداية‮ ‬من‮ ‬تلك‮ ‬المحافظات‮ ‬على‮ ‬اعتبار‮ ‬ان‮ ‬القيادة‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬ستكون‮ ‬غافلة‮ ‬عما‮ ‬يسعون‮ ‬إلى‮ ‬تحقيقه‮ ‬وحتى‮ ‬لو‮ ‬أدركت‮ ‬فإنها‮ ‬لم‮ ‬تضحّ‮ ‬بالتهدئة‮ ‬المؤقتة‮ ‬كما‮ ‬يعتقدون‮ ‬وهم‮ ‬بذلك‮ ‬واهمون‮..‬
آخر المسؤولين الأمريكيين الذين يجولون في الرياض للتعمية على ما يريدون الوصول إليه هو ليندركينغ مبعوث الرئيس بايدن لإطالة أمد العدوان على الشعب اليمني ولقاءاته المتعددة مع مجلس رئاسة وحكومة الفنادق ومع المسؤولين السعوديين وآخرهم ابن سلمان الصغير وزير دفاع مملكة بني سعود وتصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين يأتون ويذهبون، فيما يخص اليمن السلام واذا تحدثت أمريكا عن السلام فإنها تقصد الحرب والعدوان والتوتر والفوضى والمؤامرات وهذا فعلاً ما هو حاصل على الأقل منذ بداية الهدن المستمرة ولا ندري ماهي نهايتها..
المعطيات والمؤشرات كثيرة عن النوايا الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية والسعودية والإماراتية تجاه اليمن أرضاً وإنساناً وهي الرغبة في يمن مقسم ومجزأ وتناحر يغرق في الصراعات والفوضى بعيداً عن موقعه الاستراتيجي ومناطق الثروات وهذا ما تعيه القيادة الوطنية في صنعاء وتؤكد عليه يومياً وهذا غير كافٍ خاصة في ظل المخاطر والأوضاع والظروف المأساوية والكارثية التي طال صبر الشعب اليمني عليها ولم يعد هناك نفس لديه لوقت أكثر فطريق السلام واضحة لمن يريد السلام، واعداؤنا لا يريدون إلا تحقيق مشاريعهم وهذا يتطلب اخضاع الشعب اليمني الذي ليس أمامه من خيار إلا مواصلة معركته حتى النصر وغير ذلك سيعيدنا إلى حلقة التبعية والوصاية والهيمنة المفرغة والتي لن تكون مثل ما كانت في الماضي وما سيبقى من هذا البلد الحضاري العريق والعظيم إلا نتفاً وهكذا يتمكنون عبر المراوغة وعبر الخداع من تحقيق ما عجزوا عنه في ميادين المواجهة العسكرية.. وهنا علينا أن نتعلم من تاريخ الحروب العدوانية للسعودية وتحالفها سواءً حرب 1934م أو بعد قيادة ثورة 26 سبتمبر 1962م، وأخيراً العدوان المستمر للعام التاسع على التوالي، من لم يتعلم التاريخ وهذا العدوان والحصار والدمار‮ ‬والدماء‮ ‬التي‮ ‬سُفكت‮ ‬ظلماً‮ ‬وعدواناً‮ ‬لن‮ ‬يتعلم‮ ‬أبداً،‮ ‬ولكن‮ ‬الثمن‮ ‬هذه‮ ‬المرة‮ ‬اليمن‮ ‬التاريخ‮ ‬والجغرافيا‮ ‬والماضي‮ ‬والحاضر‮ ‬والمستقبل‮..‬
تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:57 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64429.htm