حجة-أمين الوائلي: - صديقان اجنبيان كانا ضمن الحضور في المنصة الرئيسية للميدان الكبير في عاصمة محافظة حجة.. الرجل راح يقرأ اللوحة امامه في صمت مبدياً في صمته ما لا يسعه التعبير عنه من الاندهاش والاعجاب، اما المرأة فاكتفت بالابتسامة التي لم تفارق وجهها حتى آخر الاحتفال.
محافظة الجبال الشاهقة الخضراء والأودية المنبسطة.. حجة، كانت قادرة على اجتراح ملحمة بطولية رائعة كعشرات الملاحم التي ارتبطت بهذه المدينة واقترنت بأهلها وابنائها منذ بواكير القرن العشرين والمخاضات الاسطورية للثورة اليمنية عبر عقود الحكم الامامي وحتى هطول فجر الجمهورية وسريان الثورة في أوردة اليمن الجديد.
الملحمة الاخيرة التي صاغت تفاصيلها جماهير مدينة القمم والهمم.. كان واحدة من أروع آيات التلاحم والتوحد في رواية العهد الصالح والمتجدد.. وابدع ما رسمته يد الوفاء وانامل الرجال الاوفياء على صفحة خد الصباح الخامس من سبتمبر.. شهر الثورة وموسم اعياد اليمن الجمهوري.
بأن يوم الاثنين الماضي ٥ سبتمبر، المكان: صباحاً الساحة الرئيسية للميدان الكبير في عاصمة محافظة حجة، ومساءً الميدان الشاسع في مديرية عبس على الضفة الاخرى من محافظة حجة، المناسبة: المهرجان الانتخابي لمرشح المؤتمر الشعبي العام للانتخابات الرئاسية الاخ علي عبدالله صالح، والحصيلة ملحمة حقيقية لا مجال لايجازها او سردها في سطور عابرة.
الآلاف المؤلفة من الجماهير، رجالاً ونساءً وشباباً وحتى الاطفال وصغار السن.. كلهم ابطال الملحمة.. وقمم حجة شاركت الجميع البطولة.
كان الرئيس علي عبدالله صالح يقود سيارته من العاصمة التي غادرنا دار الرئاسة فيها بمعية الرئيس في ساعة مبكرة من الفجر.. وكانت الطريق من عمران وحتى مدينة حجة عاصمة المحافظة مزروعة بالجماهير الغفيرة التي اصطفت وطابور طويل.. طويل من السيارات والمركبات لاستقبال الرئيس القائد ومرافقته السير الى المهرجان على بعد ثلاث ساعات تقريباً.
لم نشهد احتفاءً شعبياً يفوق هذا الذي شهدناه وشاهدنا آياته وأبياته في حجة، الجماهير لا تعرف صفقات السياسة ولا خيانات المتاجرين بالمواقف، الجماهير لا تعرف إلاّ العطاء بالعطاء،والبذل بالبذل والوفاء بالوفاء.. بالأمس كانت جماهير حجة تقول بملء صدقها: لا نعرف غير علي عبدالله صالح.
الطوفان البشري الهادر ضاقت به ساحت الميدان وهي الواسعة الشاسعة.. وعلى التلال والآكام كانت اعداد غفيرة من الناس تفرش سجادة بشرية على الطبيعة وتفاصيلها، شخصياً لم اعرف حجة من قبل، وكانت هذه اول زيارة الى المدينة والمحافظة.. وقد شعرت بالفعل بقيمة وعظمة المدينة وابنائها.. وطوال الرحلة وانا اتساءل أيهم أشمخ رأساً وأعلى قمة وقيمة الرجال أم الجبال التي تتعمم بالسحاب؟! أحببت حجة بكل تفاصيل الحب والاعتزاز، وشعرت كم هي المدينة تنتمي الينا وننتمي اليها.
قلوب وقمم
المهرجان الانتخابي السادس للرئيس -مرشح الشعب والوطن الاخ علي عبدالله صالح، جاء زاخراً بالعواطف الجياشة والمشاعر الفياضة.. والقلوب الخضراء المترعة بالوفاء والاخلاص واجلال الرجال الاوفياء.. هتافات أبطال ملحمة الوفاء تجمعت في الأجواء مكونة غيمة خير سرعان ما هطل ماؤها وتزينت الأرض بأمطار القلوب والأفئدة.
في المهرجان ثمة جديد هذه المرة.. رقصة البرع على منصة نُصبت وسط الساحة.. زهرات صغار كُنَّ يوزعن الفل.. والرئيس يلوح بيديه يميناً وشمالاً.. ويشير الى »القاهرة« قلعة الصمود على قمة أعلى نقطة في جو المدينة المعمورة.. فهناك كانت مجاميع كبيرة من النساء يأخذن مكانهن.. والى جوار الرئيس في الجانب الايسر من المنصة اكتضت المدرجات بالنساء ايضاً.
كان يوماً بليغاً في كل شيء.. وتوحدت القلوب والارادات والهتافات والاصوات كلها في ملحمة واحدة.. ملحة التلاحم والالتفاف الشعبي الهادر حول قيادة الرئيس علي عبدالله صالح.
عبس.. مفاجأة سعيدة
كنت اتساءل إن بقي في حجة احد لم يحضر مهرجان الصباح في عاصمة المحافظة.. وفي المساء كنت أعيد حساباتي تماماً، إذ حدث ان سار الركب الى ساحة مديرية عبس، وهناك المهرجان يستكمل فعالياته في الضفة الساحلية من المحافظة بعد فعاليات الصباح في أعالي القمم.. وكان العدد يفوق التوقع او الحصر.. أبناء مديريات الساحل والوديان وتهايم القلب في مديريات حجة كانوا قد غطوا مساحة شاسعة على امتداد النظر.. ولا أحد منا كان يتوقع هذا الحشد العظيم والمهرجان الأكبر.
هؤلاء.. هم الناس الذين يراهنون على الرئيس ويراهن عليهم.. هم صوته وهو أملهم وعزمهم.. وهؤلاء هم الذين سيقررون غداً مصير التنافس ونتيجة السباق.. وان غداً لموعد قريب.
|