الأربعاء, 06-سبتمبر-2006
‬المحويت‮ -‬ أمين‮ ‬الوائلي -
قبل الوصول إلى المحويت بنصف المسافة تقريباً.. توقف الموكب عند طريق شبه جبلي يشرف على قرية تقع بين »الأهجر« وأطراف المحافظة الجبلية الرائعة بجوها العليل وطبيعتها الساحرة، قبل التاسعة صباحاً كان الرئيس علي عبدالله صالح يتناول طعام الإفطار مع عدد من أبناء المنطقة‮ ‬على‮ ‬جانب‮ ‬من‮ ‬طريق‮ ‬اسفلتي‮ ‬يطل‮ ‬على‮ ‬وادٍ‮ ‬عامرٍ‮ ‬بالحياة‮ ‬والخضرة،‮ ‬وكان‮ ‬طعام‮ ‬الإفطار‮ ‬ريفياً‮ ‬بامتياز‮.. ‬اللبن‮ ‬وفطائر‮ ‬الذرة،‮ ‬وقهوة‮ ‬البن‮ ‬البلدي‮.‬
خلال تناوله الإفطار كان الرئيس يسأل: أين الإعلاميون؟ وكرر السؤال أكثر من مرة، فكما هي عادته لاينسى أحداً من مرافقيه.. بدورنا كنا مشغولين بطعام الإفطار قريباً منه، وسمعنا سؤاله لكن أحداً منا لم يجب.. والرئيس يسأل من حوله: الإعلاميون فطروا؟! انتبهنا أخيراً وحين‮ ‬أجبناه‮ ‬كان‮ ‬يبتسم‮ ‬لانشغالنا‮ ‬عنه‮ ‬وانشغاله‮ ‬بنا‮.‬
في الطريق لم يعد الموكب الرئاسي إلا جزءاً من موكب طويل امتد حتى المحويت سارت خلاله مئات بل آلاف السيارات من مختلف الأحجام كانت تنظم إلى الموكب من القرى التي يمر بها حاملة الجماهير وأبناء القرى والمديريات باتجاه ساحة المهرجان الانتخابي لمرشح المؤتمر الشعبي العام‮ ‬للانتخابات‮ ‬الرئاسية‮.‬
> كانت المحويت بما فيها ومن فيها تحتفل كلٌ بطريقته الخاصة، الفلاحون في المزارع يلوحون بالتحية.. والنساء يلوحن أيضاً من حقولهن وعلى شرفات المنازل، الأطفال الصغار على امتداد الطريق والقرى والتجمعات السكنية يحملون الرايات الوطنية وأعلام المؤتمر وصور الرئيس القائد‮ ‬ويهتفون‮ ‬له‮ ‬بالحب‮ ‬والحياة‮.. ‬بدوره‮ ‬كان‮ ‬الرئيس‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬يتوقف‮ ‬بين‮ ‬مسافة‮ ‬وأخرى‮ ‬للسلام‮ ‬على‮ ‬المواطنين‮ ‬ومحادثتهم‮ ‬ومداعبة‮ ‬الصغار‮.‬
وأنت‮ ‬تنظر‮ ‬في‮ ‬الصف‮ ‬الطويل‮ ‬للسيارات‮ ‬عبر‮ ‬امتداد‮ ‬النظر‮ ‬لابد‮ ‬وأن‮ ‬تسأل‮: ‬هل‮ ‬بقي‮ ‬في‮ ‬القرى‮ ‬أحد؟‮! ‬كان‮ ‬الحشد‮ ‬أكبر‮ ‬وأكثر‮ ‬مما‮ ‬يتوقع‮ ‬أكثرنا‮ ‬تفاؤلاً‮.‬
صباح‮ ‬أخضر‮.. ‬في‮ ‬المحويت
> يوم الاثنين الماضي.. وفي الصباح تحديداً كنا على موعد مع مدينة استثنائية وعظيمة في كل شيء.. في طبيعتها الساحرة ومناظرها الملونة بأبهج ألوان الخضرة والبراءة، وفي طبيعة أبنائها ومشاعرهم الغامرة التي طغت على المشهد بكامله.
كانت‮ ‬المحويت‮ ‬تبدع‮ ‬في‮ ‬تشكيل‮ ‬صباحها‮ ‬الأجمل‮ ‬وتحتفي‮ ‬بالرئيس‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬بحبور‮ ‬وسرور‮ ‬بالغين‮.‬
حتى‮ ‬أن‮ ‬المنازل‮ ‬الحجرية‮ ‬والطينية‮ ‬المميزة‮ ‬وتلك‮ ‬الحديثة‮ ‬كلها‮ ‬تزينت‮ ‬بالصور‮ ‬والأعلام‮ ‬والشعارات‮.. ‬وأطلعت‮ ‬الحقول‮ ‬الوارفة‮ ‬صور‮ ‬الرئيس‮ ‬إلى‮ ‬جوار‮ ‬السنابل‮ ‬والأشجار‮.‬
كل‮ ‬مدينة‮ ‬ولها‮ ‬جوها‮ ‬وطابعها‮ ‬الخاص‮.. ‬ولها‮ ‬أيضاً‮ ‬حبها‮ ‬المميز‮ ‬ووفاؤها‮ ‬الكبير‮ ‬للرئيس‮ ‬علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮.. ‬المحويت‮ ‬أكثرهن‮ ‬تميزاً‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬الصباح‮ ‬وتلك‮ ‬السجايا‮ ‬المخضرة‮ ‬بالصدق‮ ‬والثقة‮.‬
اخترق‮ ‬الموكب‮ ‬طريقه‮ ‬وسط‮ ‬غابة‮ ‬كثيفة‮ ‬من‮ ‬الجماهير‮ ‬والسيارات‮ ‬والهتافات‮ ‬و‮.. ‬المشاعر‮ ‬وأجواء‮ ‬الحميمية‮ ‬الملهمة‮.‬
مرة‮ ‬أخرى‮ ‬كان‮ ‬الرئيس‮ ‬يسأل‮: ‬أين‮ ‬الإعلاميون؟‮!‬
إفطار‮ ‬متأخر‮ ‬في‮ ‬قلب‮ ‬مدينة‮ ‬المحويت‮ ‬حرص‮ ‬فخامته‮ ‬أن‮ ‬يشاركه‮ ‬فيه‮ ‬الصحفيون،‮ ‬وانتظر‮ ‬حتى‮ ‬قمنا‮ ‬عن‮ ‬المائدة،‮ ‬أقول‮ ‬لزميل‮ ‬إلى‮ ‬جواري‮: ‬ألا‮ ‬ترى‮ ‬كم‮ ‬هو‮ ‬مشغول‮ ‬بنا؟‮!‬
المشغول‮ ‬بالوطن
> في الحقيقة، كنت أعلم أن الرئيس مشغول بالوطن وأهله دون تمييز أو استثناء، الأمواج البشرية الزاخرة التي التقت في ساحة المهرجان تقول ذلك.. وتقول أن اليمنيين في حاجة إلى علي عبدالله صالح لأنه يجيد الانشغال بهم ويشغل نفسه ووقته وعمره بخدمة شعبه وأحوال مواطنيه.
اكتظت ساحة المهرجان بالجماهير حتى فاضت.. وانزرع الناس في كل مكان.. على المدرجات والجدران الرملية المحيطة بالساحة الكبيرة، بدا المشهد ساحراً ومؤثراً بلا تكلف أو تصنع، الفطرة وحدها كانت ترفرف أجواء المهرجان..
ومدرجات على يمين المنصة امتلأت بالأخوات المشاركات في المهرجان.. الحضور النسوي هو الآخر يكرر قصة التميز ذاته بالنسبة لمشاركة المرأة في مهرجانات مرشح المؤتمر الشعبي العام، المرأة في المحويت كانت حاضرة بقوة.. وكثيراً لوحن بالشعارات واللافتات والهتافات.. وكثيراً‮ ‬بادلهن‮ ‬الرئيس‮ ‬التحية‮ ‬والتلويح‮.. ‬وعلى‮ ‬مقربة‮ ‬من‮ ‬المنصة‮ ‬كانت‮ ‬امرأة‮ ‬كبيرة‮ ‬في‮ ‬السن‮ ‬واقفة‮ ‬تُلوِّح‮ ‬بصورة‮ ‬كبيرة‮ ‬لرئيس‮ ‬الجمهورية‮.. ‬ولاتزال‮ ‬هكذا‮ ‬حتى‮ ‬انفض‮ ‬المهرجان‮.‬
لم‮ ‬تنته‮ ‬القصة
> كلمة الرئيس علي عبدالله صالح أشعلت المهرجان بالحماسة وصدق التجاوب.. كان الرئيس يتحدث والحشود بكاملها تردد كلماته واوحدة واحدة بصوت موحد.. »نادراً مايحدث هذا« قال لي مدير مكتب صحيفة »الاهرام العربي« بصنعاء، في خطاباته دائماً، يحرص الرئيس علي استحضار الأدوار البطولية المشرفة والمواقف الوطنية التي سجلتها المحافظات وأبناء كل مدينة، وكذلك فعل في المحويت، حيا المدينة وأبناءها لمساهماتهم الكبيرة وجهودهم فـــي دعم الشـرعية ومؤازرة قوات الدفـــاع عن الوحــدة وحلمها، وجدد التأكـــــيد على المضي في درب الوحدة والحرية‮ ‬والديمقراطية‮ ‬والتنمية‮.‬
على‮ ‬سفح‮ ‬عالٍ‮ ‬يشرف‮ ‬على‮ ‬الساحة‮ ‬والمنصة‮.. ‬كان‮ ‬خيل‮ ‬يصهل‮.. ‬وإليه‮ ‬أشار‮ ‬الرئيس‮ ‬بيده‮ ‬خلال‮ ‬الكلمة‮ ‬التي‮ ‬ألقاها‮: »‬لهذا‮ ‬الخيل‮ ‬الجامع‮.. ‬للمؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬الذي‮ ‬حقق‮ ‬الكثير‮ ‬من‮ ‬المنجزات‮ ‬منذ‮ ‬28‮ ‬عاماً‮.. «.‬
انتهى‮ ‬مهرجان‮ ‬المحويت‮.. ‬ولم‮ ‬ينته‮ ‬مهرجان‮ ‬الوفاء‮ ‬والحب‮ ‬والثقة‮ ‬المتبادلة‮ ‬بين‮ ‬القائد‮ ‬والجماهير‮.. ‬ويوم‮ ‬20‮ ‬سبتمبر‮ ‬نرسم‮ ‬نصراً‮ ‬بخاتمة‮ ‬مؤزرة‮.‬

تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 12:50 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-646.htm