الميثاق نت -

السبت, 19-أغسطس-2023
أحمد‮ ‬الزبيري‬ -
حيثما توجد أمريكا توجد الأزمات والفتن والصراعات والحروب وهذه استراتيجية وجزء من سلوك أصبح طبعاً لهذه الدولة الاستعمارية الخبيثة والمتوحشة، والقانون الوحيد الذي تؤمن به القوة بمعناها العسكري والشامل، وهي بهذه العقلية وبهذا المنطق تعزز وجودها في سواحل اليمن وبحره‮ ‬ومضيقه،‮ ‬والأهداف‮ ‬تتعلق‮ ‬بالسيطرة‮ ‬والهيمنة‮ ‬وتأمين‮ ‬قاعدتها‮ ‬المتقدمة‮ ‬كيان‮ ‬الاحتلال‮ ‬الإسرائيلي‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أمريكا ذهبت إلى بحر الصين الجنوبي لزعزعة الاستقرار فيها واحتواء المنافس الذي تجاوزها اقتصادياً وقريبا سيتجاوزها عسكرياً، فجاءت الصين إلى منطقة الخليج لتفكفك الأزمات وتخلق تقاربا بين دول المنطقة من أجل التنمية وطرد أمريكا من طرق التجارة التي تحاول بكل ما تستطيع‮ ‬عرقلة‮ ‬المشروع‮ ‬الصيني‮ ‬المسمى‮ ‬قديما‮ ‬طريق‮ ‬الحرير‮ ‬وحديثاً‮ ‬طريق‮ ‬واحد‮..‬عالم‮ ‬واحد‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
العدوان على اليمن والمستمر للعام التاسع أُعلن من واشنطن والذي تقوده واشنطن وعمادها الرئيسي في هذا المسار بريطانيا، ولأن مخططاتها لم تنجح عبر أدواتها الاقليمية وعلى رأسها النظامان السعودي والإماراتي، عادت مرة أخرى إلى البحر الأحمر والعربي، ومياه الخليج بسفن‮ ‬وبوارج‮ ‬وغواصات‮ ‬تضاف‮ ‬إلى‮ ‬قواعدها‮ ‬ومقر‮ ‬أسطولها‮ ‬الخامس‮ ‬في‮ ‬دويلة‮ ‬البحرين،‮ ‬وقاعدتها‮ ‬الرئيسية‮ ‬في‮ ‬قطر‮ ‬إضافة‮ ‬إلى‮ ‬قواعد‮ ‬أخرى‮ ‬منتشرة‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬دول‮ ‬الخليج‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
استعراض القوة هذا دليل ضعف أمريكا وتخبطها وتعتقد أن السيطرة على مضيق باب المندب والسواحل اليمنية ومناطق الثروات ستعطيها قوة مزدوجة باتجاه احتواء الصين عبر السيطرة على طرق التجارة وفي مركزها باب المندب ومنابع الثروات، وتأمين كيان العدو الصهيوني وتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة إسرائيلية وتحقيق الحلم.. والمهم من أجل الوصول إلى الغاية الأبعد التي تخدم الوكيل الاقليمي الحصري تسريع التطبيع مع السعودية الذي سيؤدي إما إلى استسلام العرب والمسلمين لهذه الهيمنة أو إلى ذبح بقرة ترامب الحلوب وتقسيم أرض نجد والحجاز لكيانات‮ ‬صهيونية‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬الصهاينة‮ ‬أنفسهم‮ ‬ونموذجها‮ ‬اليوم‮ ‬واضح‮ ‬في‮ ‬دويلة‮ ‬الإمارات‮ ‬والبحرين‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
أمريكا تحلم ونتنياهو يتوهم أن التطبيع مع النظام السعودي هو المنقذ له ولكيانه، في حين أن الأمور ذاهبة إلى الهاوية بحرب قد تشتعل من الشرق الأوسط لكن مفاعيلها قائمة من أوكرانيا إلى تايوان.. سيكون لليمنيين شرف مواجهة أمريكا والانتصار عليها إذا ما أصرت على تحقيق‮ ‬مخططاتها‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬البلد‮ ‬الذي‮ ‬صمد‮ ‬وأفشل‮ ‬كل‮ ‬مخططات‮ ‬قوى‮ ‬الهيمنة‮ ‬العالمية‮ ‬والإقليمية‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ادعاء أمريكا والغرب الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية لعبة مكشوفة.. والترويج للانحطاط الاخلاقي والإنساني يعمق وعي الشعوب بحقيقة أمريكا، والمتغيرات التي تسير بخطى متسارعة هو ما يرعب الغرب، ويكفي الإشارة إلى أن دول ما يسمى حزام البؤس بأفريقيا بسبب السياسات الاستعمارية تصرخ اليوم نريد أن نتحرر ونمتلك قرارنا ونبني علاقتنا وفقاً لمصالحنا، وهذه الدول كانت حتى الأمس القريب مستعبدة وتحكم بأدوات محلية تحركها من خلف الستار أيادي المستعمر القديم المخضبة بالدماء والتي لم تتوقف عن نهب خيرات هذه القارة واستعباد أبنائها منذ قرون وحتى اليوم.. التحليلات للتعزيزات الأمريكية إلى البحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي تذهب مذاهب شتى وتتمحور حول استعراض القوة لطمأنة أتباعها ودولة الكيان، أم أنها جاءت للاحتلال والسيطرة المباشرة في إطار حرب أوسع على طريق التحضير لحرب عالمية شاملة‮.‬‬
في‮ ‬كل‮ ‬الأحوال‮ ‬أمريكا‮ ‬ستهزم‮ ‬لأنها‮ ‬فشلت‮ ‬في‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬قائدة‮ ‬للعالم‮ ‬وافتضحت‮ ‬أنها‮ ‬ليست‮ ‬إلا‮ ‬دولة‮ ‬قائمة‮ ‬على‮ ‬الدمار‮ ‬والخراب‮ ‬والدماء‮ ‬وبدون‮ ‬هذا‮ ‬أمريكا‮ ‬تضعف‮ ‬وتموت‮.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 11:16 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64652.htm