أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور ❊ - في مناسبة احتفالية يمانية زاهية كهذه التي نحتفل بها كأعضاء وقيادات في مختلف المراتب التنظيمية في تنظيم المؤتمر الشعبي العام ، لا نجد إلا التعبير العلني والصادق بالفرحة والزهو بتواضع بمناسبة الذكرى السنوية ، واعتباره عيداً حقيقياً نتجمع فيه وحوله لتقييم ودراسة تراثنا التنظيمي ، وإرثنا السياسي ، ونتعلم من جميع محطات مراحل تطور تنظيمنا السياسي الإيجابية منها والسلبية .
نحن مقتنعون تمام الاقتناع بأن مسار هذا التنظيم مثل غيره من التنظيمات السياسية حول العالم لا يسير بشكل مستقيم ، بل إنه مسار سياسي فيه من التحديات وفيه من الإنجازات وفيه من الإخفاقات العديدة ، لكننا نؤمن بصلابة موقف وثبات المناضلين الفاعلين ، بأن تنظيمنا هو تنظيم سياسي وحزبي حيوي ديناميكي واجه أصعب التحديات خلال مسيرته ، واستطاع أن يتجاوزها بحنكة ودهاء وصبر مُناضليه الأشداء الذين تحملوا المسؤولية التنظيمية في لحظات من التاريخ اليماني المعقد ، واستطاع أن يعبر المضيق بهمّة الإنسان الحزبي المؤتمري الناضج لكي يُفوّت الفرصة على أعداء اليمن الكبير.
تنظيم المؤتمر الشعبي العام في ذكرى ولوجه العقد الخامس من زمن تطوره المتصاعد ، يتجه ببوصلة نشاطه التنظيمي والحزبي والسياسي نحو المستقبل المزدهر وهو أكثر تماسكاً وصلابةً في الداخل اليمني المقاوم مع حضوره الفاعل في الخارج من خلال أعضائه وقياداته المؤثرة التي لم يتوقف نشاطها الإعلامي منذ بدء العدوان السعودي ــ الإماراتي ــ الأمريكي على اليمن العظيم في 26/مارس / 2015م وحتى هذه اللحظة ، ذلك العدوان الذي شمل كل الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية بما فيه حربهم على تنظيم المؤتمر الشعبي العام ، أي منذ ما يقارب تسع سنوات طوال وعجاف.
الحياة الديمقراطية الشوروية في أي بلد حر تحتاج لمناخات سياسية تنظيمية حرة ومشجعة للمناخ والجو الديمقراطي كحرية الإعلام والفكر والثقافة والاجتهاد السياسي ، وله مرتكزات تنظيمية أبرزها التطوير التنظيمي للأحزاب والتنظيمات الحُرة بصحافتها وإعلامها ومنابرها ومبدعيها ، ولذلك حافظ تنظيم المؤتمر على هذا التوجه وتجاوز كبواته ورفع سقف همته التنظيمية والسياسية ليبقي مشاركا فاعلاً في قيادة المقاومة ضد العدوان على اليمن العظيم ، وسيحافظ على مسيرته التنظيمية الوطنية ولا ولن يلتفت لصغائر الأمور التنظيمية أمام تحديات القضايا الوطنية الكُبرى .
لذلك نجد أن قيادة المؤتمر الشعبي العام بقيادة المجاهد والمناضل الكبير الشيخ / صادق بن أمين أبو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام ، ونائب رئيس المجلس السياسي الأعلى ونوابه الكرام، والأمين العام ومساعديه وأعضاء اللجنة العامة واللجنة الدائمة الأساسية ، قد مثّلوا جميعاً الكُتلة الحزبية الصلبة في قيادة الأحزاب المقاومة للعدوان الغاشم على اليمن ، وحافظوا على بوصلة الاتجاه الوطني للمؤتمر الشعبي العام النقي بجميع قواعده ومراتبه التنظيمية الحُرة.
يستطيع جميع أعضاء المؤتمر الشعبي العام وقياداته في مختلف المراتب التنظيمية أن يفخروا بتاريخ ونضال وبطولات تنظيمهم الصلب الشريف للأسباب والحُجج الآتية :
أولاً :
وقف التنظيم السياسي للمؤتمر الشعبي العام موقف الأبطال حينما تعرّض الوطن اليمني العظيم لاعتداء دول الجيران (الأخوة الأعداء)، ووقفوا بثبات مع حلفائهم في حركة أنصار الله ومع قائد الثورة اليمنية الشجاع الحبيب / عبدالملك بن بدر الدين الحوثي ، وفخامة الرئيس / مهدي محمد المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى ، هذا الموقف المشرف سيسجله التاريخ في أنصع صفحاته بأحرفٍ من نور الرحمن ، وبشموخ وكبرياء حاضر وماضي اليمانيين العظماء.
ثانياً :
قدّم تنظيم المؤتمر الشعبي العام مع جماهير الشعب اليمني قوافل من الشهداء الأبطال بأرواحهم الزكية ودمائهم الطاهرة ، من قياداته ومُناضليه وأعضائه ، في المعركة المصيرية التي حددت معنى الكرامة والإيثار لمصلحة اليمن العظيم بهدف مقاومة المشروع الصهيوني الأمريكي السعودي الخليجي القذر ، وكانت دماؤهم وأرواحهم عنواناً لبقاء صنعاء العظيمة والعديد من المدن اليمنية طاهرة عفيفة ونظيفة من دنس المحتلين الأنجاس ، ولهذا تزهو مُدننا اليوم بهذا الانتصار العظيم على المشروع الأمريكي الصهيوني.
ثالثاً :
يتذكر اليمانيون الأحرار باعتزاز كبير وبجباه مُشرئبة نحو العُلا ذلك اليوم العظيم في حياة شعبنا ، وهو يوم الـ 22 من مايو 1990م، يوم إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة ، والذي رفرف فيه علم اليمن الواحد في سماء مدينة عدن الحُرة الجميلة ، وكان ذلك اليوم المشهود هو يوم كل يمني شريف ، وكان المؤتمريون والمؤتمريات الأبطال في طليعة المحتفلين الفخورين بذلك الحدث الأكبر والأعظم في تاريخ الأمة اليمنية العملاقة .
رابعاً :
ساهم أعضاء المؤتمر مع غيرهم من جماهير شعبنا اليمني في الإسهام والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة في اليمن ، والتي تحققت بموجب تقارير الخطط التنموية العديدة التي تُوّجت بإنجازات كبيرة مقارنة بالإمكانات الشحيحة المحلية ، كل تلك الإنجازات لا ينكرها إلا جاحد مريض يحتاج أن يذهب لأقرب مشفى للعلاج من أمراضه النفسية المُتراكمة.
خامساً :
عمل المؤتمر الشعبي العام على علاج العديد من الاختلالات الاقتصادية والإنسانية في المحافظات الجنوبية والشرقية من خلال تصحيح ومعالجة الجرائم الكبيرة التي ارتكبها قادة الحزب الاشتراكي اليمني والنظام السياسي التوتاليتاري القمعي بحق المواطن اليمني الجنوبي ، الذي تم تأميم أراضيه الزراعية وممتلكاته العقارية ومنعه من السفر وتدمير ثقافته العروبية والإسلامية ، وممتلكاته التي تمت مصادرتها ونهبها وسرقتها من قِبَل قادة النظام الاشتراكي اليمني البائس البائد ، وعمل تنظيم المؤتمر الشعبي العام على تضميد جراح اسر الشهداء الذين تم اغتيالهم وقتلهم و(سحلهم) من قِبَل أجهزة النظام الاشتراكي الأمنية والعسكرية وهم من يطلق عليهم بـ (زوّار آخر الليل أو زُوّار الفجر) ، وبالمناسبة تم منح أسرهم بطائق وتعريفات بأنهم شهداء مكرمون معززون.
سادساً :
ساهم المؤتمر الشعبي العام في النهوض التعليمي والأكاديمي لليمن من خلال تأسيس الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية والخاصة حتى بِتنا نُشاهد هذه المؤسسات الأكاديمية في معظم المحافظات اليمنية ، وتم نشر بناء المدارس والمعاهد الحكومية إلى كل قرية في اليمن السعيد ، مما ساهم في تأهيل كادر جامعي خدم التنمية في مختلف المجالات والاختصاصات .
سابعاً :
ساهم أعضاء المؤتمر في النهوض بتنمية البُنية التحتية الأساسية وتطويرها طيلة ما يزيد عن أربعة عقود من الزمان ، شهدت تطوراً ملموساً وملحوظاً في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية ، بالرغم من شحة الإمكانات المحدودة التي تمتلكها موازنات الدولة المتعاقبة .
الخلاصة :
إن تجربة الكادر الوطني المؤهل من أعضاء المؤتمر الشعبي العام تحتاج من القيادة السياسية أن تدرسها بعناية كي تستفيد من التجربة والخبرة والتأهيل المتراكم ، كي لا تضِيع في زحمة العمل التجريبي غير المُبرر ، وتفقد حيويتها وفاعليتها مع دورة الزمان المتسارعة وغير المُنصفة.
(وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)
❊ عضو اللجنة العامة للمؤتمر ، رئيس مجلس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني / صنعاء
|