إبراهيم ناصر الجرفي - بمناسبة الذكرى الـ41 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام ، سوف نتحدث عن بعض القيم السامية والعظيمة الموجودة في منهجية الحزب الفكرية والسياسية ، وقبل الحديث عن تلك القيم يجب أن نتطرق للبيئة الثقافية والفكرية والسياسية التي تبلورت عنها تلك المنهجية ، فالمنهجية الفكرية والسياسية لأي حزب أو جماعة هي انعكاس للبيئة المحيطة بكل مجالاتها السياسية والفكرية والثقافية والمجتمعية ، فالبيئة السائد فيها ثقافة التطرف والتشدد على سبيل المثال . حتماً وبدون شك سوف تتبلور عنها منهجيات فكرية وسياسية غارقة في وحل التطرف والتشدد والإرهاب والكراهية ، والبيئة السائد فيها ثقافة العبودية والخنوع والخضوع ، حتماً وبدون شك سوف تتبلور عنها منهجيات سياسية وفكرية تمجد العبودية والخضوع وتقدس الحاكم وتعظمه ، بينما البيئة السائد فيها ثقافة الحرية والتحرر ، حتماً وبدون شك سوف تتبلور عنها منهجيات سياسية وفكرية تمجد الحرية والتحرر ، فالمنهجية السياسية والفكرية بذلك ، ما هي إلا انعكاس البيئة الثقافية والفكرية السائدة في هذا المجتمع أو ذاك..
ومن يبحث في المنهجية السياسية والفكرية لحزب المؤتمر ، سوف يجدها تحتوي على قيم الخير والتسامح والإيجابية والقبول بالآخر ، وتمجد الحرية والتحرر وترفض العبودية بكل صورها وأشكالها ، وترفض كل صور التطرف والتشدد والتعصب، وتحث على الاعتدال والوسطية في كل الأمور ، وهو ما يؤكد بأن هذه المنهجية قد تمت صياغتها وبلورتها في بيئة ثقافية وسياسية وفكرية مثالية وإيجابية ، وبالعودة بالتاريخ إلى فترة تأسيس حزب المؤتمر في بداية عقد الثمانينيات من القرن العشرين ، للاطلاع على البيئة السائدة في تلك الفترة سوف سنجدها فترة تاريخية مثالية في الشطر الشمالي لليمن آنذاك ، فترة كان سائداً فيها الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي والانطلاق العلمي والتعليمي والثقافي والتفاعل الحضاري الإيجابي مع بقية الثقافات والحضارات البشرية آنذاك ، ولم يكن هناك أي معالم لثقافة التطرف والتشدد والتعصب داخل بنية المجتمع اليمني ، ولم.يكن هناك أي وجود لثقافة العنف والكراهية ، وكانت الدعوات المذهبية والطائفية والمناطقية في حالة موت سريري..
تلك البيئة المثالية والإيجابية التي كانت سائدة في المجتمع اليمني خلال تلك الفترة التاريخية التي تأسس فيها حزب المؤتمر ، انعكست بشكل إيجابي ومثالي على المنهجية السياسية والفكرية لهذا الحزب ، لتتبلور على السطح منهجية تقوم على قيم الخير والتسامح وتنبذ قيم الشر والكراهية ، منهجية تقوم على قيم الإيجابية والفضيلة وتنبذ كل القيم التي تدعو للسلبية وتحث على الرذيلة ، منهجية تمجد قيم الحرية والتحرر وتنبذ قيم العبودية والخضوع والخنوع ، منهجية تحترم حقوق الإنسان وحرياته وترفض انتهاكها أو الاعتداء عليها أو الانتقاص منها ، منهجية تمجد قيم الشورى والديمقراطية وترفض قيم الاستبداد والتسلط بكل صورها وأشكالها ، منهجية تمجد قيم العدل والمساواة وترفض قيم الظلم والتمييز العنصري بكل أنواعها ، منهجية تقوم على الاعتدال والوسطية والتوازن في كل الأمور ، ولا مكان فيها للتطرف والتشدد والغلو بكل صوره وأشكاله..
وبتلك المنهجية المثالية والوسطية والإيجابية تمكنت السلطة الحاكمة بقيادة لمؤتمر ، من السير بسفينة الوطن اليمني نحو شواطئ الأمن والأمان والاستقرار والنمو والنهضة التنموية الشاملة في مختلف مجالات الحياة ، وصولاً إلى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في العام 1990م ، وإعلان الشورى والديمقراطية الوسيلة الوحيدة للتداول السلمي للسلطة، وجعلت الشعب اليمني يحكم نفسه بنفسه عن طريق الانتخابات الحرة والمباشرة ، وهدا الإنجاز المدني والحضاري هو تتويج للنهج الشوروي والديمقراطي الموجود في المنهجية السياسية والفكرية لحزب المؤتمر ، وهو التطبيق الفعلي لتلك القيم والأفكار المثالية والإيجابية والحضارية التي تحتويها تلك المنهجية ، لتتحول تلك الأفكار والقيم إلى واقع عملي ملموس عاشه ولمسه كل مواطن يمني على أرض الواقع ، وليس مجرد أفكار ومبادئ وشعارات نظرية يتم المزايدة بها لتضليل واستغفال افراد الشعب ، كما هو حال بعض المنهجيات السياسية والفكرية التي ترفعها بعض الاحزاب والجماعات ، والتي لا تلتزم بتطبيقها على أرض الواقع ، مجرد حبر على ورق الهدف منها استثارة مشاعر وعواطف المواطنين البسطاء ، لغرض تحقيق مصالح سياسية واطماع سلطوية..
ولا بستطيع أحد حتى المناوئين لحزب المؤتمر أن ينكروا أن منهجيته الفكرية والسياسية لم تجلب لليمن وللشعب إلا كل الخير والإيجابية والأمن والاستقرار والعدالة والمساواة والنهضة التنموية والشراكة الوطنية والديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الرأي والرأي الآخر ، ولا يستطيع أحد أن ينكر حتى المعارضين لحزب المؤتمر أنهم عاشوا أجمل وأفضل أيامهم خلال فترة حكمه ، فقد فتحت في وجوههم كل الأبواب في الداخل وفي الخارج ، وأتيحت أمامهم الفرص لتولي كل المناصب الحكومية ، وكادت الدعوات المذهبية والطائفية والمناطقية أن تتلاشى ، لولا التدخلات الخارجية السلبية التي مدت تلك الدعوات بالدعم والرعاية والتموين والتسليح ، بهدف إعادة انتاجها زعزعة أمن واستقرار اليمن وإدخاله في حالة من الفوضى والعنف وعدم الاستقرار وصولاً إلى إغراقه في مستنقع الحروب والصراعات ، ولم يتمكنوا من تحقيق ذلك إلا بعد قيامهم بالعديد من المؤامرات الداخلية والإقليمية والدولية القذرة والسلبية والعدائية التي استهدفت قيادة ومنهجية المؤتمر ، لأنها كانت حجر العثرة في إفشال كل مخططاتهم الشريرة ، ورغم كل ذلك لا تزال آمال وتطلعات غالبية أبناء الشعب اليمني معقودة على قيادة ومنهجية حزب المؤتمر لانتشال الوطن من الحالة المأساوية والكارثية التي يعيشها اليوم!!
|