أ.د. علي الميري ❊ - لواحد وأربعين سنة منذ 1982م وحتى هذا العام نحتفل ويحتفل كل الوطنيين بذكرى انشاء المؤتمر الشعبي العام.
وتمثل هذه المناسبة الوطنية والتنظيمية بالنسبة لي ثلاث فترات من عمري حيث عشت سنوات ماقبل ظهور المؤتمر الشعبي على الساحة الوطنية وكانت سنوات تخبط وتغييرات عدة وتخلف وعدم استقرار ولا توجد رؤية وطنية تنهض بالوطن بسبب عدم استقرار الوضع الجمهوري قبل هذه الفترة بسبب الانشغال في مواجهة القوى الداخلية والخارجية التي كانت تستهدف الثورة والجمهورية وما نتج عنها من حرب وصراع ، وبسبب ايضا الانقسام والصراع داخل الصف الجمهوري، وما بين أبناء اليمن شمالا وجنوبا.
وتلت تلك الفترة فترة ثانية من عمري ومن تاريخ الوطن وهي الفترة التي شهدت قيام المؤتمر الشعبي والميثاق الوطني كحزب له رؤي واضحة للوطن، وصاحب ذلك وخاصة في السنوات الاولى من قيامه حراك فكري وكيد وصراع وهذا طبيعي نتيجة للمخلفات الموروثة من الماضي.
وبدأت بعد ذلك مرحلة اتسمت بوضوح الرؤية شيئاً فشيئاً واتفق الجميع على خيار الديمقراطية سبيلاً ووسيلة للحكم.
ومثلت هذه الفتره اجمل واروع سنوات اليمن، ونعمت فيها بالاستقرار، وتحققت الوحدة الوطنية بين شطريه، وحدثت انجازات جبارة في التنميه والبناء والتعليم والاستقرار.
وتنامى الشعور بالوطنية لدى المواطنين، وتسابق معظهم على خدمة الوطن والنهوض به.
ولامجال هنا لذكر كل المكتسبات التي وجدت في عهد حكم المؤتمر الشعبي العام منفردا او متحالفا مع القوي الرئيسية في البلاد، فالتاريخ هو خير شاهد على هذا واكيد كل منصف وعاقل سوف يعطي المؤتمر وقياداته الوطنية هذا التقدير ووقتها كنت انا والكثير غيري لم نكن نتوقع ماذا يدور في الكواليس لوطننا الحبيب من مؤامرات .
ودخلت اليمن بعد ذلك الفترة الثالثة من عمري ومن تاريخ الوطن، وهي الفترة التي بدأت في 2011 وحتى اليوم . وهي الفترة التي اصفها بالكارثة -بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى- والتي امتدت حتى الآن اثنى عشر عاماً.
والحقيقة ان هذه الفترة قد ارجعتنا الى سنوات ماقبل الثورة بل ارجعتنا الى العصر الجاهلي، واصبحنا نعيش بلا هوية وبلا امل وبلا مستقبل ولانعرف ماذا وكيف ستنتهي سنوات الحروب والفقر والجهل والتجهيل، بعد ان انحرفت البوصلة ، وافتقدت سفينة الوطن لقبطان او عاقل، ينقذ هذه السفينة ويوصلها الى بر الأمان.
تلك اذاً الثلاث الفترات التي عشتها انا شخصيا في وطني الغالي، واقول ان الثلاثة عقود التي حكم فيها المؤتمر هي سنوت عمري وفرحي واملي في يمن التاريخ العريق، والذي حتما سينهض من جديد، وسيحطم كل المؤامرات التي مازالت تحاك ضده .
أخيراً أحيي في هذه المناسبة كل شريف وغيور في هذا الوطن واخص بالذكر كل قيادات المؤتمر الشعبي العام سابقة ولاحقة، واقول الأمل كبير بإذن الله، وسيكون اليمن بخير بفضل الله وكل الشرفاء والاحرار من ابنائه.
❊ رئيس فرع المؤتمر بجامعة صنعاء |