د. سعيد الغليسي ❊ - كان قادة ثورة 26 سبتمبر وعلى رأسهم الشهيد البطل علي عبدالمغني قد خططوا لقيام المؤتمر الشعبي العام والميثاق الوطني بعد قيام الثورة ، ولكن هذه الفكرة لم تر النور بسبب انشغال قادة الثورة في الدفاع عنها وعن الجمهورية اللتين تعرضتا لاستهداف عسكري كبير داخليا وخارجيا.
وحاول القادة الجمهوريون وآخرهم الرئيس ابراهيم الحمدي ، تنفيذ فكرة انشاء المؤتمر الشعبي العام، ولكنه لم يتمكن من تنفيذها ، حتى جاء الرئيس علي عبدالله صالح ، ونجح في انشاء المؤتمر ، وعمل ميثاق وطني توافق عليه غالبية أبناء الشعب اليمني بفئاته وقواه المختلفة .
ومنذ تأسيسه على يد القائد المؤسس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح رحمة الله عليه شهدت اليمن استقراراً وتنمية بعد فترة اضطرابات وعدم استقرار منذ قيام الثورة اليمنية.
وتحققت في عهده الكثير من الانجازات اهمها الوحدة اليمنية المباركة ، ونستطيع القول ان عهد المؤتمر بقيادة الرئيس صالح شهد استكمال تحقيق كافة أهداف الثورة اليمنية ، وانتهجت اليمن في عهده الديمقراطية التي كفلت للشعب اليمني اختيار حكامه وسلطاته المحلية .
وفي عهد المؤتمر بقيادة رئيسه المؤسس الزعيم صالح ، شهدت اليمن التنمية في كافة المجالات وصار اليمن قويا وحاضرا في الساحة الاقليمية والدولية . والاهم انه اصبح مستقلا الى حد كبير ، ورافضا الهيمنة والتبعية للخارج.
ولهذا استهدف المؤتمر وقائده المؤسس من قبل القوى الخارجية التي رأت ان في بقائهما قوة وتطوراً واستقلالاً لليمن، وهذا ما لا تريده تلك القوى والتي بدأت تعد العدة لإضعاف اليمن وتمزيقه وضرب قوته.
ولن يتأتى لها ذلك الا من خلال عملائها في الداخل ، ومن خلالهم ادخلوا اليمن في فوضى وحروب داخلية ومع ذلك ظل النظام متماسكا، فقررت القوى الخارجية اسقاطه عبر وكلائها في الداخل الذين قاموا بالانقلاب على الدولة والنظام والمؤتمر والرئيس صالح. بعد ان كانت واجهة ذلك الانقلاب احتجاجات شبابية.
عندها قرر صالح والمؤتمر تسليم السلطة حقناً لدماء اليمنيين .
ورغم تسليمهما السلطة الا ان المؤتمر وصالح ظلا هدف القوى الخارجية الاول، إذ رأت ان بقاء صالح والمؤتمر سيمثل عائقا في تنفيذ الأجندة الخارجية التي تستهدف اليمن ارضا وانسانا.
ولهذا عملت القوى الخارجية وعبر وكلائها على تصفية رئيس المؤتمر الزعيم صالح. واعتقدوا ان تصفية صالح يعني إنهاء المؤتمر، وكان ذلك سيحدث بالفعل ، لكن خاب ظنهم ،بعد ان انبرى الشيخ صادق بن أمين أبو راس لإنقاذ المؤتمر.
وبالفعل تمكن ابو راس ورفاقه في القيادة من الحفاظ على المؤتمر ، رغم استمرار عملية استهدافه من الداخل والخارج.
وبفضل الله وحكمة وحنكة وشجاعة أبو راس والمخلصين من المؤتمريين ، بقى المؤتمر صامداً، ويقوم بدوره الوطني في الدفاع عن الوطن ومواجهة العدوان، ورغم ايضا انه لا يمتلك السلطة او المال، ورغم وجوده شريكاً صورياً مع حكام اليمن وتحمله الكثير والكثير من الإساءة والاستهداف منهم ومن القوى الخارجية المعادية لليمن.
المؤتمر اليوم يحتفل بالذكرى الـ41 لتأسيسه وهي رسالة لكل من يريدون ان ينالوا منه وهي ان هذا التنظيم الشعبي باقٍ وسيبقى تنظيم الشعب الرائد..
وسيبقى صمام أمان هذا البلد وصمام أمان الوحدة والجمهورية، وسيبقى محراباً للوطنية وللتنمية والبناء والاستقرار والحرية والديمقراطية والعيش الكريم، والعدالة والاعتدال والوسطية.
وقد اثبتت الفترة التي غاب فيها المؤتمر منذ 2011م وحتى اليوم ان الشعب اليمني افتقد كل تلك القيم ، وتمزقت البلاد وغابت الحرية والديمقراطية والبناء والتنمية والخدمات والاستقرار ، وسالت أنهراً من الدماء.
وباختصار غابت الدولة بشكل عام بعد المؤتمر الشعبي .
ولا خيار امام كل الوطنيين سوى الاصطفاف حول المؤتمر لاعادة الدولة والاستقرار والسلام لليمن.
رحم الله مؤسس المؤتمر الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح..
وحفظ الله حامي المؤتمر اليوم وقائده المناضل الصادق بن أمين أبو راس.
❊ عضو قيادة فرع المؤتمر بجامعة صنعاء |