الميثاق نت -

الإثنين, 28-أغسطس-2023
م‮. ‬عائض‮ ‬عبدالحميد‮ ‬الشميري‮ ❊‬ -
مما لاشك فيه ويعرفه جميع فئات الشعب اليمني ومكوناته السياسية والاجتماعية والتنظيمية أن في العام 1982م وتحديداً في الرابع والعشرين من أغسطس، شهد اليمن نتائج حوار بين قواه الوطنية توجت بانبثاق يوم متميز رسم تاريخ عهد ديمقراطي مختلف تمثل بقيام المؤتمر الشعبي العام الذي ارتكزت أركان تأسيسه على لم الشمل لجميع القوى الوطنية للعمل في بناء الوطن وفق ومبادئ وقيم أخلاقية ثابتة تومن بجميع الأطراف والمكونات الأخرى حيث وأينما وُجدت؛ وكذلك اتباع النهج الديمقراطي والتبادل السلمي للأدوار على المستوى التنظيمي خاصة والمستوى العام للدولة بصفة عامة إضافة إلى ركائز أخرى متعددة تمثلت في عدد من الثوابت الوطنية المعززة للهوية والحضارة اليمنية الضابطة للتعاملات الداخلية للشعب اليمني وعلاقته بالشعوب الأخرى إقليمياً وعربياً وإسلامياُ ودولياً وعلى مدى أكثر من أربعة عقود من تكوين المؤتمر الشعبي العام حتى الآن فقد شهد الوطن بشكل عام والتنظيم بشكل خاص مرحلتين مهمتين، الأولى منها كانت لفترة ثلاثة عقود من تاريخ النشئة، وكانت مرحلة بناء وتطوير وازدهار واستقرار في جميع الجوانب المختلفة على المستوى الداخلي والخارجي وبدأ اسم اليمن يأخذ وضعه الطبيعي‮ ‬في‮ ‬بداية‮ ‬السلم‮ ‬المتدرج‮ ‬والمحدد‮ ‬لأوضاع‮ ‬أو‮ ‬مراتب‮ ‬الدول‮ ‬عربياً‮ ‬وعالمياً‮.‬
أما‮ ‬المرحلة‮ ‬الثانية‮ ‬للمؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬المتمثلة‮ ‬في‮ ‬العقد‮ ‬الرابع‮ ‬من‮ ‬عمره‮ ‬وتحديداً‮ ‬من‮ ‬العام‮ ‬2011م‮ ‬فقد‮ ‬كانت‮ ‬شبه‮ ‬مرحلة‮ ‬انتكاسة،‮ ‬ويمكن‮ ‬تقسيمها‮ ‬إلى‮ ‬قسمين‮:‬
القسم الأول: منها كانت بسبب ما سمي بالربيع العربي أو (العبري) في العام 2011م و الذي استهدف بعض الدول العربية وقياداتها ومكوناتها الحاكمة وكان لليمن كدولة والمؤتمر الشعبي العام كمكون رئيسي وكبير نصيب من تلك الفوضى التي سميت بالخلاقة والتي استمرت إلى بداية العام‮ ‬2015م‮.‬
القسم الثاني: فقد بدأ بسبب العدوان العربي الدولي المسمى بالتحالف على اليمن وجميع مكوناته والذي بدأ في مارس 2015م واستهدف كل شيء جميل في الوطن ومكوناته وبنيته التحتية على مستوى الدولة، كما أحدث خللاً تنظيمياً على مستوى مكونات المؤتمر الشعبي العام، ومن ثم التآمر‮ ‬عليهم‮ ‬من‮ ‬بعض‮ ‬القيادات‮ ‬والكوادر‮ ‬وأدى‮ ‬إلى‮ ‬انشقاق‮ ‬وانقسام‮ ‬في‮ ‬مكوناته‮ ‬وتشكيلاته‮.‬
إلا أن المؤتمر وما مر به من تحديات عصيبة ولما يملكه من قدرات وإمكانات بشرية على مستوى الوطن وقيادات حكيمة ذات خبرة استطاعت الوقوف في مواجهة تلك المعوقات والتحديات وعقدت اجتماعها التنظيمي التاريخي في / /5م لانتخاب قيادة جديدة لتتحمل المسئولية في القيام بواجبها نحو الوطن ونحو القواعد المؤمنة بحنكتها وحكمتها ونتج عن ذلك انتخاب قيادة جديدة برئاسة الشيخ المناضل صادق بن أمين أبو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام، تلك القيادة التي استطاعت لملمة شمل الأجزاء المتناثرة من التنظيم والسير على خطى مقاومة تحالف العدوان والصمود‮ ‬أمام‮ ‬الضربات‮.‬
إن قيادة المؤتمر الشعبي العام وكوادره وقواعده التي فضلت الوقوف مع جميع المكونات والفصائل الأخرى في خندق المقاومة تكون بذلك انحازت وبصورة واضحة وكاملة إلى جانب الوطن اليمني وشعبه العظيم الصابر والتي لاشك أنها ستكون قادرة وبثقة تامة ومع جميع القوى الوطنية في الساحة اليمنية ومع الشخصيات الاجتماعية والنخب والمؤثرين جميعهم، على جمع القوى السياسية والاجتماعية داخل الوطن وخارجه وعبر حوار وطني يمني-يمني للعمل على إعادة بناء الوطن بناءً صحيحاً وفق رؤية جامعة منطلقة من الرؤية اليمنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وما يمكن إضافته إليها لاستيعاب الرؤى الأخرى لإعادة ما دمرته الحرب والصراعات القائمة والتغلب على الأهواء والاختلالات والمصالح السياسية ليعود اليمن شامخاً قوياً قادراً على استعادة قراره الوطني والسيادي والذي من خلاله سينطلق نحو بناء الدولة المتوافق عليها وفقاً للمبادئ‮ ‬والقيم‮ ‬والثوابت‮ ‬الوطنية‮ ‬وهويته‮ ‬الوطنية‮ ‬الإيمانية‮ ‬لتحقيق‮ ‬أهداف‮ ‬ثوراته‮.‬
أرجو‮ ‬لوطننا‮ ‬الغالي‮ ‬الأمن‮ ‬والاستقرار‮ ‬والتطور‮ ‬والازدهار،‮ ‬ولتنظيمنا‮ ‬القدرة‮ ‬على‮ ‬البقاء‮ ‬في‮ ‬ظل‮ ‬التحولات‮ ‬والمتغيرات‮ ‬الحالية‮ ‬القادمة‮.‬

‮❊ ‬عضو‮ ‬اللجنة‮ ‬الدائمة‮ ‬الرئيسية‮ ‬نائب‮ ‬رئيس‮ ‬فرع‮ ‬أمانة‮ ‬العاصمة

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 09:18 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64712.htm