الميثاق نت -

الإثنين, 28-أغسطس-2023
استطلاع‮ / ‬يحيى‮ ‬الضلعي -

د‮.‬البتول‮: ‬المؤتمر‮ ‬شمعة‮ ‬تتوهج‮ ‬في‮ ‬الآفاق‮ ‬وتنظيم‮ ‬يقطن‮ ‬قلوب‮ ‬اليمنيين‮ ‬أهدافًا‮ ‬وعطاءً

الخولاني‮: ‬وجود‮ ‬حزب‮ ‬المؤتمر‮ ‬كان‮ ‬ضرورة‮ ‬حتمية‮ ‬لإنقاذ‮ ‬البلاد‮ ‬ووأد‮ ‬الصراعات‮ ‬والنزاعات‮ ‬

د‮. ‬النظاري‮: ‬المؤتمر‮ ‬تعدَّى‮ ‬مرحلة‮ ‬الخطر‮ ‬بفضل‮ ‬الله‮ ‬ثم‮ ‬بصمود‮ ‬الشرفاء‮ ‬خلف‮ ‬رئيسه‮ ‬أبو‮ ‬راس‮ ‬

العزيزي‮: ‬ذكرى‮ ‬تأسيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬هو‮ ‬احتفال‮ ‬بالحرية‮ ‬والديمقراطية‮ ‬والمساواة‮ ‬والعدالة

د‮.‬البواب‮: ‬المؤتمر‮ ‬يظل‮ ‬الحزب‮ ‬الرائد‮ ‬في‮ ‬الحفاظ‮ ‬والحرص‮ ‬على‮ ‬أمن‮ ‬وسلامة‮ ‬واستقرار‮ ‬اليمن

السودي‮: ‬لايمكن‮ ‬مسح‮ ‬ذاكرة‮ ‬المؤتمر‮ ‬من‮ ‬وجدان‮ ‬كل‮ ‬مواطن‮ ‬يمني‮ ‬أصيل‮ ‬ينتمي‮ ‬إلى‮ ‬حب‮ ‬الوطن‮ ‬الكبير

جاء تأسيس المؤتمر الشعبي العام في 24 أغسطس 1982م، كإطار سياسي لفكر الميثاق الوطني، والذي شكل نقطة تحول مهمة في تحرير القرار السياسي اليمني وإعادة صياغته من منظور وطني بعيدًا عن الوصاية أو التأثير فيه..
وفي الذكرى الـ (41) لتأسيسه، يؤكد عدد من الأكاديميين والإعلاميين والناشيطين البارزين على الساحة اليمنية، أن المؤتمر الشعبي العام يعتبر حزب جماهيري ونبتة وطنية خالصة لا تحكمه أيديولوجيات ضيقة ولا أفكار مستوردة ولا يختزل العمل السياسي والوطني من منظور الأنا، فهو حزب نشأ على الديمقراطية والحرية والتعددية السياسية والتشاركية، وينبذ كل الثقافات الدونية، القائمة على الاحتكارية والكراهية والاقصائية، والطائفية والمناطقية والمذهبية، مشيرين إلى أنه التنظيم الوحيد الذي يعطي للجميع ولمن شاء حق الانتماء اليه بغض النظر‮ ‬عن‮ ‬كل‮ ‬شيء‮ ‬بعكس‮ ‬بعض‮ ‬الاحزاب‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تقبل‮ ‬سوى‮ ‬المؤطرين‮ ‬بفكر‮ ‬أحزابهم‮ ‬وبفكرهم‮ ‬المؤدلج‮..‬
ولفتوا في أحاديثهم لـ »لميثاق« بهذه المناسبة إلى أنه ورغم ما يمر به المؤتمر اليوم من حالة تشتتية إلا أنها استثنائية ولن تؤثر عليه كحزب، لأن الشعب اليمني ينظر إلى المؤتمر كونه خياراً وطنياً ووسطياً يمتلك القدرة على إدارة شؤونه والمجتمع معاً بمنطق الوطن يتسع للجميع، وسيعود البيت المؤتمري إلى لحمته وسيظل قوياً بقياداته الوفيه للشعب برئاسة الشيخ صادق بن أمين أبو راس، ولن تثنيه العواصف من الاستمرار في مسيرة العطاء والبناء للإنسان والجغرافيا اليمنية.

‮---------------------‬

المؤتمر‮ ‬نبض‮ ‬القلوب

د‮ / ‬أحمد‮ ‬محمد‮ ‬البتول‮ ❊‬
واحد‮ ‬وأربعون‮ ‬عامًا‮ ‬على‮ ‬تأسيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬وما‮ ‬زال‮ ‬يقطن‮ ‬قلوب‮ ‬اليمنيين‮ ‬أهدافًا‮ ‬وعطاء‮..‬
منهجية‮ ‬الوسطية‮ ‬والاعتدال،‮ ‬كيان‮ ‬البناء‮ ‬والتنمية،‮ ‬الصدر‮ ‬الرحب‮ ‬لكل‮ ‬أطياف‮ ‬المجتمع‮ ‬،‮ ‬أهداف‮ ‬سامقة‮ ‬تبني‮ ‬وطناً،‮ ‬وتصنع‮ ‬مجد‮ ‬الأمة‮..‬
إنجازاته‮ ‬لا‮ ‬تحصى،‮ ‬وما‮ ‬الوحدة‮ ‬اليمنية‮ ‬إلا‮ ‬انجاز‮ ‬أممي‮ ‬شامخ‮ ‬المعالم،‮ ‬ثابت‮ ‬الأسس‮ ‬،‮ ‬سامق‮ ‬الأطر‮..‬
حزب‮ ‬المؤتمر‮ ‬اسهاماته‮ ‬التنموية‮ ‬لها‮ ‬ركائز‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬مجالات‮ ‬الحياة،‮ ‬وعطاءاته‮ ‬الزاخرة‮ ‬بالتنمية‮ ‬تشيد‮ ‬المجد‮ ‬والعزة‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬أرجاء‮ ‬الوطن‮..‬
حزب‮ ‬المؤتمر‮ ‬التنظيم‮ ‬المثمر‮ ‬والحداثة‮ ‬الزاخرة‮ ‬بالولاء‮ ‬الوطني‮ ‬الصادق‮ ‬لهذا‮ ‬الوطن‮..‬
يتجذر‮ ‬حب‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬في‮ ‬القلوب‮ ‬تجذر‮ ‬التاريخ‮ ‬أرضًا‮ ‬وإنسانًا،‮ ‬ومن‮ ‬عظمته‮ ‬تنبثق‮ ‬كل‮ ‬الرؤى‮ ‬الوطنية‮ ‬الصادقة‮ ‬التي‮ ‬تجسد‮ ‬الوفاء‮ ‬لهذا‮ ‬الوطن‮ ‬المعطاء‮ ‬بولاء‮ ‬صادق‮ ..‬
حزب‮ ‬المؤتمر‮ ‬استشعار‮ ‬للمسئولية،‮ ‬ومسار‮ ‬ثابت‮ ‬نحو‮ ‬النهوض‮ ‬في‮ ‬كل‮ ‬المجالات‮ ‬والمضي‮ ‬بسفينة‮ ‬هذا‮ ‬الوطن‮ ‬نحو‮ ‬بر‮ ‬الأمان‮..‬
وفي خضم التحديات والصعوبات التي واجهت الوطن بالأمس أو اليوم ما زال حزب المؤتمر الشعبي العام يغلّب مصلحة الوطن على كل المصالح الضيقة ليظل الوطن هو الاطار الأول الذي يتوجه إليه أنظار اليمنيين..
وفي‮ ‬هذه‮ ‬الذكرى‮ ‬يحدونا‮ ‬الشوق‮ ‬لنشعل‮ ‬شمعته‮ ‬الواحد‮ ‬والأربعين‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬تنطفئ‮ ‬في‮ ‬قلوبنا‮ ‬فالمؤتمر‮ ‬نبض‮ ‬القلوب‮ ‬وشمعة‮ ‬تتوهج‮ ‬في‮ ‬آفاقنا‮ ‬لتبدد‮ ‬الظلام‮ ‬وتنير‮ ‬الدروب‮..‬
كل‮ ‬عام‮ ‬والشعب‮ ‬والموتمر‮ ‬قيادة‮ ‬وأعضاء‮ ‬ومناصرين‮ ‬بألف‮ ‬خير‮.‬

‮❊ ‬عضو‮ ‬اللجنه‮ ‬الدائمة‮ ‬الرئيسية‮ ‬
عضو‮ ‬الهيئة‮ ‬العلمية‮ ‬بمعهد‮ ‬الميثاق

‮--------------‬



المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ .. ‬رسالة‮ ‬نماء‮ ‬وسلام

جمال‮ ‬الخولاني
في العام 1982م وتحديدًا في 24 أغسطس، اختلط حابل التعددية السياسية بنابل الاعتدال والوسطية وسادت الديمقراطية بمجرد سياسة رسمها المؤتمريون الذين أرسوا مداميك صلبة ومتينة وجعلوا من المؤتمر الشعبي العام طوق نجاة وسلم وتعايش وإخاء بعيدًا عن المزاجية والفوضى..
بوتقة السلم والسلام وتعزيز المشاركة الشعبية، والمساهمة في بناء دولة المؤسسات كانت العلامة الفارقة للحزب الوطني الذي انطلق من المبادئ وانتهاج ثقافة الحوار وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية ساهم في تكربس الديمقراطية وغرس ثقافة التسامح ولم شمل اليمنيين شمالاً وجنوبًا‮..‬
لاتكفي الصفحات بل والكتيبات لسرد إنجازات المؤتمر الشعبي العام الذي يتلقى حتى اللحظة هجمات تهدف للتشظي والانقسام، متناسين وحدة الصف وتماسك التنظيم وصلابة المخلصين للوطن قبل الحزب الذي صنع الأمن والاستقرار في ظل وحدة الشعب والحكم والنتيجة البقاء في الريادة دون‮ ‬مقارنة‮ ‬مع‮ ‬الأحزاب‮ ‬الأخرى‮ ‬مع‮ ‬سبق‮ ‬إصرار‮ ‬الود‮ ‬والاحترام‮..‬
وجود المؤتمر كان ضرورة حتمية مغلف برؤية جماعية وخطة ممنهجة لإنقاذ البلاد ووأد الصراعات والنزاعات لسبب بسيط أن سياسة الوسطية كانت كفيلة بإحراز تقدم في الاستقرار والحفاظ على الدولة برمتها من الضياع والدمار والأسباب كثيرة، لكن الذكرى الخالدة لتأسيس المؤتمر أجبرتني‮ ‬على‮ ‬صياغة‮ ‬ذكريات‮ ‬حزب‮ ‬ومكّون‮ ‬يعشق‮ ‬حرية‮ ‬الرأي‮ ‬والتعبير‮..‬
مهما تعالت أصوات النشاز الهدامة لمنجزات حزب أظهر معاني رسم السياسات العريضة بتفاني وإخلاص القيادة والقواعد وعزز أبجديات السلام والحوار البناء منذ التأسيس وموقفه الشجاع ضد العدوان والحصار الذي دمر منجزات الوطن عامة والمؤتمر خاصة وحاول بشتى الطرق تقسيم وتجزئة‮ ‬الحزب‮ ‬وكان‮ ‬رد‮ ‬المؤتمريين‮ ‬مزلزلاً‮ ‬وراسخاً‮ ‬رسوخ‮ ‬الجبال‮ ‬بوحدة‮ ‬الصف‮ ‬والاستمرار‮ ‬في‮ ‬عجلة‮ ‬البناء‮..‬
ومن هذا المنبر المؤتمري الشامخ، نبارك للمؤتمر وقيادته وقواعده في الداخل والخارج طبعًا الوطنيين الغيورين على حياض الوطن وأمنه واستقراره، بمناسبة الذكرى الـ 41 لتأسيس الحزب الرائد الذي أسهم في البناء والنهضة والنجاحات التي ذكرنا جزءاً بسيطاً من منجزات حزب وطني‮ ‬يتعرض‮ ‬لممارسات‮ ‬فاشلة‮ ‬وضيم‮ ‬بغيض،‮ ‬لكن‮ ‬التماسك‮ ‬ووحدة‮ ‬الصف‮ ‬شعار‮ ‬نقشه‮ ‬رجالاته‮.‬

‮-------------------‬

الشمعة‮ ‬الأولى‮ ‬من‮ ‬عقد‮ ‬المؤتمر‮ ‬الخامس‮ ‬

أ‮.‬د‮/ ‬محمد‮ ‬حسين‮ ‬النظاري‮ ‬
وحدها‮ ‬الأحزاب‮ ‬الكبيرة‮ ‬تبقى‮ ‬صامدة،‮ ‬رغم‮ ‬ما‮ ‬يحيط‮ ‬بها‮ ‬من‮ ‬ظروف‮ ‬قاسية،‮ ‬وهذا‮ ‬الصمود‮ ‬في‮ ‬الغالب،‮ ‬يعود‮ ‬لجهود‮ ‬فردية‮..‬
المؤتمر الشعبي العام، يحتفل بمرور 41 عاماً على تأسيسه على يد المؤسس الزعيم علي عبدالله صالح رحمه الله، ومعه رفاقه الأوفياء، الذين رأوا في تأسيس المؤتمر (حينها) الطريق الوحيد للم شمل الجميع، في كيان جامع، لا يفرق ولا يقصي ولا يخرب، وليس له امتداد حزبي مع الخارج،‮ ‬كأحزاب‮ ‬تلك‮ ‬الفترة،‮ ‬سواء‮ ‬المتفقة‮ ‬مع‮ ‬الشيوعيين‮ ‬او‮ ‬الناصريين‮ ‬أو‮ ‬الإخوان‮ ‬المسلمين،‮ ‬ولهذا‮ ‬ضم‮ ‬تحت‮ ‬سقفه‮ ‬كل‮ ‬هؤلاء‮ ‬في‮ ‬تجانس‮ ‬عجيب،‮ ‬قبل‮ ‬أن‮ ‬تقر‮ ‬التعددية‮ ‬الحزبية‮ ‬ويعود‮ ‬كل‮ ‬منهم‮ ‬إلى‮ ‬تكوين‮ ‬حزبه‮..‬
سيبقى الـ 24 من أغسطس مناسبة يتذكر فيها المؤتمريون ذكرى التأسيس قبل أكثر من أربعة عقود، فها هم اليوم يطفئون الشمعة الأولى في عقدهم الخامس، وكل منهم يقرأها من الزاوية المناسبة لخبرته، ولما مر به الوطن طيلة العقود الأربعة الماضية..
ظن الكثير أن المؤتمر قد مات برحيل الزعيم المؤسس يرحمه الله، وان الشيخ صادق أمين أبو راس لن يستطيع قيادة الحزب الكبير، ولكن ما حدث أذهلهم، خاصة وأن الفترة التي تولى فيها الشيخ صادق ليست بالسهلة، بل هي من أصعب الفترات في الـ 41 عام، فالحرب التي شنت على بلادنا والحصار الذي فرض عليها وتفكك الدولة، وقفز أكثر من استفادوا من المؤتمر من سفينة الميثاق الوطني، جريًا خلف مصالحهم، بعد أن استفادوا من المؤتمر، وأصبحوا به واجهة المجتمع، وتقلدوا العديد من المناصب..
كان من السهل أن ينتهي المؤتمر تمامًا، ولو تقلد رئاسته شخصية ضعيفة، شخصية انتهازية، شخصية ليست من أبنائه المخلصين، وكان تفكيك المؤتمر أمرًا سهلاً، ولكن بفضل الله وصمود شرفاء المؤتمر خلف الشيخ صادق، صمد المؤتمر، وتعدى مرحلة الخطر..
المؤتمر الشعبي العام ثابت في قضاياه الوطنية والمصيرية، فهو ضد الحرب، التي اثبتت أنها عبثية ويراد منها تقسيم اليمن، وهو مع مؤسسات الدولة، وعدم ضعفها، وتلبيتها لاحتياجات المواطنين وفق الموارد، والالتفات لشريحة اليد العاملة، كونها تعتمد على المرتب كدخل لإعاشة‮ ‬ذويها‮..‬
إن شراكة المؤتمر مع أي طرف وطني، مبنية على منهجه الوسطي، المرتكز على أن اليمن يتسع لكل اليمنيين، وأن جميع الاحزاب تقع في الأخطاء، ومن بينها المؤتمر نفسه، ولكن العداء للوطن ونهب ثرواته وتقسيم ترابه وضعف مؤسساته، نبه المؤتمر إلى خطورتها..
المؤتمر طيلة فترة حكمه، لم يصرف على الوطن من جيبه، ولكن استطاع أن يجعل الوضع أكثر استقرارًا والخدمات أكثر تواجدًا، وعاونه في ذلك كل الشرفاء من الأحزاب الأخرى، كونه أفسح المجال للآخرين لمشاركته في الحكم..
عبر صحيفة كل المؤتمريين (الميثاق) نتقدم بخالص التهاني لرئيس المؤتمر ونوابه وقيادته وقاعدته الشعبية، بالذكرى الـ 41 لتأسيسه، ونسأل الله تعالى أن يكون هذا العام خاتمة لأحزان وتفرق اليمنيين، وأن يتوحدوا تحت راية الجمهورية اليمنية، وينبذوا الخلافات التي لا تسعد‮ ‬إلا‮ ‬من‮ ‬لا‮ ‬يحب‮ ‬الخير‮ ‬لليمن‮.‬

‮-------------------‬

لماذا‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام؟

محمد‮ ‬العزيزي‮ ‬
41 عاماً من الزمن مرّ على تأسيس المؤتمر الشعبي العام الذي يصادف ميلاده ووجوده يوم 24 اغسطس 1982م، وكان ظهور هذا الحزب الوطني قد تشكل وتكون بعد مخاض فكري وسياسي وعصف ذهني لكبار قيادة الدولة والمفكرين والحزبيين والسياسيين والأكاديميين و الدينيين و العلماء وغيرهم‮ ‬من‮ ‬نوابغ‮ ‬وفلاسفة‮ ‬اليمن‮ ‬في‮ ‬كافة‮ ‬المجالات‮ ‬حتى‮ ‬خرج‮ ‬وصوّت‮ ‬واعتمد‮ ‬وثيقة‮ ‬وطنية‮ ‬ودستورية‮ ‬وتنظيمية‮ ‬يمنية‮ ‬خالصة‮ ‬سمّيت‮ ‬بالميثاق‮ ‬الوطني‮..‬
جاء المؤتمر الشعبي العام حزب الشعب وحزب الأحزاب إلى الحياة العملية والسياسية كمنقذ للوطن والشعب على السواء وذلك بعد صراع سياسي وانقلابات بيضاء وحمراء وموجة دماء واغتيالات للرؤساء والقيادات الوطنية، ليس هذا حسب بل كانت ولادة المؤتمر الشعبي ناتجة عن أوضاع صعبة كانت تمر بها البلاد، وما كان يعانيه الوطن من حروب أهلية طاحنة مغلفة بالنعرات المناطقية وغياب دولة حقيقية وافتقار البلد والشعب لأبسط مقومات الحياة وغيرها من الأوضاع المعقدة، وبروز التيارات الفكرية القومية والماركسية والليبرالية والدينية أيضًا، ومن بين كل هذه العواصف والركام الملبد بالخوف والمستقبل المجهول ظهر حزب المؤتمر الشعبي ليكون الحزب الذي يقود سفينة النجاة للوطن والشعب وينقله من حالة التخلف والعصبية والتناحر إلى وطن يزدهر بالتنمية ويتحرك نحو الاستقرار والتطور ومواكبة ركب الدول وفق الإمكانات المتاحة‮.. ‬
لم يحكم المؤتمر الشعبي العام بالحديد والنار ولم يكن ذا فكر متشدد ومتصلب وحاقد أو شرير، ولم يكن حاكمًا بأفكار مستوردة،أو متطرفة، ولكنه حكم بطريقة التعايش والقبول بالآخر مهما كان فكره ونزقه وحقده ولذلك هو الحزب الذي يقبل به الجميع شعبًا وأحزابًا بحكم اليمن كقاسم‮ ‬مشترك‮ ‬لا‮ ‬يستطيع‮ ‬الجميع‮ ‬التفريط‮ ‬به‮..‬
المؤتمر الشعبي العام بالنسبة لليمنيين هو الراتب والتعليم والطب والأمن والزراعة، المؤتمر هو التنمية والمدرسة والمستشفى والطريق والجسور والمصنع، والمؤتمر الشعبي هو الوحدة والديمقراطية والانتخابات ودولة المؤسسات والبنى التحتية، فكان الجميع أحزابًا ومواطنين يتمسكون‮ ‬بهذا‮ ‬الحزب‮ ‬كمظلة‮ ‬يرعى‮ ‬الجميع‮ ‬دون‮ ‬تمييز‮ ‬أو‮ ‬عنصرية‮ ‬أو‮ ‬مناطقية‮ ‬،فتمسك‮ ‬به‮ ‬الشعب‮ ‬حاكمًا‮ ‬لفترة‮ ‬طويلة‮ ‬برضى‮ ‬وقبول‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬أزعج‮ ‬وأثار‮ ‬أحقاد‮ ‬بعض‮ ‬القوى‮ ‬السياسية‮ ‬الطامحة‮ ‬للحكم‮..‬
لا أحد بإمكانه أو يستطيع أن ينكر دور المؤتمر الشعبي العام ومؤسسه الزعيم علي عبدالله صالح في انتشال الوطن من براثن الجهل والمعاناة والحروب، إذ تحققت في فترة حكم المؤتمر نهضة شاملة وفي مقدمتها بناء الإنسان من خلال إنشاء المدارس والمؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها، وتوج كل ذلك بالمشروع الوطني الجامع المتمثل بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة يوم 22 مايو 1990م مع الحزب الاشتراكي اليمني والقوى الوحدوية الوطنية الأخرى وكان حاضراً في مناصرة القضايا الوطنية كمبدأ ثابت لا يحيد عنه..
اليوم وبعد هذا العطاء الزاخر والكبير من الإنجازات، يتساءل الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه: لماذا المؤتمر الشعبي العام استطاع حكم اليمن 33 عامًا ومازال مطلب وأمنية كل مواطن يمني بالعودة للحكم مجددًا بعد تسليمه له عام 2012، إثر مظاهرات الربيع العربي أو كما تمت‮ ‬تسميتها‮ ‬ثورة‮ ‬الشباب‮ ‬وهي‮ ‬في‮ ‬الحقيقة‮ ‬ثورة‮ ‬المخابرات‮ ‬الأجنبية‮ ‬التي‮ ‬أدارتها‮ ‬ومولتها‮ ‬الدول‮ ‬العربية‮ ‬الغنية‮ ‬وكانت‮ ‬النتيجة‮ ‬التي‮ ‬يعلمها‮ ‬الجميع‮ ‬اليوم‮..‬
لم يعد المواطن اليمني الذي ينادي ويتمنى عودة المؤتمر الشعبي العام إلى حكم البلاد، بل الأحزاب السياسية والشخصيات الاجتماعية التي خرجت في عام 2011 تطالب بإسقاط النظام وحكم المؤتمر الشعبي العام للبلاد ليحل بعد ذلك الخراب والدمار وتدمير مؤسسات الدولة وقطع المرتبات‮ ‬وغياب‮ ‬كل‮ ‬مقومات‮ ‬الحياة‮ ..‬
نحتفل اليوم بالذكرى الـ 41 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة المناضل الجسور الشيخ صادق أمين أبو راس رئيس المؤتمر، والحزب يمر بظروف صعبة لا تخفى على أحد، ومع ذلك المؤتمر لايزال قويًا ومتماسكًا قيادة وقاعدة وشعبًا، وهو ما جعل عامة الشعب اليمني يثقون به كحزب جامع وقادر على لملمة الوطن وحلحلة مشاكل البلاد وأزماته ويعقد عليه الآمال بالعمل مع بقية القوى الوطنية بعودة الوطن إلى عهد حكمه وعصره، قبل كارثة عام 2011، ولذلك المؤتمر بقيمه ومبادئه وإخلاصه ودوره بنهضة اليمن وبما حققه سابقًا قد أجاب على تساؤل اليمنيين‮ ‬والنخب‮.. ‬لماذا‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬يحظى‮ ‬بمحبة‮ ‬الناس‮ ‬أجمعين‮ ‬وهو‮ ‬مصدر‮ ‬إلهامهم‮ ‬وآمالهم‮ ‬وثقتهم؟‮ ..‬
سيظل‮ ‬الاحتفال‮ ‬بذكرى‮ ‬تأسيس‮ ‬المؤتمر‮ ‬احتفالاً‮ ‬بالوطن‮ ‬بالشعب‮ ‬بالدولة‮ ‬بالحرية‮ ‬والديمقراطية‮ ‬واحتفالاً‮ ‬بالمنجزات‮ ‬والنهضة‮ ‬الشاملة،‮ ‬وبوحدة‮ ‬وسيادة‮ ‬واستقلال‮ ‬الوطن‮..‬
عاش‮ ‬الوطن‮ ‬والشعب‮ ‬والمؤتمر‮ ...‬
وكل‮ ‬عام‮ ‬وكل‮ ‬المؤتمريين‮ ‬والمؤتمريات‮ ‬بألف‮ ‬خير،‮ ‬والوطن‮ ‬بأمن‮ ‬وأمان‮.‬

‮-------------‬

المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬حزب‮ ‬الريادة‮ ‬الوطنية‮ ‬والتنظيم‮ ‬المتماسك

د‮/ ‬جابر‮ ‬يحيى‮ ‬علي‮ ‬البواب‮ ❊‬
يُعد حزب المؤتمر الشعبي العام إحدى أدوات التنمية السياسية في الجمهورية اليمنية، لقد حافظ المؤتمر على مكانته وأثبت أهميته ودوره الوطني الكبير وصلابة الأدوار والتقسيمات التنظيمية الداخلية لهذا الحزب منذ تأسيسه في 24 أغسطس 1982م..
وعلى الرغم من تعدد الأحزاب وتطور مؤسسات المجتمع المدني ، التي اكتسب بعضها مركزاً مرموقاً على الصعيد الخارجي من خلال التحالفات العابرة للأراضي الوطنية، لكنها لم تستطع أن تؤدي وظيفة الأحزاب في عملية التداول السلمي للسلطة ولم تتمكن من الالتزام بواجباتها الوطنية‮ ‬والإيفاء‮ ‬بتنفيذ‮ ‬برامجها‮ ‬الانتخابية،‮ ‬والمحافظة‮ ‬على‮ ‬أمن‮ ‬واستقرار‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية‮..‬
على عكس ذلك عمل المؤتمر الشعبي العام على تعزيز تماسكه وولائه لليمن ارضًا وإنسانًا، كما حرصت مكونات المؤتمر التنظيمية على استمرار وحدة الصف وعدم السماح بالتدخل في الشؤون الداخلية لليمن أو التفريط بأمنه واستقراره ووحدة أراضيه، رغم الازمات والكوارث والحرب التي‮ ‬مر‮ ‬بها‮ ‬اليمن‮ ‬منذ‮ ‬نكبة‮ ‬العام‮ ‬2011م‮..‬
لقد عرفت موسوعة بريتانيكا الأحزاب السياسية على أنها عبارة عن جماعة منظمة من الأفراد تهدف لاكتساب وممارسة السلطة السياسية، ويعرفها جورج بيردو بأنها تجمع بين أفراد يؤمنون ببعض الأفكار السياسية، ويعملون على نصرتها وتحقيقها، وذلك بجمع أكبر عدد من المواطنين حولها، والسعي للوصول إلى السلطة، أو على الأقل التأثير على قرارات السلطة الحاكمة، أو هي جماعة سياسية منظمة لها شعارات وبرامج رسمية، وقادرة على تقديم مرشحين للانتخابات بهدف الوصول إلى السلطة، ويعرف الأستاذ موريس دوفرجيه الأحزاب بأنها: تكتل المواطنين المتحدين‮ ‬حول‮ ‬ذات‮ ‬النظام‮." ‬زاير‮ ‬الهام،‮ ‬دور‮ ‬الأحزاب‮ ‬السياسية‮ ‬في‮ ‬التأثير‮ ‬على‮ ‬صنع‮ ‬السياسة‮ ‬العامة‮ ‬في‮ ‬الجزائرص302‮"..‬
يعبر الكثير من المفكرين والباحثين بأن العلاقة بين الأحزاب السياسية والديمقراطية علاقة جدلية فوجود الأحزاب ارتبط إلى حد كبير بتطور الديمقراطية، وهو ما كان واضحًا جدًا عند تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام الذي عمل على إرساء مبادئ الديمقراطية وأتاح لجميع المكونات‮ ‬السياسية‮ ‬والقبلية‮ ‬والشخصيات‮ ‬الاجتماعية‮ ‬ورجال‮ ‬المال‮ ‬والأعمال‮ ‬مساحة‮ ‬كبيرة‮ ‬وكافية‮ ‬للمشاركة‮ ‬في‮ ‬بناء‮ ‬وتنمية‮ ‬وتطوير‮ ‬اليمن،‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬المشاركة‮ ‬السياسية‮ ‬والتنظيمية‮ ‬في‮ ‬كافة‮ ‬مفاصل‮ ‬الدولة‮..‬
لقد ساهم المؤتمر الشعبي العام ومازال إلى يومنا هذا في تدعيم التحولات الديمقراطية والمحافظة على تماسك مؤسسات الدولة والصمود في وجه التحديات حفاظًا على الوحدة والجمهورية، فأصبح المؤتمر الشعبي العام بقيادته الحكيمة رمزاً ورائداً من رواد الأحزاب التنظيمية الفريدة‮ ‬التي‮ ‬تؤمن‮ ‬بالولاء‮ ‬المطلق‮ ‬لله‮ ‬ثم‮ ‬للوطن‮..‬
إن الأحزاب السياسية المنتشرة في العالم اليوم تتباين وتختلف عن بعضها البعض من حيث تطورها وتكوينها وأهدافها ونشاطاتها والأنظمة السياسية التي تعمل في ظلها، وبالرغم من كل هذه الاختلافات فإن الأحزاب السياسية كافة تلتقي في كونها جماعات منظمة تحاول السيطرة على القوة السياسية لبلدها، هذا بالضبط ما حدث في اليمن خلال السنوات الماضية تحديدًا من 2005م حتى عامنا هذا، كل الأحزاب والمكونات والجماعات السياسية تحاول السيطرة على القوى السياسية للجمهورية اليمنية، بصرف النظر عن أهدافها وغاياتها الحقيقية غير المعلنة، لكن يظل‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬الحزب‮ ‬الرائد‮ ‬في‮ ‬الحفاظ‮ ‬والحرص‮ ‬على‮ ‬أمن‮ ‬وسلامة‮ ‬واستقرار‮ ‬اليمن‮..‬
كما يرى الكثير من الباحثين والمفكرين السياسيين أن التنظيمات والأحزاب السياسية هي أهم قواعد الديمقراطية، حيث تعبر هذه القواعد عن الوجود الشرعي للأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني وعملية الاندماج في نظام دستوري مشروع، ودورها في تنظيم الرأي العام واختيار القيادات السياسية عبر صناديق الانتخابات، حيث تقوم الأحزاب بممارسة مهمة الرقابة على أعمال الحكومة وهي خارج الحكم كما تعمل على إفساح المجال للجماعات المختلفة للتعبير عن رغباتها ومطالبها بأطر منظمة وقانونية، وفعالة وتلعب دوراً في تنشيط الحياة السياسية البرلمانية،‮ ‬التي‮ ‬تعبر‮ ‬بالتالي‮ ‬عن‮ ‬وجود‮ ‬دولة‮ ‬مدنية‮ ‬حديثة‮ ‬تحترم‮ ‬القانون‮ ‬وتحفظ‮ ‬حقوق‮ ‬المواطن‮ ‬وتحرص‮ ‬على‮ ‬التزامه‮ ‬بواجباته‮ ‬تجاه‮ ‬وطنه‮..‬
لم يصنف المؤتمر الشعبي العام في يوم من الأيام كجماعة ضاغطة، لكنه كان يلعب هذا الدور في بعض الأحيان خصوصًا عند وجود احداث أو قضايا أو مشاكل سياسية تتطلب الحفاظ على المصلحة العامة للدولة والمحافظة على أمن وسلامة مؤسساته التشريعية والتنفيذية والقضائية، كما حدث في انتخابات العام 2005م، ويحدث الآن حيث يحاول المؤتمر الشعبي العام أن يعمل في إطار جماعة الضغط على من بيدهم السلطة من أجل المحافظة على مؤسسات الدولة واستمرار العمل بالدستور واحترام قواعد الديمقراطية للوصول إلى تداول سلمي للسلطة وفرض عملية السلام والعمل‮ ‬في‮ ‬أجواء‮ ‬ديمقراطية‮ ‬تدفع‮ ‬الجميع‮ ‬إلى‮ ‬الاحتكام‮ ‬لصناديق‮ ‬الانتخابات‮..‬
ورغم أن هناك فوارق كبيرة بين الحزب السياسي والجماعة الضاغطة لا تتناسب وأهدف المؤتمر الشعبي العام المكون السياسي الديمقراطي الذي يسعى دائمًا إلى المحافظة على الوحدة والجمهورية ، إلا أنه ومن أجل استمرار الوحدة والجمهورية والدفاع عن أمن واستقرار اليمن، يضطر إلى اللجوء إلى تقمص دور الجماعة الضاغطة التي تختلف عن دور الحزب السياسي في كثير من النقاط، فالحزب السياسي مثلاً يسعـى للوصــول للسلطــة وتسييــر المؤسسـات السياسيـة عـن طــــريق استـعـمـــال الطـــرق الديـمقراطيـة، بينما الجماعة الضاغطة لا تهـدف للــوصول إلـــى الســلطــــة بــــل الضغـــــط علــى السلطــة من أجل تفعيل مؤسسات الدولة والعمل بنصوص الدستور.. الحزب الذي يتولى زمام السلطة يجب أن يتحمل العواقب أو المسؤولية الناجمة عن سوء تسيير الأجهزة الحكومية، بينما الجماعة الضاغطة لا تتحمل ذلك لأنها ليست طرفًا‮ ‬مشاركًا‮ ‬ضمن‮ ‬مؤسسات‮ ‬الحكومة‮..‬
ومع ذلك يتحمل المؤتمر الشعبي الكثير من السلبيات التي تنتج عمَّن بيدهم السلطة في الوقت الراهن، هناك العديد من النقاط والمؤشرات التي يعمل المؤتمر الشعبي العام على تفعيلها والتعامل معها وتوظيفها من أجل اخراج الجمهورية اليمنية من مأزق الحرب والعدوان والحصار الذي فرضته دول التحالف على اليمن منذ ما يقارب الأعوام التسعة، ظل فيها المؤتمر بالداخل بقيادة رئيسه الأمين الشيخ / صادق بن امين أبو راس مناضلاً من أجل شموخ وكرامة ملايين اليمنيين، ومن أجل استمرار مؤسسات الدولة في العمل في إطار شبه قانوني، متنازلاً عن كافة حقوقه السياسية والقانونية لكي تنتصر القضية اليمنية ويستمر الأمن والأمان والاستقرار المنشود، وإذابة كل المحاولات البائسة للدول الراغبة في التدخل في الشئون الداخلية لليمن والسيطرة على ثرواته الطبيعة والجغرافية... تحيا الجمهورية اليمنية.

‮❊ ‬وكيل‮ ‬مساعد‮ ‬قطاع‮ ‬التخطيط‮ ‬بوزارة‮ ‬الشباب‮ ‬والرياضة‮- ‬رئيس‮ ‬مركز‮ ‬استشراف‮ ‬المستقبل

‮--------------------‬

‮(‬المؤتمر‮) ‬المرجعية‮ ‬الحقيقية‮ ‬للخروج‮ ‬من‮ ‬الأزمات

نجيب‮ ‬السودي
رغم كل الظروف الصعبة والمحيطة والتي تسلسلت على البلاد ابتداء من أحداث2011م وانتهاءً بتكالب قوى ودول العدوان وما احدثته هذه المتغيرات من وجع دامٍ في قلب موازين الحياة وانعكاسها على الحياة العامة وما رافقها من انقسامات هنا وهناك على حساب وحدة الصف وتشتت الكلمة‮ ‬وتأثيرها‮ ‬البالغ‮ ‬في‮ ‬إحداث‮ ‬فجوة‮ ‬عامة‮ ‬من‮ ‬التراجع‮ ‬والبناء‮ ‬وتدمير‮ ‬كل‮ ‬ماهو‮ ‬جميل‮ ‬وواضح‮ ‬في‮ ‬حصار‮ ‬أكل‮ ‬الأخضر‮ ‬واليابس‮ ‬وألقى‮ ‬بضلاله‮ ‬على‮ ‬تدهور‮ ‬الوضع‮ ‬الاقتصادي‮ ‬والمجتمعي‮ ‬بصورة‮ ‬عامة‮ ‬للبلاد‮..‬
ورغم ماسبق من انشقاق في جسد حزب المؤتمر الشعبي العام منذ تلك الأحداث التي عصفت بالوطن، إلا أن كيان هذا الحزب الممتد من أصول ثابتة وشامخة وكيان تنظيم جماهيري يعد الأول والأبرز في كثير من أحزاب ونخب الوطن وهو الحزب الذي تأسس عام 1982م وفق برنامج عملي محكوم وميثاق وطني شامل من الدراسات والخطط والبرامج الذي مكنه من كسب قاعدة جماهيرية صلبة تخرجت على أساسه الكثير من الشخصيات المجتمعية والسياسية والمفكرين والإعلاميين وغيرهم من الذين لهم أدوار وإسهامات وطنية بارزة في سنوات ماضية من العمل المؤسسي والحكومي المنظم‮ ‬داخليًا‮ ‬وخارجيًا‮..‬
حيث ومايحسب على قياده المؤتمر الشعبي برئاسة الشيخ العزيز صادق بن امين أبو راس وكل الشرفاء من رجال العملية الحزبية في الداخل بمختلف مكوناتهم وتعدد لجانها ودوائرها المحورية التي اتسمت بالحفاظ على وحدة الصف والعمل الذي يمكن وصفه بالجيد رغم وجود اختلالات وسلبيات رافقت العمل التنظيمي في الفترة الماضية وترجع الأسباب إلى شؤون داخلية لانفهمها ولايمكن تبسيطها للقارئ الكريم، والمهم من ذلك أن هذا الحزب المنظم الذي قام وتأسس على نظم إدارية قوية وقوانين حزبية عميقة لم يتوقف شأنه ولايمكن مسح ذاكرته من وجدان كل مواطن يمني‮ ‬أصيل‮ ‬انتمى‮ ‬إلى‮ ‬حب‮ ‬هذا‮ ‬الوطن‮ ‬الكبير‮..‬
ومن مضامين كل ماسبق وعبر جذور التاريخ الممتدة من أصالة حزب المؤتمر العريق الذي كان مثالاً يحتذى به ونواة حقيقية فكرية عبر إسهاماته الفعلية في ترجمة الوحدة اليمنية التي كانت نواة لوحدة الشعوب العربية ومباركة مختلف البلدان لهذا الإنجاز العملاق المهدد بين الحين‮ ‬والآخر‮ ‬بالشتات‮ ‬ودعوات‮ ‬التفرقة‮ ‬عبر‮ ‬قنوات‮ ‬الإنفصال‮ ‬غير‮ ‬المحبوبة‮ ‬والمرغوبة‮ ‬لكل‮ ‬يمني‮ ‬حر‮ ‬و‮ ‬أصيل‮..‬
وبالنظر إلى واقعنا الحالي الملئ بالكثير من الغموض والصعوبات والتحديات ومن أبرزها تردي الأوضاع الاقتصادية وتراجع العملة وارتفاع كافه الخدمات الأساسية للمواطن البسيط الذي يعاني منه الكثير والذي من خلاله لايمكن لحزب المؤتمر أو غيره من الأحزاب والمكونات الأخرى إعفاؤهم من تحمل المسؤولية للخروج بحلول سريعة وتضافر كافة الجهود وتوحيداللحمة الوطنية تحت مظلة الوطن الذي نحن في أمس الحاجة لكوادر اقتصادية وشبابية وفي مختلف المجالات.. لا وألف لا للتنصل عن الواقع المحزن الذي يغيب فيه الوعي وينعدم الضمير الوطني الحي..
كلنا نعلم جيداً أن المؤتمر يضم كوادر لايستهان بها في كافة المرافق والمؤسسات الحكومية، الكثير منهم غيبهم الزمن والعديد تحت مظلة الإقصاء والآخر تحت تراب الإهمال والبعض منهم يعلل الوضع القائم بسكوت مطبق يخيم على سير الأداء العام والفساد الحاصل الذي يتحمل أسبابه‮ ‬تقاعس‮ ‬كافة‮ ‬الأطراف‮ ‬دون‮ ‬استثناء‮..‬
وفي الذكرى السنوية الـ41 لتأسيس المؤتمر هناك تحديات واسعة وخيارات مفتوحة من اصطفاف جميع القواعد الشعبية في سهول ووديان ومديريات ومختلف محافظات اليمن التي تتسع لجميع أبنائها وعلى يقين أن غبار التقاعس والإهمال سوف ينجلي بفضل قواعد صلبة تنطلق من مكون هذا الحزب‮ ‬الرائد‮ ‬الذي‮ ‬نعلق‮ ‬عليه‮ ‬آمالاً‮ ‬عريضة‮ ‬والخروج‮ ‬من‮ ‬مستنقع‮ ‬الكسل‮ ‬والإحباط‮ ‬الذي‮ ‬رافق‮ ‬الحركه‮ ‬وشلَّها‮ ‬تمامًا‮ ‬عن‮ ‬مستوى‮ ‬الحياة‮ ‬الكريمة‮..‬
وأخيرًا وليس بآخر، نعرف جيدًا أن هناك كوادر حقيقية وهناك شخصيات حكيمة وقيادات نظيفة وهناك اصطفاف حقيقي من كل أطياف المجتمع المدني لطي صفحة الماضي والمضي قدمًا بعجلة دائمة لإصلاح مايمكن إصلاحه، ولن يكون لكل ما افسده الدهر مكان في وجدان كل مواطن حر يسعى الجميع من خلاله إلى إعادة بناء الثقة الوطنية طوبة فوق طوبة للخروج من هذا النفق المظلم والموحش والذي بإذن الله تعالى تستجيب كافة القوى الوطنية في الداخل والخارج لجمع الرأي في طاولة واحدة من الحوار الذي يبني ويساعد على التخلص من التفرقة العمياء الذي أفسده الدهر‮ ‬وتعالجه‮ ‬الحكمة،‮ ‬وعبر‮ ‬بوابة‮ ‬حزب‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬سينطلق‮ ‬فجر‮ ‬يمن‮ ‬جديد‮ ‬وموحد‮ ‬في‮ ‬إطار‮ ‬مكون‮ ‬سياسي‮ ‬شامل‮ ‬يضمن‮ ‬الحقوق‮ ‬وتبسط‮ ‬من‮ ‬خلاله‮ ‬كافة‮ ‬الإجراءات‮ ‬وتعود‮ ‬البسمة‮ ‬للجميع‮.‬



تمت طباعة الخبر في: السبت, 23-نوفمبر-2024 الساعة: 02:06 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64718.htm