مبارك العسالي - خطاب المناضل الشيخ صادق بن أمين أبوراس- رئيس المؤتمر الشعبي العام -بمناسبة الذكرى الواحدة والأربعين لتأسيس المؤتمر، ليس مجرد خطاب للتذكير بعطاءات المؤتمر ومسيرته النضالية ولا دعاية انتخابية، فقد قدم فيه اعتذاره لجماهير المؤتمر لمخالفة رغبتهم بإقامة احتفال جماهيري، بل كان خطاباً حكيماً ومسظولاً ومتزناً وحصيفاً من قائد وسياسي محنك له خبرته الطويلة المعاصرة للكثير من الأحداث والمنعطفات والتحولات التي مرت بها اليمن وكان ممن شاركوا في تقديم الحلول.. خطاباً وضع فيه النقاط على الحروف وقدم الحلول للأخطاء التي تُمارس هنا وهناك، وتجنب فيه الاستذكار للماضي بكل سلبياته وإيجابياته، ودعا إلى الاهتمام بالحاضر والمستقبل وما يحتاجه منا من تكاتف في مواجهة الخطر المحدق بوطننا وشعبنا الذي كفر بالمهاترات والتراشقات الإعلامية التي كانت أحد الأسباب الرئيسية فيما يعيشه اليمنيون اليوم..
خطاباً لتصحيح مسار العمل السياسي فيما يخدم اليمن ولا شيء غير اليمن، خطاب الحريص على توحيد الموقف والكلمة وتسخير الأقلام باتجاه أعداء اليمن، وليس لمهاجمة القيادات الوطنية بغرض الحصول على مكاسب أو مناصب زائلة.
خطاباً لم يتنكر فيه لأحد، بل على العكس فقد أشاد بالإيجابيات التي قام بها حلفاء الصمود.
خطاباً يحترم الجميع ويقدر جهودهم وتضحياتهم، ويحترم عقول السواد الأعظم من أبناء الشعب الذي يعاني الأمرَّين.
ولهذا يجب على المعنيين الذين وُجِهت لهم الرسائل الواردة في خطابه، أن يأخذوها بعين الاعتبار إذا أرادوا السير في الطريق الصحيح الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تلبية آمال وطموحات اليمنيين بالحياة والعيش الكريم على كامل تراب الوطن اليمني ومياهه الإقليمية، بعيداً عن المزايدات والمماحكات والمهاترات التي لن تبني دولة ولن تخدم شعباً، بل على العكس ستعمل على خلق الفتن وتزيد من معاناة اليمنيين، وتقضي على ما تبقى من عوامل الصمود الذي تحقق حتى اليوم.
|