الميثاق نت -

الخميس, 31-أغسطس-2023
عبدالمجيد‮ ‬الحطوار -
إن‮ ‬تنظيم‮ ‬الموتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬هو‮ ‬المكوّن‮ ‬السياسي‮ ‬الأكبر‮ ‬والأبرز‮ ‬في‮ ‬الساحة‮ ‬اليمنية‮..‬
وهو المقبول شعبياً وجماهيرياً، ذلك لأنه يتبنى نظرية وطنية وسطية يمنية جمهورية شورويّة انبثقت من عقيدة الشعب اليمني وهويّته الوطنية وتاريخه العريق ومن ثقافة الشعب القائمة على الاستقامة والاعتدال، والمرتكزة على النهج الديمقراطي والبناء الحضاري ومبدأ الشورى في‮ ‬الحكم‮ ‬الذي‮ ‬نصَّ‮ ‬عليه‮ ‬ديننا‮ ‬الاسلامي‮ ‬الحنيف‮ :‬
‮»‬وأمرهم‮ ‬شورى‮ ‬بينهم‮«‬
‮»‬وشاورهم‮ ‬في‮ ‬الأمر‮«‬
وهنا يجدرُ بنا الإشارة الى أن المؤتمر الشعبي هو التنظيم الوحيد في اليمن الذي ضمّ في طياته الكثير من القوى السياسية الوطنية الجمهورية الفاعلة واحتوى الكثير من حركات التحرر الوطني والعديد من المناضلين والمثقفين والأكاديميين والأحرار وروّاد الفكر المعاصر وحملة‮ ‬مشاعل‮ ‬التنوير‮ ‬الوطني‮… ‬
وهو‮ ‬في‮ ‬ذات‮ ‬الوقت‮ - ‬يكاد‮ ‬يكون‮ ‬التنظيم‮ ‬السياسي‮ ‬الوحيد‮ - ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬تتأثر‮ ‬بُنيته‮ ‬الفكرية‮ ‬بأي‮ ‬نظرية‮ ‬مستوردة‮ ‬من‮ ‬خارج‮ ‬اليمن‮ ‬أوفكرة‮ ‬خارجة‮ ‬عن‮ ‬عقيدة‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬وثقافته‮ ‬وهويته‮ ‬الوطنية‮…. ‬
بل‮ ‬جاء‮ ‬الموتمر‮ ‬خُلاصة‮ ‬نضال‮ ‬لشعبنا‮ ‬اليمني‮ ‬التوّاق‮ ‬لشمس‮ ‬الحرية‮ ‬ونور‮ ‬الجمهورية‮ ‬وقيم‮ ‬العدل‮ ‬ومبدأ‮ ‬المساواة‮ ‬وسلطان‮ ‬العلم‮ ‬والمعرفة‮ ‬التي‮ ‬جاهد‮ ‬من‮ ‬أجلها‮ ‬شعبنا‮ ‬اليمني‮ ‬لعدة‮ ‬قرون‮… ‬
لقد تأسس المؤتمر الشعبي في 24 أغسطس 1982م وهيَ لحظة فارقة في تاريخ اليمن المعاصر.. إذا جاء تنظيم المؤتمر وأغلب القوى السياسية والفكرية في اليمن تعيش حالة تيهان سياسي بين من يميل إلى الشرق وآخر يميل الى الغرب بل إن بعضها كانت مجرّد فروع مستنسخة لنظريات تتبع‮ ‬دولاً‮ ‬إقليمية‮ ‬معينة‮… ‬
فكان ميلاد هذا الحزب العملاق كضرورة وطنية ملحّة بفكرة (الميثاق الوطني) الدليل النظري والفكري للموتمر الشعبي، وليملأ الفراغ السياسي والفكري لدى الطامحين إلى وجود مشروع وطني لكل اليمنيين ، وليكون قاسماً مشتركاً وإطاراً جامعاً لأغلب القوى السياسة الوطنية، فحمل في طيَّاته نظرية الوسطية والاعتدال وجسّد في مضامينه الهوية اليمنية الجامعة لكل التيارات الجمهورية التي تؤمن بالنهج الديمقراطي وبمبدأ التداول السلمي للسلطة، وترفض رفضاً قاطعاً التبعيّة الخارجيّة والوصاية الأجنبية، وهيمنة بعض دول الأقليم والدول الخارجية‮ ‬أياً‮ ‬كانت‮… ‬

يكفي‮ ‬الموتمر‮ ‬الشعبي‮ - ‬شرفاً‮ ‬وفخراً‮ - ‬أنه‮ ‬وُلِدَ‮ ‬من‮ ‬رحم‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية‮.. ‬وأن‮ ‬إطاره‮ ‬التنظيمي‮ ‬والفكري‮ ‬بزغَ‮ ‬من‮ ‬عقيدة‮ ‬الشعب‮ ‬وثقافته‮ ‬ومن‮ ‬تاريخ‮ ‬اليمن‮ ‬المجيد‮ ‬وحضاراته‮ ‬العريقة‮.. ‬
حيث‮ ‬نصّت‮ ‬إحدى‮ ‬مبادئه‮ ‬ومضامينه‮ ‬على‮ ‬الآتي‮:‬
‮(‬الولاء‮ ‬الوطني‮ ‬مبدأ‮ ‬شريف‮ ‬لا‮ ‬ينسجمُ‮ ‬بأيّ‮ ‬حال‮ ‬من‮ ‬الأحوال‮ ‬مع‮ ‬التبعيّة‮ ‬أياً‮ ‬كان‮ ‬شكلها‮ ‬أو‮ ‬نوعها‮)‬
يحق لنا أن نحتفي بالذكرى 41 لتأسيس المؤتمر لأنهُ حزب الشعب، وأنه مشروع وطني محض وهو حزب التنمية والمشاريع الخدمية العملاقة والمنجزات الاقتصادية وبناء الإنسان، وهو حزب السلام والحوار والتسامح والاعتدال….
لاينكر أيّ عاقل المنجزات الخدمية والاقتصادية والثقافية الضخمة التي تحققت لليمن في ظل قيادة المؤتمر الشعبي إلا جاحد أو في عينيه رمد، فقد تحقق لليمن في عهده الكثير من المنجزات الاقتصادية والخدمية التي يزخر بها الوطن حتى اليوم، أهمها :
إعادة‮ ‬تحقيق‮ ‬حلم‮ ‬الشعب‮ ‬اليمني‮ ‬الكبير‮ ‬بقيام‮ ‬وحدته‮ ‬المباركة‮ ‬وإعادة‮ ‬لحمته‮ ‬في‮ ‬22‮/‬5‮/‬1990م‮ ‬بالتعاون‮ ‬مع‮ ‬الحزب‮ ‬الاشتراكي‮ ‬اليمني‮ ‬وكل‮ ‬القوى‮ ‬الوطنية‮ ‬والسماح‮ ‬بالتعددية‮ ‬الحزبية‮ ‬بعد‮ ‬أن‮ ‬كانت‮ ‬محظورة‮....‬
وفي‮ ‬ظل‮ ‬حنكة‮ ‬وحكمة‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬بكل‮ ‬رجاله‮ ‬وكل‮ ‬المخلصين‮ ‬في‮ ‬اليمن،‮ ‬أصبح‮ ‬لليمن‮ ‬صوت‮ ‬مسموع‮ ‬وحضور‮ ‬فاعل‮ ‬في‮ ‬المحيط‮ ‬الأقليمي‮ ‬والدولي‮ ‬وفي‮ ‬كل‮ ‬المحافل‮ ‬الدولية‮.‬
رغم‮ ‬الدسائس‮ ‬والمؤامرات‮ ‬الإقليمية‮ ‬والدولية‮ ‬التي‮ ‬أُحيكت‮ ‬ضد‮ ‬اليمن‮ ‬الجمهوري،‮ ‬إبَّان‮ ‬حكم‮ ‬الموتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮.. ‬إلا‮ ‬انه‮ ‬تجاوز‮ ‬الصعاب‮ ‬بجدارة‮ ‬وبمرونة‮ ‬بالغة‮.‬
نجزم - بكل فخر واعتزاز - أن الموتمر الشعبي العام هو التنظيم الرائد الذي لا يكذب أهله ، ذلك لأنه احتضن وضم إليه الكثير من القوى السياسية الموجودة على الساحة، وانخرط بين صفوفه العديد من الشباب المنضوين في تيارات سياسية أخرى….
وأهم ما يُميّز الموتمر أنه لم يحتكر - على الإطلاق في يوم ما - الوظيفة العامة، ولم يقص أحداً من وظيفته على أساس طائفي أو حزبي أو مذهبي أو مناطقي أو سُلالي أوقبلي بل فتح الباب على مصراعيه للجميع مفسحاً المجال لكل اليمنيين للتنافس الشريف في مجال التعليم والوظيفة‮ ‬العامة‮ ‬وفي‮ ‬مجال‮ ‬القضاء‮ ‬وحق‮ ‬المشاركة‮ ‬السياسية‮ ‬وكفل‮ ‬الحقوق‮ ‬والحريات‮ ‬العامة‮ ‬لكل‮ ‬أبناء‮ ‬اليمن‮ ‬بلا‮ ‬تمييز‮..‬
ألف‮ ‬الف‮ ‬مبروك‮ ‬للمؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬بكل‮ ‬كوادره‮.. ‬ولكل‮ ‬أبناء‮ ‬الوطن‮ ‬الحبيب‮ ‬عُرسه‮ ‬الفرائحي‮ ‬بمناسبة‮ ‬الذكرى‮ ‬41‮ ‬لتأسيسه‮.. ‬
وحفظ‮ ‬الله‮ ‬اليمن‮ ‬الجمهوري‮ ‬بالكامل‮ ‬أرضاً‮ ‬وإنساناً


تمت طباعة الخبر في: الخميس, 21-نوفمبر-2024 الساعة: 10:39 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-64739.htm